إبن الغضائري ليس ثقةً يعتمد عليه بالجرح والتعديل، وكتاب الضعفاء هو له
الإسم: *****
النص: السلام عليكم ...
هل ثبت للشيخ محمد جميل حمود العاملي \" حفظه الله \" نسبة كتاب ( الضعفاء ) لأبن الغضائري ؟
وهل يرى سماحته حجية الكتاب أم لا ؟ أجيبونا جزيتم خيرا
الموضوع الرجالي: إبن الغضائري ليس ثقةً يعتمد عليه بالجرح والتعديل، وكتاب الضعفاء هو له.
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: الظاهر عندنا ثبوت كتاب الضعفاء للغضائري كما أن الظاهر عندنا عدم وثاقة إبن الغضائري في تعديل وتجريح الرواة الشيعة الأجلاء، والمشهور أن الكتاب المذكور هو لإبن الغضائري، وفي الكتاب المذكور الكثير من القدح لرواة أجلاء شهدت الطائفة بوثاقتهم وجلالتهم من هنا اشتهر بين الأعلام بأن: تضعيفاته هي توثيق عملي للرواة المقدوح بهم في الكتاب، لذا قال البهبهاني رحمه الله بقوله : « إن ابن الغضائري غير مصرح بتوثيقه ، ومع ذلك قلّ أن يسلم أحد من جرحه أو ينجو من قدحه » وقد وقع نقاش على أن الكتاب هل هو من التلفيقات عليه وهل هو له أو لإبنه؟ الظاهر أن الكتاب لإبن الغضائري الأب دون الإبن وليس ثمة ما يؤيد بأنه من التلفيقات عليه، وما تأوله أحد الرجاليين بأن الكتاب من التلفيقات ليس دقيقاً لخلوه من الدلائل القوية فالاصل هو أن يقال: بأن الكتاب لإبن الغضائري حتى يأتينا دليل على العكس...وجلُّ ما اعتمده القائلون بأنهموضوع عليه هو ما ذكره النجاشي القائل بأن الكتاب منسوب إليه، وكلامه ليس حجة شرعية يجب التعبد بها بل هو إجتهاد منه لا يجوز للىخرين من علماء الرجال تقليده فيه، فكم من اقوال اعتقد بها النجاشي كانت محط نقاش بين الأعلام بسبب إشتباهه فيها.
ودعوى أن الكتاب منسوب إليه قد لفقه المخالفون عليه ليس عليها شاهد يؤيده وإن كانت محتملة عقلاً إذ لا ننكر بأن العامة العمياء لديهم القدرة على التلفيق والدس في كتبنا إلا أن الظاهر صحة نسبة الكتاب إليه بقرينة قول النجاشي بحقه بأنه ضعيف في مذهبه، والنجاشي أقرب إليه منا فشهادته عليه بالضعف معتبرة.
وعلى كل حال سوآء قلنا بأنه من التلفيقات عليه أو لا فلا يخرج الكتاب من دائرة التضعيف لرواة أجلاء في الطائفة المحقة التي دلت القرائن القطعية على وثاقتهم وجلالة قدرهم.. والله حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم.
حررها العبد الفقير محمّد بن جميل حمّود العاملي
بيروت بتاريخ 16 جمادي الأولى 1435 هـ