عدد الأبدال مردد بين الثلاثين والأربعين
الإسم: *****
النص:
بسمه تعالى
سماحة أية الله المحقق الحجة الشيخ محمد العاملي (حفظكم الله)
السلام عليكم
جاء في حديثكم حول موضوع \"لماذا لا يتدخل الإمام الحجة القائم عليه السلام في غيبته الكبرى المقدَّسة لتصحيح الأحاديث الواردة عن آبائه الطاهرين عليهم السلام؟\" ما نصه \"فها هم الأبدال الأربعين الذين لا يخلو منهم عصر يستفيدون منه مباشرة من دون خفاء وحجاب، فيبيّن لهم الأحكام والوقائع المستقبلية على حقيقتها من دون إستعمال التقية معهم لأنه ليس خائفاً منهم حتى يتقيهم بالغيبة أو بعدم البيان..!\".
حيث لفت أنتباهنا قولكم الابدال الاربعين الذين يلتقون بالامام الحجة (عليه السلام) والذين لا يخلوا عصر منهم ، حيث حسب معلوماتنا أنه لم يثبت أن العدد هو أربعون ، فمن أين لكم ذلك وأنتم أهل التحقيق ؟! فياحبذا لو تزودنا بالدليل ان العدد هو هذا ، وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولدكم *****
الموضوع العقائدي: عدد الأبدال مردد بين الثلاثين والأربعين.
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمته وبركاته
صحيح ما ذكرتم من أن عدد الأبدال في أخبارنا الشريفة غنما هو ثلاثون أربعون فرداً وهو ما أوضحناه في بحثنا في كتابنا(السيف الضارب في الرد على منكري رؤية الإمام الحجة الغائب سلام الله عليه) وقد جاء في أخبار المخالفين طائفتان من الأخبار تحد عددهم، فطائفة تصرح بأن عددهم أربعون وأخرى بأن عددهم ثلاثون، والكتاب الكريم يطري على العدد أربعين، ومقتضى الصناعة الرجالية هو أن نأخذ بالعدد أربعين لموافقته للكتاب الكريم، لذا رجحنا العدد أربعين لما فيه من الأهمية في أخبارنا الشريفة في كثير من المواضع التي تطري على العدد أربعين لا سيما ما ورد في القرآن الكريم في تحديده للأربعين التي قضاها نبي الله موسى عليه السلام خلال مناجاته مع الله تعالى على الطور مدة أربعين يوماً. وأن مقدار إنعقاد النطفة أربعين يوماً والمضغة أربعين.وورد في الاخبار أهمية كبرى للعدد أربعين ففي بعضها أن من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت الحكمة من قلبه على لسانه.... لذا دار الأمر بين أن نأخذ بالأربعين الموافق للكتاب وبين الثلاثين المخالف للكتاب فرجحنا العدد أربعين حتى لو كان صادراً من المخالفين باعتباره موافقاً للكتاب الكريم لا سيما أن أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم أمرونا بعرض أخبارهم على الكتاب فما وافقه يؤخذ به وما عارضه يضرب به عرض الجدار، من هذا المنطلق أخذنا بالعدد أربعين لموافقته للكتاب الكريم دون الثلاثين لمعارضته للكتاب الكريم بحسب ما أمرونا سلام الله عليهم....وإن كان الأحوط هو الأخذ بما دلت عليه الأخبار لإحتمال التخصيص بالثلاثين من جملة الأربعين بمعنى أن العدد أربعين لكن المتواجدين مع الإمام الحجة القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف هم ثلاثون من مجموع الأربعين... والله تعالى هو العالم بحقائق أسراره ...ونحن لم نتفرد بذكر الثلاثين بل سبقنا إليه الكفعمي رحمه الله في كتابه الجنة الواقية تفسيراً لدعاء أم داوود الوارد فيه ذكر الأبدال: " انّ الأرض لا تخلو من القطب ، وأربعة أوتاد ، وأربعين بدلا ، وسبعين نجيباً ، وثلاثمائة وستين صالحاً فالقطب هو المهدي عليه السلام ولا تكون الأوتاد أقلّ من أربعة لأن الدنيا كالخيمة ، والمهدي صلوات الله عليه كالعمود ، وتلك الأربعة أطنابها ، وقد تكون الأوتاد أكثر من أربعة .
والأبدال أكثر من أربعين .
والنجباء أكثر من سبعين .
والصالحون أكثر من ثلاثمائة وستين .
والظاهر انّ الخضر ، والياس عليهما السلام من الأوتاد ، فهما ملاصقان لدائرة القطب، وأما صفة الأوتاد فهم قوم لا يغفلون عن ربّهم طرفة عين ، ولا يجمعون من الدنيا الّا البلاغ ولا تصدر منهم هفوات البشر ، ولا يشترط فيهم العصمة . وشرط ذلك في القطب .
وأما الأبدال فدون هؤلاء في المرتبة ، وقد تصدر منهم الغفلة فيتداركونها بالتذكر ، ولا يتعمّدون ذنباً وأما النجباء دون الأبدال .
وأما الصالحون فهم المتّقون الموصفون بالعدالة ، وقد يصدر منهم الذنب فيتداركونه بالاستغفار والندم ، قال الله تعالى : { اِنَّ الَّذِينَ اتَّقوا اِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَاِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ } .) .
ثمّ قال الشيخ الكفعمي : " جعلنا الله من القسم الأخير ، لأنا لسنا من القسم الأول ، لكن دين الله بحبهم وولايتهم ، ومن أحبّ قوم حشر معهم .
وقيل : إذا نقص أحدٌ من الأوتاد الأربعة وضع بدله من الأربعين ، وإذا نقص احدٌ من الأربعين وضع بدله من السبعين ، وإذا نقص احدٌ من السبعين ، وضع بدله من الثلاثمائة والستين ، وإذا نقص أحد من الثلاثمائة والستين وضع بدله من سائر الناس " .) .
تمّ عقب الشيخ النوري في كتابه النجم الثاقب ج2 ص 428: ولم اعثر لحدّ الآن على خبر بهذا الترتيب المذكور ; ولكن الشيخ المذكور كان متقدّم عصره في الاطلاع والتتبّع وكانت عنده كثير من كتب القدماء التي لا أثر لها في هذا العصر . وبالطبع فاني لم أره في محلّ معتبر ولا يوجد في مثل هذا الكتاب الشريف ، ويوجد قريب من هذه العبارة في كتب جماعة الصوفية السنة ، ولكن ليس هناك ذكر لإمام العصر عليه السلام فيها ، ولا أساس لكلماتهم .
والخلاصة: كما رأيتم فإن الشيخ الكفعمي تطرق للعدد أربعين ومن البعيد أن يكون غافلاً عن العدد ثلاثين الوارد في أخبارنا ، كما أنه من البعيد أيضاً أن يكون أخذ بالعدد أربعين موافقة للمخالفين بل لعله اخذه من الأخبار التي خفيت علينا حسبما أفاد الشيخ النوري، وبالتالي فإن أخذنا للعدد أربعين في جوابنا على أحد الإستفتاءات كان على النحو الذي قدمناه لكم وإن كنا لم نعاود الكرة في الأجوبة الأخرى غقتصاراً على مورد النص..والله تعالى هو العالم...نتمنى لكم التوفيق والسلام عليكم.
حررها فقير آل محمد سلام الله عليهم
عبدهم محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 15 شعبان 1435هـ.