• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .

        • القسم الفرعي : شبهات وردود .

              • الموضوع : شرح الفقرة الواردة في زيارة سيّدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى عليها السلام وهي: ( وأرخيت دونها حجاب النبوة) .

شرح الفقرة الواردة في زيارة سيّدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى عليها السلام وهي: ( وأرخيت دونها حجاب النبوة)

 الموضوع العقائدي:
 

 شرح الفقرة الواردة في زيارة سيّدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى عليها السلام وهي:( وأرخيت دونها حجاب النبوة).
 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرحيم
 

الحمد لله والصلاة على رسوله وآله الطيبين الطاهرين واللعنة السرمدية الأبدية على ظالمي سيدتنا الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام وأرواحنا فداها) لا سيما السامريّ وعجله صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها، ولعن الله تعالى منكري فضائلها ومعاجزها وظلاماتها من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين...وبعد.
   لقد سألنا العلامة المجاهد العالم العامل والمرابط على الثغرحجة الإسلام والمسلمين السيد محمد أبو الحسن الموسوي دامت بركاته في باكستان عبر التليفون عن معنى الفقرة الشريفة في زيارة سيدة النساء الصديقة الكبرى مولاتنا المعظمة الزهراء الحوراء عليها السلام(وأرخيت دونها حجاب النبوة) وكنا قد أجبناه بجوابين مختصرين ثم عززناه بأجوبة تفصيلية إتماماً للفائدة وتعظيماً لمولاتنا وليّة الله الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، ولله تعالى الحمد والشكر ولآله الفضل والمنة ......
   أقول وبالله تعالى أستعين:
    لقد جاء في زيارة مولاتنا الصدّيقة الكبرى الزهراء البتول عليها السلام فقرة شريفة ذات مدلول عميق جداً وهي(وأرخيت دونها حجاب النبوة) وقد روى هذه الزيارةَ المقدَّسة السيدُ إبن طاووس في الإقبال في أعمال شهر جمادى الثانية/باب زيارة سيدتنا الطاهرة الزكية فاطمة الزهراء عليها السلام، والظاهر أن إبن طاووس نقلها عن الشيخ المفيد حسبما جاء في البحار ج97ص199، ناقلاً عن إبن طاووس بإسناده إلى شيخنا المفيد قال: عندذكر جمادى الآخرة ما هذا لفظه: يوم العشرين منه كان مولد السيدة الزهراء عليها السلام... ثم قال السيد: ومن تعظيم هذا اليوم زيارة سيدتنا عليها السلام...ولم نعثر على الزيارة في كتاب المزار للمفيد سوى مقتطفات منها ما يعني أن ثمة حذف من الزيارة في النسخ الحالية، ولكن ما يهون الخطب أن السيد إبن طاووس ذكرها في الإقبال وهذا كاف في الإطمئنان بثبوتها في النسخة القديمة التي كانت عند إبن طاووس.
  ولم نلحظ في كتب المتقدمين والمتأخرين من تعرض لشرح زيارتها لا سيّما هذه الفقرة الشريفة سوى ما ورد عن الشيخ المجلسي وكان شرحه للفقرة الشريفة شرحاً ظاهرياً لا يفي بحقها الشريف، ونحن سنتعرّض لشرح هذه الفقرة الشريفة بما يتناسب وحق هذه الملكة العظمى على الأنبياء والمرسلين وعامة خلق الله تعالى والوليّة لله تعالى..كيف لا ! وهي التي دارت على معرفتها القرون الأولى حسبما جاء في المستفيض من أخبار آل محمد عليهم السلام، وتتعدد معاني الفقرة الشريفة بتفاوت المدارك العقلية والروحية والولائية لتلك الذات الطاهرة القدسية، والإستيعاب الكامل للفقرة ليس سهلاً على كل عالم، بل لا يستوعب أمرهم إلا نفوس زكية وأرواح طاهرة هنية طبقاً لما جاء في الأخبار من أن أمرهم صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه بالإيمان، ونصوص أخرى:إن من أمرهم ما لا يحتمله لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد ممتحن، فقيل له عليه السلام:من يحتمله؟ قال: من شئنا".
 وليكن تفسيرنا للفقرة الشريفة التي نحن في صدد شرحها وبيان بواطنها الشريفة من هذا القبيل، فللفقرة النورانية وجوه متعددة المعاني هي التالي:
الوجه الأول:
أن يكون المراد من الحجاب هو الستر، وإرخاء الستر بمعنى إسداله، وبالتالي يكون معنى الفقرة: إن الله تعالى (أرخى دونها حجاب النبوة) كناية عن نزول الوحي في بيتها وكونها مطلعة على أسرار النبوة، وهذا المعنى للمحدث المجلسي في بحاره في كتاب المزار.
  هذا التفسير وإن كان بنفسه فضيلةً لها إلا أنه لا يؤسس معنىً عميقاً يدل على عظمة مولاتنا السيدة المطهرة عليها السلام لأنها أعظم قدراً من أن نظهر لها فضيلة بما ذكره المجلسي من حيث وضوح نزول الوحي في بيتها وكونها مطلعة على أسرار النبوة، فهو تحصيل حاصل بالنسبة إلى جلالة قدرها وعظم شأنها، بل إن هناك معنى أجل من هذا المعنى، وهو ما سنذكره في الوجوه الأخرى.
الوجه الثاني: إن ولاية الصدّيقة الكبرى عليها السلام مرقاة لوصول الأنبياء عليهم السلام إلى النبوة ومقام الرسالة والعظمة والشموخ الإنساني والروحاني وهو ما أكده الخبر الشريف من أنه ما تكاملت نبوة نبيّ حتى أقرَّ بفضلها ومحبتها، فمقام ولايتها دونه حجاب النبوة وما فيهاــ أي النبوة ــ من أسرار ومقام رفيع، ويشهد لما قلنا ورود الأخبار الكثيرة الدالة على علو فضل مولاتنا سيدة نساء العالمين وملكة عوالم الوجود وأنها هي ليلة القدر التي من أدركها فقد أدرك ليلة القدر، وإدراك ليلة القدر بحسب تعدد المدركات واختلافها بحسب سير الأفراد النظري والعملي، فمولاتنا المطهرة فاطمة الزهراء عليها السلام قطب الأولياء والعرفاء ومعراج الأنبياء والأوصياء، وصدرها الشريف خزانة الأسرار ووجودها ملتقى الأنوار فهي حلقة الوصل بين أنوار النبوة وأنوار الإمامة، ولا نفهم من حلقة الوصل إلا أنها مهبط الفيوضات الربانية التي تتنزل على قلبها الشريف ليكون منبعاً لمعارف الأنبياء والأولياء عليهم السلام، وهو عين ما ورد في الخبر الشريف عن مولانا الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال:( نحن حجج الله على خلقه، وجدتنا فاطمة عليها السلام حجة الله علينا) فكونها حجةً على الحجج عليهم السلام هو هذا المعنى الشريف الدال على ما ذكرنا من أنها منبع الفيوضات فضلاً عن الأسرار الإلهية، وهو ما يدل عليه قول مولانا الإمام الحجة بن الحسن عليهما السلام مبيناً تلك الحجية للمعظمة سيدة النساء فاطمة عليها السلام بقوله الشريف:( ولي أُسوة بأمي فاطمة عليها السلام) فأئمتنا الطاهرون عليهم السلام أسوة الخلق وقادتهم حتى الملائكة المقربين، ومولاتنا فاطمة عليها السلام أسوة الأئمة الطاهرين عليهم السلام، وكل هذا جمعه النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بقوله الشريف:( فاطمة روحي التي بين جنبيّ) إشارة إلى الروحية والمادية، أو أنه إشارة إلى جنبي العلم والعمل، فهي صلوات الله عليها تحمل روح النبي بعلمه وعمله وكل كمالاته العلمية والعملية إلا النبوة التي هي دونها مكسوفة وعلى حياء وخجلٍ منها...ولنعم ما قال الشاعر الموالي حاكياً عن علو قدرها:
هي مشكاة نور الله جلَّ جلاله              زيتونةٌ عمَّ الورى بركاتها
 وقال آخر كاشفاً عن حقيقة نور وجهها الذي منه خلق الله تعالى الجنة والشمس والقمر والنجوم:
خجلاً من نور بهجتها               تتوارى الشمس بالشفق
وحياءً من شمائلها                   يتوارى الغصن بالورق
 ولعل المقصود من (جنبيّ) هو جنبتا النبوة والولاية، فيكون إشارة إلى النبوة المطلقة والولاية العامة، وهو ما أشار إليه أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في خبر آخر قال:( ظاهري ولاية ووصاية وباطني غيب لا يدرك) وفي خبر آخر عن قال( ظاهره أمر لا يملك وباطنه غيب لا يدرك) وهذا عين ما قاله إمام المتقين عليه السلام لسلمان المحمدي:( يا سلمان نزلونا ـــ وفي نسخة أخرى: نزهونا ــ عن الربوبية وادفعوا عنا حظوظ البشرية فإنَّا عنها مبعدون..ثم قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا)فإذا ما كان أمير المؤمنين عليه السلام بهذا المستوى من العمق الروحي والفكري والفضائلي فلا ريب في أن مولاتنا الزهراء عليها السلام في نفس المستوى العلوي وهو المقطوع به في الأخبار لا سيما ما ورد في حقها عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال:( لولا أن أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفوٌ على وجه الأرض إلى يوم القيامة، آدم فمن دونه)...كيف لا ! وقد جاء في الخبر المستفيض:" أن الخلق فطموا عن معرفتها..!! وأنها فطمت شيعتها عن الجهل وعن النار..!!.
الوجه الثالث: تعني الفقرة الشريفة أن مقامها أرقى من مقام النبوة والرسالة، ومقامها هو مقام الولاية والقرب الإلهي، وهو من أرفع المقامات الإلهية، ومن طبيعة الأرقى الإطلاع والهيمنة على المقامات السفلى، ومن طبيعة الأدنى والأسفل التطلع إلى الأعلى والأرقى، فالأنبياء يتطلعون إلى القادة العظام من آل محمد، ففي الحديث الشريف عن رسول الله قال:( يا عليّ أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي) وفي خبر آخر:( يا علي مثلك في الأمة مثل الكعبة نصبها الله للناس علماً وإنما تؤتى من كل فج عميق ونأيّ سحيق ولا تأتي) وفي خبر أن الكعبة تزار ولا تزور، وهكذا مقام الولاية لآل محمد عليهم السلام هو مقام تعلق الموجودات به لأقربيته من المولى تبارك اسمه، ومولاتنا سيدة النساء أم هذا المقام،(فاطمة أم أبيها..ولو لم يكن أمير المؤمنين زوجاً لها لما كان لها كفوٌ إلى يوم القيامة) فمقام الأنبياء نقطة في بحر سيدة النساء مليكة الوجود، فقد بلغت السنام الأعظم في العروج الروحي والفكري، بحث صارت النبوة حجاباً للأنبياء الذين لا يكلمهم الله تعالى إلا من وراء حجاب، قال تعالى بخلاف مقامها الذي لا يحول بينه وبين الله تعالى حجاب، لأن تكليم الله تعالى للأنبياء لا يكون إلا بالوحي المباشري أو غير المباشري العبر عنه بالحجاب، فالتكليم الإلهي من دون واسطة يسمى وحياً، وإذا كان مع الواسطة فهو حجاب وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ الشورى51 
    وأما سيّدة النساء مليكة الوجود عليها السلام فإنه يوحى إليها من غير حجاب بمقتضى العلم اللدني الموهوب بدرجاته الدنيا لعبده الخضر عليه السلامفَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً الكهف65.
    ومرادنا من الوحي هنا هو الوحي التسديدي ،ولا تمنع الأدلة من الوحي التشريعي المؤكد للوحي التشريعي النازل على رسول الله أبيها صلى الله عليه وآله وسلّم، بمعنى أن القرآن النازل على رسول الله قد علمته سيدة النساء قبل نزوله تماماً كما علمه أبوها رسول الله قبل نزوله على قلبه دفعة واحدة وتدريجاً، ويشهد على ذلك العمومات والإطلاقات الدالة على أن علمهم واحد وأنه حضوريٌّ لدنيٌّ، وأن أمير المؤمنين عليه السلام قد تلا سورة المؤمنين عند ولادته،ومن المعلوم أن ولادته الشريفة كانت قبل البعثة.
    والحاصل: إن درجة الأنبياء بالنسبة إلى درجة العبد الصالح الخضر عليه السلام هي كنقطة في بحرٍ باعتباره وليّاً وليس نبيّاً مرسلاً إلى الناس، فأفضليته على نبيّ الله موسى عليه السلام من هذه الحيثية، وحيثية قربه من آل محمد عليه السلام بمعنى أن الخضر عليه السلام كان أكثر تعلقاً بآل محمد من النبي موسى عليه السلام، ويشهد لما قلنا فيما ورد في الصحيح عن زرارة ومحمد بن مسلم عن مولانا الإمام المعظم أبي جعفر الباقر والصادق عليهما السلام قالا:"..قال موسى: أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً قال: إني وكلت بأمر لا تطيقه ووكلت بأمر لا أطيقه وقد قال له: إنك لن تستطيع معي صبراً وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً فحدّثه عن آل محمد وعما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما ثم حدثه عن رسول الله وأمير المؤمنين وعن ولد فاطمة وذكر له من فضلهم وما أُعطوا حتى جعل يقول: يا ليتني من آل محمد..". فقد كان الخضر عليه السلام خصيصاً عند آل محمد ولا يزال له الحظوة عند إمامنا الاكبر الحجة بن الحسن عليه السلام والمولى القائم على رأسه لحراسته وخدمته، ولأنه في علم الله تعالى من العاشقين لآل محمد صلوات الله عليهم وفقه الله تعالى للشرب من عين الحياة ليكون في خدمتهم صلوات الله عليهم مع الأنبياء الآخرين كإلياس وعيسى وإدريس على رواية، والجميع مع الإمام الحجة أرواحنا فداه ويبقون معه في دولته ثم يموتون إلا الخضر يبقيه الله تعالى ليخدم رسول الله وأمير المؤمنين وبقية آل محمد في الرجعة ويشارك في المعارك الكبرى التي سيخوضها أمير المؤمنين أرواحنا فداه..وما ذلك إلا لأن هذا العبد الصالح عليه السلام كان كقاب قوسين أو أدنى من آل محمد المطهرين، فهو وليّهم المتفاني في خدمتهم والفاني في محبتهم، وكلما كان العبد متصفاً في صفة العشق لمحمد وآل محمد كلما كان قريباً من الله تعالى فيجعله الله تعالى وليَّاً من أوليائهم فيسمع ويرى بسمعهم وبصرهم، فقد جاء عن مولانا الإمام المعظم الصادق عليه السلام:( إن لنا مع كلّ وليّ أُذنٌ سامعة وعين ناظرة ولسان ناطقٌ).
   فإذا ما كان الخضر صلوات الله عليه بهذه الصفة الكريمة من العلم اللدني بسبب تعلقه بآل محمد عليهم السلام فكيف بمولاتنا المطهرة الزهراء وبعلها أمير المؤمنين عليهما السلام اللذين هما الأساس في تعليم الخضر عليه السلام؟! وقد جاء في موثقة سدير عن مولانا الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: لمّا لقي موسى العالم كلّمه وسائله، نظر إلى خطاف يصفر ويرتفع في السماء وتسفل في البحر، فقال العالم لموسى: أتدري ما يقول هذا الخطاف؟ قال: وما يقول: قال: يقول وربّ السماء ورب الأرض ما علمكما في علم ربكما إلا مثل ما أخذت بمنقاري من هذا البحر، قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: أما لو كنت عندهما لسألتهما عن مسألة لا يكون عندهما فيها علم".
  وفي خبر آخر يفسر معنى الرب الوارد في رواية سدير بأنه السيد والقيم وهم آل محمد عليهم السلام، فقد جاء في هامش البحار ج13ص302نقلاً عن إثبات الوصية للمسعودي نفس ألفاظ رواية سدير إلا أن فيها هكذا:" فقال العالم لموسى عليه السلام: هل رأيت الطائر وما صنع؟ قال نعم، قال له: ما علمي وعلمك في علم آل محمد عليهم السلام إلا بمقدار ما أخذه هذا الطائر بمنقاره من البحر فهل تراه نقص من ماء البحر بما أخذه بمنقاره".
  فكلمة رب تحمل على معناها المجازي وهو ههنا آل محمد عليهم السلام وقد طفحت الآيات في سورة يوسف عليه السلام في إطلاقه لفظ الرب على الملك، وليكن لفظ"الرب" في خبر سدير من هذا القبيل، وقد ورد نظيره عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال: إن نسبة علم آصف إلى علم آل محمد كما تأخذ البعوضة على جناحها من البحر".
  وحيث إن سيدة النساء مولاتنا المطهرة فاطمة الزهراء(أرواحنا لتراب قدميها الفداء) من آل محمد بالإتفاق وبدلالة الأدلة الدالة على أنها هي الأصل في آل محمد ولولاها لما كان للأئمة من آل محمد ذكر أصلاً، فهي قطب رجى وجودهم بل وجود السماء والأرض والعرش والكرسي والملائكة والأنبياء، وهي التي لأجلها تنزل الملائكة والمقدرات في ليلة القدر على إمام الزمان عليه السلام، فقد جاء في الأخبار الصحيحة بأنها روح القدس ــ كما في خبر حمران الذي رواه البحراني في تفسير البرهان ـــ وأنها الليلة المباركة التي يفرق فيها كلّ أمر حكيم بمقتضى قوله تعالىفِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ الدخان4.
 الوجه الرابع: إن ما يحجبه الله تعالى عن الأنبياء لا يحجبه عن سيدة النساء سيدتنا المطهرة فاطمة الزهراء صلى الله عليها وآل بيتها الطاهرين وفديتها بنفسي، لأن الله تعالى يعطي الأنبياء وعامة العباد على قدر الإستحقاق، والإستحقاق على قدر المعرفة بالله تعالى والقرب منه، وحيث إن مليكة الوجود مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها هي الصدّيقة الكبرى التي على معرفتها دارت قرون الأنبياء منذ آدم إلى خاتم النبيين أبيها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، وحيث إن نبوة الأنبياء ما تكاملت بل لم يحصلوا على النبوة إلا من خلال محبتها وولايتها والإقرار لها بالفضل والعظمة عند الله تعالى، فلا بدّ من أن تكون هذه السيدة المليكة صلوات الله عليها من الخصيصين المقربين عند الله تعالى، فلا يحجب الله تبارك شأنه عنها أسرار خلقه وتدبير مملكته مع أنه تعالى حجب الكثير منه عن الأنبياء والمرسلين، وليس ذلك إلا لأن الإستحقاق بالفضل والكرامة إنما هو بالقرب منه تعالى ومن وليته الكبرى فاطمة عليها السلام التي فطمت شيعتها عن النار وفطم الله تعالى عامة الخلق عن إدراك كنهها كما جاء في النصوص المستفيضة، فهي الغاية والمبدأ، وقد أشار النص الشريف الوارد عنهم بأن الله تعالى خلق محمداً وعليّاً لأجلها ففي خبر جابر الأنصاري قال: قال الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وآله:" يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا عليّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما) ثم قال جابر: هذا من الأسرار، أمرنا رسول الله بكتمانه إلا عن أهله...وهذا الخبر الشريف يشير إلى مقام النبوة والإمامة والولاية، فرسول الله كان ماموراً بالتبليغ بمقام النبوة، وأمير المؤمنين عليّ عليه السلام كان مأموراً بمقام الإمامة، ومليكة العوالم فاطمة الزهراء عليها السلام كانت مأمورة بمقام الولاية الإلهية، وبهذا التفصيل نكون قد فندنا تشكيك بعض أهل العلم من عدم قدرتهم على تحمله فأنكروه ونعتوه بالإرسال، وما ذلك إلا لأنهم لم يفهموا معناه الدال على علو الدرجات في المقامات، وما أفدناه هو من فضل علوم آل محمد عليهم السلام ومن باكورة معارفهم كما قال مولانا الإمام المعظم الحسن العسكري عليه السلام:( فالكليم أُلبس حلة الإصطفاء لمَّا عهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة، وشيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية، صاروا لنا ردءاً وصوناً وعلى الظلمة إلباً وعوناً، وسينفجر لهم ينابيع الحيوان) فقد أصبغوا على موسى الكليم حلة الإصطفاء لمّا عهدوا منه الوفاء لولايتهم ومحبتهم .... اللهم ارزقنا من ثمار معارفهم وأمتنا على محبتهم وفي سبيلهم ومن أجلهم بحيث لا يهمنا وقع الموت علينا أم وقعنا عليه بحقهم عندك يا ذا الجلال والإكرام يا حيّ يا قيوم. 
   المحصّلة: إن مولاتنا المعظمة فاطمة الزهراء عليها السلام لا يستر عنها شيء من الأسرار الربوبية حتى ولو ستر عن الأنبياء لأن الله تعالى اختارها وأهل بيتها حججاً على العالمين وأظهر فضلهم على عامة الأنبياء والمرسلين بمقتضى الأدلة والبراهين والتي منها ما جاء في دعاء علقمة الذي يُقرأ بعد زيارة عاشوراء المقدسة قال الإمام عليه السلام معلِّماً الشيعة كيف يدعون بإذن الله تعالى:( وبحقهم أسألك وأقسم وأعزم عليك وبالشأن الذي لهم عندك وبالقدر الذي لهم عندك بالذي فضلتهم على العالمين وبإسمك الذي جعلته عندهم وبه خصصتهم دون العالمين وبه أبنتهم وأبنت فضلهم من فضل العالمين حتى فاق فضلهم فضل العالمين جميعاً..) وكما جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة المقدسة:( آتاكم الله ما لم يؤتِ أحداً من العالمين، طأطأ كل شريفٍ لشرفكم وبخع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شيء لكم وأشرقت الأرض بنوركم).
 

حررها العبد الفقير الشيخ محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 29ربيع الثاني 1434ه..

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/24   ||   القرّاء : 17427




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 البحث في وثاقة الشيخ الصدوق

 هل يصح من العبد أن يسلّم على الله تعالى

 كتمان العلم وعاقبته

 ظاهرة كلاب الصدّيقة الصغرى السيّدة الطاهرة مولاتنا رقية (عليها السلام) مندرجة تحت الإطلاقات والعمومات الدالة على استحباب تذليل النفس الأمارة بالسوء واستحباب التأسي بما جرى على الفاطميات الطاهرات (عليهنَّ السلام) من الذل والهوان في سبيل الله تعالى

 حكم ترك الطواف / لا يجوز البراءة القلبية واللسانية من الإمام الأعظم امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهما السلام في كلّ الأحوال / لا يجوز صرف الخمس والحقوق الشرعية على العمليات الإنتحارية

 زيارة الحوراء زينب عليها السلام بصوت الشيخ محمد دماوندي

 الزيادة الربوية محرمة..

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19209349

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 28/03/2024 - 10:06

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net