• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .

        • القسم الفرعي : عقائدنا في الزيارات .

              • الموضوع : شرح قول إمامنا القائم أرواحنا فداه في زيارة آل ياسين(لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون) .

شرح قول إمامنا القائم أرواحنا فداه في زيارة آل ياسين(لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون)

 


المواضيع العقائدية/قسم الزيارات: شرح قول إمامنا القائم أرواحنا فداه في زيارة آل ياسين(لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون)/ شرح قوله أرواحنا فداه( السلام عليك يا داعي الله..)/ شرح ما ورد في زيارة الناحية المقدسة(وإلى وصية أخيك مسارعاً) فما المقصود من الوصية؟/ تفسير قول الإمام عليه السلام(إرادة الله في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم)/ما معنى« فاطمة أُم أبيها»؟.

 

بسم الله الرّحمن الرّحيم
سماحة آية الله المرجع الديني الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظلّه الشريف
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الوقت الذي ألثم فيه أياديكم المباركة وأبتهل إلى الله أن يديم حفظكم ويمتّعنا بمدّ أفياء ظلّكم على رؤوس الموالين, أودّ أن أعرض بخدمتكم الأسئلة الآتية راجياً من جنابكم المبارك أن تتفضّلوا علينا بالإجابة عنها....وهي كالآتي:

1-ما معنى قول الإمام الحجّة عليه السّلام في بداية زيارة سلام على آل ياسين:( بسم الله الرّحمن الرّحيم, لا لأمره تعقلون, ولا من أوليائه تقبلون, حكمة بالغة, فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون:السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين).
بسمه تعالى / الجواب:
الفقرة الشريفة تحكي شكوى الإمام المعظم الحجة القائم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء من الشيعة حيث لا يقبلون منهم صلوات الله عليهم ولا يعقلون عن أمر الله تبارك اسمه ولا عن أئمتهم الطاهرين عليهم السلام الذين لا تصدر منهم إلا الحكمة البالغة التي لا يعمل ولا يتعظ بها إلا المؤمنون الكاملون الذين لا ينصبون وجوههم إلا لأئمة الهدى ومصابيح الدجى صلوات ربنا عليهم، فحينما لا يتوجهون إلى من أمر الله تعالى بطاعتهم فلا تنفعهم المواعظ"حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون" لأن النذر والمواعظ إنما يتعظ بها المؤمن الحقيقي لا المدّعي الكذاب الذي يمر عليها كالمجنون الذي لا عقل له وكأن على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً، من هنا نبّه إمامنا الأعظم الحجة بن الحسن عليهما السلام على أن المتعظ هو من يستحق السلام الذي هو الطمأنينة والسعادة النفسية والروحية، فالمؤمن الكامل المتعظ هو من يستحق السلام ودار السلام، وكأن السلام مخصوص بهم عليهم السلام وبمن سار على نهجهم واستن بسننهم واقتدى بهم...لأن من أراد الله بدأ بهم ومن وحده قبل عنهم ومن قصده توجه بهم كما جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة(من أراد الله بدأ بكم ومن وحده قبل عنكم..) والسر في ذلك أنهم أبواب الله ووجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء كما في دعاء الندبة:" أين وجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء أين السبب المتصل بين الأرض والسماء..."
2- ورد في زيارة سلام على آل ياسين:( السّلام عليك يا داعي الله وربّانيّ آياته),أرجو منكم الإضاءة على هذه العبارة الشّريفة.
بسمه تعالى/الجواب:
لقد ورد في الكتاب المجيد آيات توضح المعنى من كون الإمام الحجة القائم عليه السلام داعياً إلى الله تعالى تماماً كدعوة جده رسول الله وأهل بيته الطيبين عليهم السلام كقوله تعالى) وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً (الأحزاب46
وقوله تعال) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (الأحقاف31.
فالداعي هو المبلّغ عن الله تعالى ما يعني أنهم سفراؤه وحججه الطاهرون عليهم السلام، وهذا يستلزم عصمة الداعي والمبلغ عن الله تعالى وهم الحجج عليهم السلام بقرينة الأمر بالإيمان بالداعي ولم يوجب الإيمان بالداعي العادي إلا إذا كان منصوباً من قبلهم بالتنصيب الخاص، فالإيمان بالداعي العادي حينئذ يعتبر إيماناً بهم إلا أن الفرق بينهم وبين دعاتهم أنهم معصومون ومنصوبون من قبل الله تعالى مباشرة بخلاف غيرهم ....وأما كونهم رباني آياته فواضح أيضاً باعتبار ما لهم من القيادة الربانية لعامة عباده وبلاده، والربان لغة هو قائد السفينة، وحيث إن أهل البيت عليهم السلام هم ربان السفينة التي يقودونها في وسط البحر الخضم، وهذا تشبيه لهم بسفينة نوح التي من ركبها نجا من الغرق، ولولا النبي نوح عليه السلام قائد السفينة لما كان للسفينة إعتبار وقيمة بل إن قيمتها مرتبطة بقائد السفينة الذي يوجهها إلى شق عباب البحر بحكمة وإستقامة وإلا لإرتطمت بالأمواج القوية فغرقت وأغرقت...فنجاة البشر لا يكون إلا من خلال السفينة وربانها..ولكنّ وظيفة إمامنا الحجة القائم عليه السلام أعظم من وظيفة نبيّ الله نوح عليه السلام ذلك لأنه أرواحنا فداه قائد آيات الله تعالى يوجهها حيثما يريد الله تعالى فهي مؤتمرة بأمره وتصدر عن مشيئته، فهو سيدها وقائدها..كيف لا!؟ وهو حجة الله في أرضه وسمائه..ففي زيارته الشريفة يكشف لنا عن عظمته وفراسته وقيادته لعامة آيات الله بقوله(السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى..) وهو ما أكدته سورة القدر حيت تتنزل الملائكة التي هي من آيات الله تعالى ليكون إمامها الأكبر الحجة بن الحسن أرواحنا فداه القائد لها في مسيرة تكاملها ومعراجها ووظائفها.. فإمامنا  الأعظم الحجة بن الحسن أرواحنا فداه هو من يعطي الأوامر لملائكة الله تعالى في ليلة القدر وليس العكس كما هو الفهم الكلاسيكي عند مشهور المفسرين الشيعة لتنزل الملائكة في ليلة القدر حيث فهموا من نزولها على إمام الزمان ليأخذ منها أوامر الله تعالى..والأمر ليس كما تصوروه بل هو من يعطي الملائكة الأوامر فتهبط الملائكة إليه)من كل أمر( أي إلى كل أمر يريده بأمر من الله تعالى الذي يهبط إليهم ويصدر من مشيئتهم وهو معنى ما ورد في سؤالكم الرابع(إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم) فكل المقادير الإلهية المقدرة على العباد موكولة بإمام الزمان أرواحنا فداه تهبد إليه وتصدر من عنده وليس من عند الملائكة، قال تعالى) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (الزمر69، من هنا جاء في تفسيرها بأن ربّ الأرض إمامها، قال مولانا الإمام الصادق عليه السلام:" رب الأرض يعني إمام الأرض، فقال له السائل: فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإمام) إطفئ السراج فقد طلع الصبح... يرجى التأمل... وقد استفضنا في ذلك في كتابنا الموسوم بـ(شبهة إلقاء المعصوم في التهلكة ودحضها) فليراجع..والسلام عليكم.
3-ورد في زيارة الناحية المقدّسة:( .........وإلى وصية أخيك مسارعاً ), ما المقصود بالوصية؟
  بسمه تعالى /الجواب:
ما ورد في زيارة إمامنا المعظم الحجة بن الحسن عليهما السلام لجده الإمام المعظم أبي عبد الله الحسين عليه السلام بقوله الشريف:(وكنت لله طائعا ، ولجدك محمد صلى الله عليه وآله تابعا ،ولقول أبيك سامعاً ، والى وصية أخيك مسارعاً ، ولعماد الدين رافعاً، وللطغيان قامعاً ، وللطغاة مقارعاً ، وللأمة ناصحاً..) ربما تحمل على نحوين من الوصية: إحداهما وصية الإمام المعظم سيدنا الحسن المجتبى عليه السلام حيث أوصاه بوصايا كثيرة لينفذها سيدنا المعظم الحسين عليه السلام ولعلّ منها وصيته بأن يزوّج إبنته فاطمة الكبرى عليها السلام ـ التي تركها الإمام الحسين عليه السلام في المدينة لمرض أصابها منعها عن السفر مع أبيها ـ من إبنه الحسن المثنى الذي نجا من الموت في كربلاء وكان نسل الإمام الحسن منه ومنها، أو أن تكون الوصية في أن يزوج إبنه القاسم من إبنة أخيه الإمام الحسين عليه السلام المسماة بفاطمة الصغرى عليها السلام التي كانت مع أبيها في كربلاء ليكون القاسم كاملاً مكملاً بعد شهادته بالزواج من حبيبته التي اقترن بها ظاهراً في قصة طويلة عرضناها في بعض بحوثنا على الموقع....هذا من جهة الوصية على النحو الأول ..ولكن لعل المراد بالوصية الثانية هي وصية مولانا المعظم العبد الصالح عليه السلام الذي أوصى أخاه الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام في أن يدفنه في مكانه لأنه يستحي أن تراه مولاتنا المعظمة سكينة عليها السلام مطروحاً في خيمة الشهداء وقد وعدها في أن يجلب لها الماء ولكنه خاب في ذلك...فهو لا يحب أن تراه صريعاً ولم يلبِ لها ما أحبته منه روحي فداه كما لم يحب أن تراه حبيبته الفريدة مولاتنا المعظمة زينب الكبرى عليها السلام لأنه يستحي منها أو لأنه لا يحب أن تفجع به قبل فجيعتها بأخيها المعظم الحسين عليه السلام...وعلى كلا الجهتين فإن المولى العبد الصالح عليه السلام قد كان عجيباً غريباً في مشاعره ومحبته العميقة اتجاه إخوته الطاهرين... ما أعظمه من ملاك قدسي عجزت عن حيائه أملاك السماء ...وهو الظاهر من حالات المولى العبد الصالح مع أخيه وإخوته في كربلاء، فكان منه أن أوصى أخاه الإمام المعظم أبا عبد الله الحسين عليه السلام بتلك الوصية التي تفطر القلوب وتسيح الدموع من الآماق بدون استئذان على حالات ذاك العبد المطروح وقلبه موزع على الأحبة من النساء والأطفال وسيدهم الغريب المظلوم..!
4- ما معنى العبارة التي وردت في زيارة الإمام الحسين عليه السّلام (الزيارة الأولى للإمام الحسين عليه السّلام التي يذكرها الشيخ القمّي في مفاتيحه):" إرادة الله في مقادير أموره تهبط إليكم,وتصدر من بيوتكم".
   بسمه تعالى/ الجواب: لقد أجبنا في السؤال الثاني، ونؤكد بأن عامة مقادير الله تعالى تهبط على إمام الزمان أرواحنا فداه مباشرة من الله تعالى ثم يقوم الإمام صلوات الله عليه وآبائه الطيبين بتوزيعها على الملائكة في ليلة القدر وهذا ما أشار إليه بقوله الشريف( وتصدر من بيوتكم) أي بيوتكم القدسية التي لا يعلو عليها بيت فهم أهل البيت الإلهي الذي يحتوي على الأسرار الإلهية والمقادير الربانية فيحفظونها ويقومون بتوزيعها على المدبرات والمقسمات أمراً والذاريات ذرواً والمرسلات عرفاَ فالعاصفات عصفاً والناشرات نشراً فالفارقات فرقاً فالملقيات ذكراً عذراً أو نذراً...إنه الحجة القائم الذي عجزت عن إدراك كنهه الأنبياء المرسلون والملائكة المقربون...إنه إبن سيدة النساء فاطمة الزهراء وأبن أمير المؤمنين علي المرتضى عليهم السلام..!!
5- ما معنى "فاطمة أم أبيها".
بسمه تعالى: الجواب:
من الخصائص الكبرى لمولاتنا الصدّيقة الكبرى والمعصومة العظمى فاطمة البتول صلوات الله عليها أن أباها رسول الله صلى الله عليه وآله قد كناها بأُمّ أبيها، فقد روى في مقاتل الطالبيين بإسناده إلى جعفر بن محمد ، عن أبيه (عليهما السلام ):" أن فاطمة ( عليها السلام ) كانت تكنى بأُمِّ أبيها" وفي كشف الغمة « إنّ النبي كان يحبّها ويكنّيها بأُمّ أبيها » .
 وهي كنية مشهورة خاصة بسيدة النساء عليها السلام لا يشاركها فيها أحد سوى الصديقة الصغرى فاطمة بنت أسد عليها السلام عندما كناها النبي الأعظم بعد وفاتها بأنها أُمّه بعد أمه، فقد كانت مولاتنا فاطمة بنت أسد عليها السلام أمّاً لرسول الله صلى الله عليه وآله بالمعنى المجازي لا الحقيقي لأن أمه الحقيقية هي آمنة بنت وهب عليها السلام إلا أن أمه الثانية من حيث الحنان والشفقة بعد أمه آمنة هي فاطمة بنت أسد عليها السلام، وكذلك مولاتنا زينب عليها السلام التي كانت لأبيها بمثابة الأم له فكانت أُمَّه بعد أمِّه بنت أسد عليها السلام وإن كانت سيدتنا الكبرى الزهراء البتول عليها السلام هي الأم الكبرى للكل، فكانت أماً لرسول الله وأماً لبعلها أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ولإبنتها زينب وبقية أولادها الطاهرين لأن كلمة الأم لغةً تحمل عدة معانٍ راقية تجعل من سيدة النساء عليها السلام أماً حقيقية من حيث معانيها الروحية الحقيقية السامية.. فقد كانت لرسول الله أُمّه بعد أُمه وكانت لبعلها أمه بعد أمه.
ومعنى هذه الكنية الخاصة« أُمّ أبيها » المأثورة لآية الله العظمى والعصمة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله عليها : وفي كشف الغمة « إنّ النبي كان يحبّها ويكنّيها بأُمّ أبيها ».
وفي هذا اللفظ أمران : أحدهما : حبّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمولاتنا فاطمة عليها السلام، وثانيها: تسميتها بأُمّ أبيها باعتبارها أصل وجوده حسبما ورد عنه صلى الله عليه وآله« فاطمة روحي التي بين جنبيّ».
وقد اختلف العلماء في معنى هذه الكنية العظيمة ، وذهبوا فيها إلى مذاهب تشعّبت فيها آراء الفضلاء الصائبة ، وتفرّقت أنظار العلماء المستطابة في معنى كونها أُمّاً لأبيها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ؟!
والجواب من وجهين:
 (أولاً): أنه من الواضح أنّ المراد من هذا اللفظ هو الاستعمال المجازي وليس المعنى الحقيقي .
 (ثانياً ): إن « أمّ » لغة بمعنى القصد  كما في « الهمّ » ، قال تعالى : ( ولا آمّين البيت الحرام ) ويقال « أمّ فلان فلاناً » أي قصده ، وبالفارسية « أم » بضمّ الهمزة أصل كُلّ شئ وجمعه اُمات وأصل « أم » « أمهة » وجمعه « أمهات » ، وتستعمل غالباً « أمّهات » للإنسان و« أمّات » للبهائم ، وتصغيرها : « أميمة » وهو اسم امرأة، وقد تضاف التاء إلى « الأب » أو « أم » بدلاً عن الياء ، فيقال « يا أبت افعل ويا أمت لا تفعلي » . وقولهم « لا أمّ لك » ذمّ ودعاء، وإمام مشتقة من نفس المادة ، وهو مَن قصده الخلق وتقدّمهم ; وفي التفسير ( وكلّ شئ أحصيناه في إمام مبين ) قال : هو الكتاب وفي قوله ( وإنّهما لَبإمام مبين ) قال : هو الطريق. والأمام بالفتح هو القدّام ، والغالب استعمالها بمعنى « الأصل » يقال : « أمّ الجيش » وهي كما قال الفخر الرازي : الراية العظمى في قلب الجيش وهي ملاذ الجيش وملجأ العسكر، قال قيس بن الحطيم :
عصبنا أمّنا حتّى ابذعرّوا ــ أي تفرقوا ــ     وصار القوم بعد ألفتهم شلالاً
و « أمّ الكتاب » مرّ معناه ، و « أمّ الطريق » : الطريق الأعظم ، و « أمّ الدماغ » -كما في مجمع البيان- المقدّم من كلّ شئ ، والجامع منه يقال له « أمّ الرأس » ، وقيل « أمّ الدماغ » لأنّه مجمع الحواس والمشاعر ، ويقال للأرض « أمّ » لأنّها أصل الإنسان منها خرج وإليها يعود ، قال تعالى جلّ شأنه : ( ألم نجعل الأرض كفاتاً * أحياء وأمواتاً). وقال أميّة بن الصلت :
فالأرض معقلنا وكانت أمّنا                    فيها مقابرنا وفيها نولد
وكذا « أمّ القرى » لانتشار القرى والمدن منها، ويقال لرئيس القوم « أمّ القوم » ، ويقال للماهية « أُمّ الوجود » لأنّها مظهر الوجود ، ويقال للعناصر الأربعة « الأمّهات » لتوليد المواليد الثلاثة ، وقال الإمام المعصوم للخمر « أُمّ الخبائث »  لأنّها سبب لكلّ الذنوب الأخرى ، ونظائره كثير . وكذا يقال للمجرّة « أمّ النجوم » ولإمام الجماعة « أمّ القوم ».
 (ثالثاً) : تبيّن ممّا مرّ أنّ « الأَمّ » بمعنى « القصد » . وتأتي "الأمّ"  بمعنى الثمرة حسبما قاله بعضهم ولم نجده، وبناءاً على هذا المعنى تكون لفظة"أم" بمعنى الثمرة المطلوبة أو بمعنى القصد والمقصود من الشجرة .
(الوجوه المذكورة في معنى « أُمّ أبيها )
وبناءً على ما مرّ ثمة عدّة وجوه في معنى « أُمّ أبيها » :
الوجه الأوّل

إنّ فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ثمرة شجرة النبوّة وحاصل عمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصدف درر العصمة ولئاليها ، وقد استقرّت بها السماوات العلويّة والأرضون السفليّة .
وبعبارة أخرى : إنّ الولد هو المقصود للأب والأُم ، وفاطمة الزهراء ( عليها السلام) خاصّة هي المقصود الأصليّ والأصل الكلّيّ من بين أهل بيت النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فمعنى « أُمّ أبيها » أنّ فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أصل النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي الولد الذي كان يقصده ويريده النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويريد نتائجها الكريمة وفوائدها العظيمة المترتّبة عليها من جهة البنوّة ، ومن فضائلها النفسانيّة المطلوبة للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وعليه يكون معنى « أمّ » أي القصد والأصل والمقصود والمراد . وهذا المعنى ينسجم مع مذهب اللغويين ، بل والمحدّثين أيضاً .
وإذا أردنا تطبيق الكنية على الاستعمالات التي ذكرناها آنفاً لكلمة الأمّ ، نراها صحيحة منسجمة بأجمعها،  فيصحّ أن نسمّي السيدة المعظمة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : أمّ النجوم بلحاظ أبنائها،  ويصحّ أن نسمّيها « أمّ القرى » بلحاظ الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) ، ويصح أن نسمّيها « أمّ الرأس » بلحاظ التقدّم وتناسل ذريّتها الطيّبة .
وأمّ الجيش لأنّها ملجأ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمّته ، وانكسارها يعني الانكسارالفاحش للإسلام والمسلمين .
وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « فاطمة روحي ومُهجة قلبي ، وفاطمة منّي وأنا من فاطمة » ، فهي أصل وجود النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحقيقته ، ومجمع الأنوار ومنبع الأسرار للرسالة ، وكأنّ النبي فاطمة وفاطمة هي النبي ، واتّحاد نورهما ظاهر وبديهيّ .
وعلى أيّ حال ، فإنّ ما ذكر كان جملة من الشواهد على إثبات مرادي ، لتعلم أنّ فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت مقصود النبي وثمرة فؤاده ورايته العظمى وظلّ الرحمة الوارفة وأصل وجود صاحب المقام المحمود ، وقد مدحها الله وذرّيّتها .
الوجه الثاني
إنّ من الشّائع على الألسن أن يخاطب الأب ابنه في مقام النصيحة بلغة الرأفة والترحّم فيقول له : أبي العزيز . . . أبتا ، ويخاطب ابنته فيقول لها : أُمّي العزيزة . . أمّاه . . ماما ، وهذا النمط من الاستعمال شائع بين العرب والعجم من قبيل . . أخي . . أخي . . يا أخاه . . ونظائرها ، وهذا النوع من العبارات والإستعمالات تعبّر عن فرط المودّة والمحبّة والشفقة والمبالغة في التعبير عن ذلك في مقام التخاطب بين الأب وأبنائه .
فيكون الاستعمال في « أُمّ أبيها » إستعمالاً مجازيّاً لا حقيقيّاً ، وهو عبارة عن أسلوب للتعبير المتداول بين الآباء والأبناء للإعراب عن المحبّة والعطف ، وبذلك أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يخاطب ابنته العزيزة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كأنّه قال « يا أمّي » ليحكي عن شدّة حبّه لابنته ، ويشهد له قوله في الحديث « يحبّها ويكنّيها بأُمّ أبيها » .
الوجه الثالث
لمّا توفّيت الوالدة الماجدة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان النبي صغيراً ، فكفلته مولاتنا فاطمة بنت أسد ( عليها السلام ) أُمّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وخدمته - بإخلاص - غاية الخدمة ، وكانت تتعبّد الله في ذلك ، حتّى أنّها كانت تقدّمه على أبنائها : أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وطالب وعقيل وجعفر ، وقد شهد بذلك التاريخ والأثر الصحيح ، وكان النبي يخاطبها « أُمّي » ، ولمّا توفّيت قال النبي لامير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) : « إنّها كانت أمّي » ، فكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
يناديها وينادي فاطمة الزهراء - وهي سمّيّت أمّ خديجة الطاهرة - حبّاً لهما ب‍ « أُمّي » وبذلك كان يتذكّر خديجة المطهّرة وفاطمة المكرّمة التي رعته في طفولته .
وكلا الإستعمالين من باب التجوّز لا الحقيقة ، غير أنّه كان يخاطب فاطمة بنت أسد « أُمّي » ، ويخاطب فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ب‍ « أُمّ أبيها » ، وفي الخطاب الأخير إحترام وتعظيم وتكريم إضافة إلى إبراز المحبّة والوداد .
الوجه الرابع
لمّا توفّيت آمنة بنت وهب ( عليها السلام ) - أُمّ النبيّ - ودفنت في الأبواء قُرب المدينة على طريق الفرع - على المشهور - كان عمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يومها ثمان سنوات أو أقلّ ، فكفلته وحضنته فاطمة بنت أسد ( عليها السلام ) ، إلاّ أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شهد علاقة خاصة ومحبّة مخصوصة من الصدّيقة الكبرى ( عليها السلام ) منذ ولادتها وحتّى وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، سواء كان في مكّة أو في المدينة ، علاقة كانت تفوق علاقة البنوّة والأبوّة ، بل كانت علاقة استثنائيّة ، ولأن أيّ محبّة لا تبلغ محبّة الأُم ، فكأنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقول لفاطمة : أُمّي لم تمت . . أنت أمّي . بمعنى أنّ للنبيّ ثلاث أُمّهات : الأُم الأصليّة ، والأُم التشريفيّة وأُمّ المحبّة. وبديهي أنّ محبّة الأُمّهات تختلف باختلاف مراتب أُنسهنّ بأبنائهنّ ، وآمنة بنت وهب ( عليها السلام).
 

والحمد لله رب العالمين وسلام على سادة المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين لا سيما بقية الله الأعظم الإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه، والسلام عليكم.
العبد الفقير محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 18 ربيع الثاني 1435هـ.


 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/22   ||   القرّاء : 15104




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 أسئلة حول علم الجفر

 حلُّ الإشكال حول ( هُتِك والله حجاب الله..)

 للغيبة إستثناءات منها النصيحة الواجبة حول الزواج من إمرأة / كيفية استخدام التورية

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

 صلاة الآيات خاصة بِمَن تواجد في بلد الآية فقط

 تبديل الذكر الواجب المخصوص في الركوع (سبحان ربي العظيم وبحمد) بالذكر المخصوص في السجود(سبحان ربي الأعلى وبحمده) كذلك العكس سهواً لا شيء عليه/ يجب قضاء ما فات كما فات

 سؤال عن خاتم العقيق

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19223101

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 29/03/2024 - 11:03

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net