• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : علم الرجال .

        • القسم الفرعي : مواضيع رجاليّة .

              • الموضوع : الخلاف الرجالي على حقيقة الراوي أبي بصير .

الخلاف الرجالي على حقيقة الراوي أبي بصير

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
سماحة المرجع الديني الكبير اية الله العلامة المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله العالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارفع الى مقامكم العالي السؤال الاتي ونامل منكم الاجابة والتوضيح

سؤالي عن شخصية الصحابي ابوبصير من أصحاب الإمام الباقر والامام الصادق سلام الله عليهم
انه من الفقهاء من أصحاب ابي جعفر الباقر وابي عبد الله الصادق عليهم السلام وانه من الفقهاء الأولين الستة زررارة ومعروف بن خربوذ وبريد وأبو بصير والفضل بن يسار ومحمد بن مسلم الطائفي
ويصفه الائمة عليهم السلام انه من أمناء الله على حلاله وحرامه ومن السابقين الى الائمة في الدنيا والاخرة
وهو احد رواة الاحاديث في النص وتعين الائمة الاثني عشر سلام الله عليهم واحد رواة حديث لوح جابر بن عبد الله الأنصاري الذي فيه اسماء الأئمة سلام الله عليهم

الأشكال من ناحية أخرى نجد أبو بصير يطعن في علم الائمة عليهم السلام يطعن بآلامام الصادق عليه السلام ويتجاوز عليه ويصفه انه من اهل الدنيا ويطعن في حكم الإمام الكاظم عليه السلام وفي علمه
كذلك نجد في الروايات أن له انحراف في سلوكه الأخلاقي حيث يداعب أمرأة كان يقرؤها القرأن
الرويات في كتاب رجال الكشي ص 153 - 155
الحديث الثامن - عن شعيب العقرقوفي عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عن أمرأة تزوجت ولها زوج فطهر عليه قال ترجم المرأة ويضرب الرجل مائة سوط لانه لم يسأل قال شعيب فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فقلت له امرأة تزوجت ولها زوج قال ترجم المرأة ولاشئ على الرجل فلقيت أبا بصير فقلت له اني سألت أبا الحسن عن المرأةالتي تزوجت ولها زوج قال ترجم المرأة ولاشئ على الرجل قال فمسح على صدره وقال ما أظن صاحبنا تناهئ علمه بعد
ح 11- عن أبي بصير قال كنت اقري امرأة كنت اعلمها القرأن قال فمازحتها بشئ قال فقدمت على أبي جعفر عليه السلام قال فقال لي يأ أبا بصير أي شئ قلت للمرأة قال قلت بيدي هكذا وغطى وجهه قال لي لاتعودن اليها
ح 13- عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد الناب قال جلس أبا بصير على باب أبي عبد الله ليطلب الأذن فلم يؤذن له فقال لو كان معنا طبق لأذن قال فجاء كلب فشغر في وجه أبا بصير قال اف أف ما هذا قال جليسه هذا كلب شغر في وجهك
نأمل من سماحة المرجع الإجابة ورفع الأشكال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الموضوع الرجالي:  الخلاف الرجالي على حقيقة  الراوي أبي بصير.
بسمه تعالى

 

السلام على أخينا الفاضل المجاهد ***** ورحمته وبركاته
     نحن نكبر جهودكم القيمة من خلال أسئلتكم العلمية القيمة... وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حسن ثقافتكم بأهل البيت عليهم السلام وبأصحابهم الميامين رضي الله عنهم وتبصركم بمعارفهم وأحكامهم وشيعتهم بل وغيرتكم على تلك الثلة المنتجبة..فأنتم وجماعة ممن يراسلونا ويستفتونا من أعز ما لدينا، ونحن نتوجه إلى إمام زماننا المعظم الحجة بن الإمام الحسن العسكري سلام الله عليهما أن يحفظكم ويرعاكم ويجعلكم في مصاف أعوانهم في نشر الثقافة العلوية الفاطمية على صاحبيهما آلاف السلام والتحية فدمتم ذخراً لهذه الطائفة المستضعفة من البتريين كما هي مستضعفة من نواصاب المخالفين خذلهم الله تعالى جميعاً...
 وجوابنا على سؤالكم الكريم يتركز عملياً وعلمياً حول شخصية الراوي أبي بصير
الذي دارت حوله مناقشات حارة بين الأعلام من الرجاليين فاضطربت كلماتهم حول شخصية أبي بصير في الوسط العلمي الشيعي، وسبب هذا الإضطراب يرجع إلى تعدد الأسماء للقبٍ واحد هو أبو بصير، فهو لقب مشترك بين أربعة أسماء هم: يحيى بن القاسم الحذاء ـــ ليث بن البختري المرادي ـــ عبد الله بن محمد الأسدي ـــ يوسف بن الحارث.
 أما يحيى بن القاسم الحذاء فالمعروف عنه بأنه واقفي وقد دار عليه خلاف شديد بين الرجاليين، فمنهم من وثقه وآخرون ضعفوه، ويقولون بأنه من أصحاب الإمام الكاظم سلام الله عليه، والظاهر عندنا بأن الرجل واقفيٌّ وهو غير ثقة.
   أما يوسف بن الحارث فهو بتري واقفي، كان من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام، ومن المعلوم عند اهل الصناعة الرجالية بأن البترية شر فرق واقفية وهم معروفون بعداوتهم لسيدة نساء العالمين مولاتنا الزهراء الحوراء الإنسية سلام الله عليها، وولاؤهم لأصحاب السقيفة معروف عند علماء الرجال، وهؤلاء قد جمعوا بين الولاء لأهل البيت سلام الله عليهم وبين الولاء لأصحاب السقيفة لعنهم الله تعالى...وكونه من أصحاب إمامنا الصادق سلام الله عليه لا يبرر الأخذ بما يرويه عنه إلا ما كان موافقاً للأصول الشرعية عندنا نحن الشيعة الإمامية.
 وأما عبد الله بن محمد الأسدي فهو من أصحاب الإمامين الباقر والصادق سلام الله عليهما، وقد وقع الخلاف على وثاقته، فمنهم وهو الكشي قد عدّه ثقةً وهو من أصحاب الإجماع بدعوى أن المراد بأبي بصير في الروايات المادحة هو عبد الله بن محمد الأسدي، ومنهم من ضعفه كالسيد الخوئي ــ كما في ترجمة عبد الله بن محمد ــ تبعاً لجماعة معتقداً بان المراد بأبي بصير الراوي عن الإمام الكاظم عليه السلام هو يحيى بن القاسم كما يلحظ ذلك في كلامه في المعجم ج14 ص150 ترجمة ليث بن البختري. والظاهر عندنا كونه مقبول الرواية لأنه لم يرد فيه قدح أو ذم.
وأما ليث بن البختري المرادي الأسدي الكوفي المكفوف، فقد عاصر الإمامين الباقر والصادق سلام الله عليهما بحسب دعوى النجاشي، وعاصر الإمام الكاظم سلام الله عليه بحسب دعوى الشيخ الطوسي رحمه الله...وليث هو معركة الآراء بين المحققين من علماء الرجال بسبب اختلاف الروايات فيه وهي على قسمين: روايات مادحة له وأخرى ذامة له، والظاهر عندنا وثاقته تبعاً لرأي المشهور من أعلام الرجال تقديماً للروايات المادحة له على القادحة فيه، وأما الروايات الذامة له فتحمل على وجوه كضعف السند بالإرسال وهي لا تعارض الروايات المادحة له لإختلال شروط المعارضة.
  وبعض الأعلام الرجاليين يميل إلى أن الروايات الثلاث التي سألتنا جنابك الكريم عنها مروية عنه، ولكنَّ الظاهر عندنا بأنها مروية عن يحيى بن القاسم الحذاء الواقفي، وبالتالي لا علاقة لأبي بصير الثقة عما في دلالتها من ذم وقدح وهي روايات ساقطة عن الحجية من الأصل ، لأن أبا بصير الثقة يجلُّ عن التشكيك بأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم...لما ورد في حقه من إطراء ومديح قلما حصل لغيره إلا ممن كان على شاكلته من الإخلاص والتقى والفناء في الولاء لهم والبراءة من أعدائهم... ولو فرضنا جدلاً بأن الراوي لهذه الروايات هو أبو بصير الثقة  ـــ لا سيَّما على مبنى المعتقدين بأنها روايات رواها ليث بن البختري الثقة ـــ فلا بد من إعمال الصناعة الرجالية الفنية كما سوف نبيّن لكم... وعلى كلّ حال سوآء أكان الراوي هو يحيى بن القاسم أو البختري  فهي من الروايات القادحة به، ولكننا مضطرين لمعالجتها فيما لو كان الراوي حقيقة هو أبو بصير إبن البختري الثقة فإن لها وجوهاً تصرفها عن ظاهرها حتى تتلائم مع الروايات المادحة له، والروايات الثلاث ضعاف بالإرسال والجهالة، وها نحن نستعرضها ثم نجيب عليها بما يتوافق مع القواعد العلمية في دراية أسانيد ومتون الأحاديث:
  (الرواية الأولى): روى الكشي عن حمدان قال حدثنا معاوية عن شعيب العقر قوفي عن أبي بصير قال:« سألت أبا عبد الله عليه السلام عن امرأة تزوجت ولها زوج ، فظهر عليها ، قال : ترجم المرأة ويضرب الرجل مائة سوط ، لأنه لا يسأل .قال شعيب : فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فقلت له : امرأة تزوجت ولها زوج قال . ترجم المرأة ولا شئ على الرجل ، فلقيت أبا بصير فقلت له : إني سألت أبا الحسن عليه السلام عن المرأة التي تزوجت ولها زوج قال : ترجم المرأة ولا شئ على الرجل فمسح صدره وقال : ما أظن صاحبنا تناهى حكمه بعد».
الرواية مرسلة بحمدان إذ من غير المعقول أن يروي الكشي عن حمدان والفاصلة الزمنية عنهما تقدر بمئات السنين فالرواة المتصلين بحمدان محذوفين...وهو ما ذهب إليه السيد الخوئي رحمه الله...وكذلك ضعيفة بمعاوية المردد بين عدة أسماء وجميعهم لم يرووا عن شعيب القرقوفي بحسب تتبعنا، لذا يكون مجهولاً..وعلى فرض وثاقة معاوية فلا يخرجها عن الضعف بحمدان كما أشرنا...وأما شعيب فهو ثقة عين.
وبالجملة: الرواية ضعيفة بالإرسال ولكنها مروية بطريق آخر صحيح سنداً وهي متعارضة بالدلالة عن رواية معاوية عن شعيب وهي التالي:
 في صحيحه صفوان عن شعيب قال : سألت أبا الحسن ( عليه السّلام ) عن رجل تزوّج امرأة لها زوج ولم يعلم ، قال : « ترجم المرأة ، وليس على الرجل شيء إذا لم يعلم » ، قال : فذكرت ذلك لأبي بصير قال : فقال لي : والله لقد قال جعفر ( عليه السّلام  :« ترجم المرأة ، ويجلد الرجل الحدّ » ، قال بيديه على صدري ( بيده على صدره ، خ . روضة المتّقين ) فحكَّه : ما أظنّ صاحبنا تكامل علمه .
وهي متعارضة مع رواية إبن أبي عمير عن شعيب قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل تزوج امرأة لها زوج قال : يفرق بينهما ، قلت فعليه ضرب ؟ قال : لا ! ما له يضرب! فخرجت من عنده وأبو بصير بحيال الميزاب فأخبرته بالمسألة والجواب فقال لي : أين أنا ؟ قلت بحيال الميزاب قال فرفع يده فقال ورب هذا البيت « أو ورب هذه الكعبة » لسمعت جعفرا عليه السلام يقول:إن علياً عليه السلام قضى في الرجل تزوج امرأة لها زوج فرجم المرأة وضرب الرجل الحد ثمَّ قال : لو علمت أنك علمت لفضخت رأسك بالحجارة ثمَّ قال : ما أخوفني أن لا يكون أوتي علمه.
 وبالجملة: إن رواية معاوية تسقط الحد عن الرجل بخلاف رواية صفوان فإنها توجب الحد على الرجل بالرغم من جهله بكونها متزوجة فوقع التعارض ، وهنا لا بد من إعمال قواعد الجمع العرفي بينهما بالوجهين التاليين:
 (الوجه الأول): إن نحمل رواية صفوان عن شعيب المتقدمة على علم الرجل بأن المراة كانت متزوجة بقرينة رواية محمد بن الحسن عن صفوان ــ وهي رواية أخرى عن صفوان غير الرواية المتقدمة وقد رويت بطريق آخر عن إبن أبي عمير ـــ تشير إلى سقوط الحد عن الرجل لأنه لم يكن يعلم بأن المرأة متزوجة، وبهذا نكون قد حملنا المطلق على المقيَّد فرواية محمد بن الحسن عن صفون تسقط الحد عن الرجل باعتباره جاهلاً بكونها متزوجة وأما رواية صفوان عن شعيب الثانية توجب الحد عليه باعتباره عالماً بكونها متزوجة، فينتفي التعارض الظاهري المنسوب إلى المعصوم عليه السلام...نعم يبقى التعارض الحاصل من كلام أبي بصير حيث ادَّعى بأن الرجل يحد في حين أن الإمام الصادق سلام الله عليه نفي وجوب الحد على الرجل، وسيأتي معنا كيفية معالجته.
  (الوجه الثاني): الظاهر  أنّ الصحيحين(صحيحة معاوية وصحيحة  صفوان ) واحد نقل أحدهما بالمعنى . وكيف كان : فصحيح معاوية يوجب الحد وهو مئة سوط على الرجل عقوبة له لأنه لم يسأل في حين أن الصحيحة الثانية المسقطة للحد محمولة على الأصل الأولي بمعنى أن زواج الرجل من المرأة جهلاً بحالها لا يوجب عليه الحد إلا أن تجريمه بمئة سوط محمول على معاقبته بسبب عدم فحصه عن حال المرأة. ولا تنافي بين الخبرين والفتويين ، وإنّما اشتبه الأمر على أبي بصير فلم يميّز بين إحدى المسألتين من الأُخرى فظنّ أنّ بينهما تنافياً .
توجيه كلام أبي بصير حول علم الإمام سلام الله عليه:
بعدما عالجنا التعارض بين الأخبار الواردة عن أبي بصير يأتي دور معالجة كلام أبي بصير الذي أوجب التشكيك بشخصية أبي بصير الثقة المعتمد عند الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم..لذا توجب علينا المعالجة بالوجوه التالية:
 (الوجه الأول): أن يكون أبو بصير غير أبي بصير الثقة بل هو أحد المسمين بأبي بصير حملاً لأبي بصير الثقة على الصحة باعتباره مؤمناً معتقداً بكل الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم وبما جاء عنهم صلوات الله عليهم من المديح لأبي بصير رضي الله عنه وفي بعضها أنه من حملة الأسرار وأعمدة الرواة  عن الأئمة الأطهار سلام الله عليهم، وأنه من المخبتين بالجنّة الأربعة كما في صحيحة جميل بن دراج قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام قال:« بشر المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية العجلي وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ومحمد بن مسلم وزرارة، أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه لولا هؤلاء انقطعت آثار التبوة واندرست».
 فلا يجوز ــ والحال هذه ــ أن نحمل ما صدر في تلك الأخبار المشككة بأبي بصير الحذاء وليس أبا بصير الثقة عنيت به المرادي..!.
 (الوجه الثاني): أن يكون التشكيك الصادر من أبي بصير حول علم الإمام سلام الله عليه هو من صنع الأعداء المخالفين البكريين الذين لا يفترون عن التشكيك بصحابة الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم..أو أن تكون تلك الأخبار المشككة بعلوم المعصوم عليه السلام من صنع البتريين في عهد الإمامين الباقر والصادق سلام الله عليهما بسبب ما يتصف به أولئك البتريون من عداوة لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وقد جاء في النصوص الشريفة الذم الكثير بالبتريين وقد عبرت عنهم بعض النصوص بالنواصب وأن الله تعالى لا يعز بهم دنيا أو ديناً وأنهم بتروا أمر الأئمة الطاهرين عليهم السلام..وسبب انحرافهم عن أهل بيت العصمة عليهم السلام جهلهم بحقائق الأئمة الطاهرين عليهم السلام واعتمادهم على منابع أهل السنة في المعرفة وهي منهاج أصحاب السقيفة.
 (الوجه الثالث): أن نحمل أبا بصير على أبي بصير الثقة إلا أنه اشتبه عليه الأمر بفهمه لكلام الإمام الصادق عليه السلام أو أنه اشتبه الأمر على أبي بصير فلم يميّز بين إحدى المسألتين من الأُخرى فظنّ أنّ بينهما تنافياً..!.
 (الوجه الرابع): أن نحمل اشتباه أبي بصير الثقة على أنه كان قاصراً في معرفته بعلم الإمام عليه السلام في ذلك الزمان لشبهة حصلت له وهي: تخيله أن حكم الإمام عليه السلام كان مخالفاً لما وصل إليه من آبائه عليهم السلام ...وهذا الوجه أخذ به أحد الأعلام الراحلين ولكنه بعيد في حق أبي بصير الثقة باعتباره كان من الأوتاد عند الإمام الباقر والصادق عليهما السلام سيما أن البختري لم يكن من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام فلا بد والحال هذه أن نحمل أبا بصير على يحيى بن القاسم الحذاء أو غيره من المسمين بهذا اللقب...ثم تاب منها وصحح اعتقاده بالإمام عليه السلام.
  (الوجه الخامس): أن نحمل روايات التشكيك بالثقة أبي بصير على التقية الشديدة التي كان يعيشها الأئمة الطاهرون سلام الله عليهم ليس خوفاً على أنفسهم فحسب بل خوفاً على شيعتهم المخلصين أمثال ابي بصير المرادي وغيره من ثقات الرواة.
 (الوجه السادس): ان يكون المراد بأبي بصير هو يحيى بن القاسم الحذاء الواقفي وليس ليث بن البختري وذلك لأن ليث لم يدرك أيام إمامنا المعظم الكاظم سلام الله عليه، وهو ما يؤكد ما ذهبنا إليه بأن أبا بصير هو يحيى بن القاسم الحذاء وليس ليث البختري وهو الاقوى عندنا وهو خيرة ثلة من الأعلام.
 (الوجه السابع): الروايات المذكور التي فيها كلمة " أبي بصير" ليست ظاهرة في ليث بن البختري بل هي لا تخلو من أمرين: إمَّا مطلقة، وإمَّا ذكر فيها اللفظ المذكور مقروناً بالمرادي كما اريناكم في رواي إمامنا المعظم الصادق سلام الله عليه لمَّا وصف أبا بصير بالمرادي..وبالتالي فلا يمكن القطع بذم أبي بصير المرادي فلا بد من حمله على غيره ممن لقب بأبي بصير.
(الرواية الثانية): عن حمدويه وإبراهيم قالا: حدثنا العبيدي(وهو سفيان بن مصعب وقد اختلف فيه فمنهم من وثقه ومنهم من ضعفه) عن حماد بن عيسى(ثقة جليل وقد أجمعت الطائفة على تصحيح كل من جاء من بعدهلأنه لا يروي إلا عن ثقة) عن الحسين ابن المختار عن أبي بصير قال كنت أقري امرأة كنت أُعلمها القرآن!  قال: فمازحتها بشئ؟ قال: فقدمت على أبي جعفر عليه السلام قال فقال لي يأ أبا بصير أي شئ قلت للمرأة ؟ قال: قلت بيدي هكذا وغطى وجهه، قال لي: لاتعودن اليها».
والجواب عن الرواية المتقدمة بوجوه:
(الوجه الأول): أن المراد بأبي بصير فيها هو يحيى بن القاسم الأزدي الحذاء الواقفي وهو غير أبي بصير المرادي وهو خيرة آخرين كما أشار إلى ذلك الكشي ونسبه إلى القيل...ولكن الظاهر عندنا يحيى بن القاسم الأزدي وليس أبا بصير الأسدي المرادي الثقة طبقاً للقاعدة المسنونة في أبي بصير المرادي الذي لا يأتي ذكره إلا بقرينة تعيّن المراد بأنه المرادي، وحيث إنها مفقودة في البين فلا بد من حملها على الأزدي الحذاء.
 (الوجه الثاني): لو فرضنا جدلاً بأن المراد بأبي بصير هو ليث فلا دلالة فيها على ذمه...إذ لم يُعلم أن مزاحه كان على وجد محرم، بل من المختمل أن الإمام سلام الله عليه نهاه عن ذلك حماية للحمى لئلا ينتهي الأمر به إلى المحرَّم، وهو خيرة العلامة السيّد الخوئي رحمه الله وهو الصواب وذلك لأن مزاحه مع امرأة أجنبية عنه يؤدي به إلى الحرام فمن هنا جاء في النصوص المستفيضة ما معناه: من حمى حول الحمى أوشك أن يقع فيها" ومن المعلوم لدى المتشرعة بأن المزاح لا يخرج من الدين ولا من الوثاقة...نعم هو خلاق التقوى، والله العالم.
 (الوجه الثالث): لو فرضنا بأن المراد به ليث بن البختري فلا يمكن المصير إلى صدورها حقيقة عنه بل لعلّها من صنع البترية الحاقدين على البختري لولائه لأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم فأرادوا النيل منه بالقدح فيه، وهو الحق الذي لا نحيد عنه بحق أبي بصير أعلى الله مقامه الشريف.
 (الرواية الثالثة): عن الكشي قال: حدثنا جبرائيل قال حدثنا محمد بن عيسى عن يونس عن حماد الناب قال جلس أبو بصير على باب أبي عبد الله عليه السلام ليطلب الأذن فلم يؤذن له فقال لو كان معنا طبق لأذن! قال فجاء كلب فشغر في وجه أبا بصير قال اف أف ما هذا قال جليسه هذا كلب شغر في وجهك».
والجواب عنها بوجهين هما التاليين:
 (الوجه الأول): على فرض أن الرواية متعلقة بليث بن البختري إلا أنها ضعيفة بجرائيل ولا خير في الأخبار الضعيفة لأن الضعيف يعني عدم الوثاقة في نقله لأنه غير مأمون على الدين والدنيا على قاعدة الكتاب الكريم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6.فما يدرينا لعل الراوي المفتري أراد التنقيص بأبي بصير الثقة فافترى عليه بالرواية المتقدمة.
 كل هذا بناءً على أن المراد منه أبي بصير الثقة لا الفاسق، وأما بناءً على كونه الفاسق فالامر جليّ عندكم وعند كل منصف.
 (الوجه الثاني):لو فرضنا بأن المراد منه أبا بصير الثقة فلا يعدو كونه في أوائل حياته ومعرفته بالإمام الصادق سلام الله عليه وما الضير في أن يكون المؤمن ضعيف الإيمان في بدايات حياته ثم يستقيم على الجادة الوسطى ..؟! ومن منا كان في قمة الولاء في أوائل حياته..؟! فليكن الأمر كذلك عند أبي بصير الثقة ثم استقام...! ومما يدل على ذلك بأن الإمام روحي فداه سلط كلباً عليه لتأديبه فشغر في وجهه ليتوب وينيب إلى إمام الزمان صلوات الله عليه...!.
وبالجملة: تبيّن من خلال ما أشرنا بأن أبا بصير المرادي هو ثقة وان الأخبار الثلاث التي وجهناها بالتوجيهات المهمة تخرجه من سلك المذمومين وتدخله في سلك الممدوحين أعلى الله مقامه الشريف ..دمتم ذخراً للتشيع وكثّر الله أمثالكم بمحمد وآله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

حررها كلب آل محمد الباسط ذراعيه بالوصيد
الشيخ محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 25 جمادى الثانية 1435هـ.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/01   ||   القرّاء : 12797




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 تفسير بعض الروايات الشريفة الكاشفة عن التوحيد الإلهي الخالص عند الشيعة الإمامية / معنى الإله لغةً واصطلاحاً / بيان حقيقة العبودية لله تبارك وتعالى

 مفهوم الصحبة عند الشيعة

 أوصاف الشاة المنذورة

 لا صحة لحديث (كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب)

 سؤالان عن الاصفهاني صاحب المحاضرات

 اليعقوبي صاحب كتاب التاريخ المشهور هو شيعي بدليلين

 لم يثبت لدينا وجود الإمام الباقر (سلام الله عليه) في حياة الإمام سيِّد الشهداء (سلام الله عليه)

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19221526

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 29/03/2024 - 09:40

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net