• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (15)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1178)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : الفقه .

        • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .

              • الموضوع : فقه الزيارات .

فقه الزيارات

 الإسم : *****

النص:
السؤال الأول : ما رأيكم في تقبيل ضرائح اهل البيت (ع) و لمسه؟
السؤال الثاني : بعض الناس قد ينذرون مالاً لنفس ضريح المعصوم عليه السلام لا إلى صاحب الضريح، فهل نَذَرَ كذلك كان باطلاً و لا يجب الوفاء به؟
السؤال الثالث: ينقل البعض بأن زيارة الاربعين للامام الحسين عليه السلام غير ثابتة فما هو راي سماحتكم؟
السؤال الرابع : ما حكم مايسمّى بالطواف حول ضريح المعصوم بقصد الطواف؟
السؤال الخامس: هل يجوز إستدبار قبر المعصوم في الصلاة ؟
السؤال السادس: هل يجوز نقش صورة المرحوم على قبره؟
 
 
بسم الله تبارك شأنه
فقه الزيارات
الموضوع الفقهي: يستحب تقبيل قبور المعصومين عليهم السلام وتمريغ الخدين عليها والحكمة من تقبيلها / الإستدلال على استحباب تقبيل الضرائح المطهرة للمعصومين بوجوه متعددة/  فلسفة السجود نحو القبور المقدسة ولثم عتباتها الطاهرة والإيراد البرهاني على دعاوى السلفية الخبيثة / إيراداتنا الفقهية والحكمية على الآملي في فتواه بحرمة السجود نحو القبور المقدسة تعظيماً وتذللاً / يصح النذر لقبر المعصوم عليه السلام / زيارة أربعين الإمام الحسين سلام الله عليه ثابتة شرعاً بالأخبار الصحيحة / الإستدلال على استحباب زيارة الأربعين بثلاثة وجوه / يستحب الطواف حول الضرائح المقدسة وتطويف الموتى حولها / لا يجوز استدبار قبر المعصوم عليه السلام في الصلاة وغيرها / الأدلة على حرمة استدبار قبر المعصوم عليه السلام / يكره تعليق صورة الميّت على قبره.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الأول : ما رأيكم في تقبيل ضرائح أهل البيت (ع) و لمسه؟.
الجواب على السؤال الأول: لقد دل الإجماع القطعي عند الشيعة الإمامية على استحباب تقبيل ضرائح أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم، وهذا الإجماع ليس إجماعاً محصّلاً أو منقولاً بل هو إجماع علمي يعبر عنه بالإجماع التعبدي والدخولي المبتني على أدلة قطعية من الكتاب والسنَّة الطاهرين الدالين على دخول المعصوم عليه السلام في المجمعين، ولم يخالف منهم أحد على الإطلاق سوى البتري محمد حسين فضل الله وشرذمة من الموتورين السائرين على خطه الخبيث، ولا اعتداد بمخالفة هؤلاء الشرذمة الموتورة بعد الإجماع الحاصل في الوسط العلمي الشيعي على حلية واستحباب تقبيل الضرائح المقدسة للمعصومين سلام الله عليهم، وتلك الثلة الخبيثة لها توجهات عامية وهابية سلفية تحرم التوسل بالذوات الطاهرة المقدسة ومتفرعاتها كتقبيل الأضرحة المقدسة للمعصومين سلام الله عليهم أجمعين وتفتي بحرمة التوسل بأهل البيت سلام الله عليهم ولثم تلك الضرائح المقدسة وتدخله في خانة المشركين بالله تعالى، وقد فندنا دعاويهم الباطلة في كتابنا الموسوم بـــــ" الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية" فليراجع.
 وتقبيل الضرائح المقدسة سنّة شرعية عندنا على حدّ تعبير الشهيد الأول في الدروس وهو الحق الذي لا محيص عنه وهو ما دلت عليه السيرة بين المسلمين قاطبةً...هذه السيرة القائمة على زيار القبور وتقبيلها، وما يقوم به المسلمون في المشاهد المشرفة من احترام وتكريم لأولياء الله المقربين ، فإن من الواضح أن تقبيل الضرائح المقدسة لا ينطوي إلا على تكريم النبي الكريم صلّى الله عليه وآله ولا يقصد منه إلا إظهار مودته ومحبته ولا تكون ناشئة من أمور مثل الاعتقاد بربوبيته قط وهو نظير تقبيل الولد والزوجة والحبيب والكتاب الكريم بل إن تقبيل الضرائح المقدسة ينطوي على محبة أعظم من محبة الزوجة والولد والحبيب لأن التقبيل إنما يكون على النور المنبعث من تلك الجسوم الطهارة المدفونة تحت التراب، كما أن التقبيل دلالة على التقدير وإظهار المودة والإحترام....بالإضافة إلى أن التقبيل نوع تبرك بآثار اهل البيت سلام الله عليهم كما كان المسلمون في عصر الرسالة يتبركون بآثار النبي الأعظم صلى الله عليه وآله كتقبيل قميصه وعصاه وحذائه ويستشفون بسؤره ولعابه وبصاقه ــــ كما نص على ذلك المخالفون ـــــ وهي سيرة متصلة بسيرة الأنبياء ورعيتهم ويكفي دليلاً على ذلك ما فعله النبي يعقوب عليه السلام لما أمرهم النبي يوسف عليه السلام بأن يأخذوا قميصه لأبيه فيرتد بصيراً بعد عماه قال تعالى:« اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ". وكذلك تعبدنا الله تعالى بالطواف حول مقام الصخرة التي عليها آثار قدمي النبي إبراهيم عليه السلام بقوله تعالى" وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }البقرة125.
 فإذا ما جاز لنا أن نطوف حول آثار قدمي النبي إبراهيم عليه السلام جاز لنا تقبيلها بطريق أولى، وإذا جاز للنبي يوسف عليه السلام أن يرسل بقميصه لأبيه لكي يضعه على عينية ليرتد بصيراً جاز لنا أن نضع أعيننا وفمنا على تلك الضرائح المقدسة لكي نستشفي بها ونلتمس منها النور ونستمد من عطائها القوة والمدد كما استمد النبي يعقوب عليه السلام القوة والمدد من قميص ابنه يوسف عليه السلام فما المانع عند غيره من المؤمنين أن يستمدوا العطاء والقوة من التبرك بتقبيل تلك الضرائح المقدسة على أصحابها آلاف السلام والتحية..!.
 إن تقبيل تلك الضرائح المقدسة عربون محبة لأصحابها وصدق الشاعر حينما قال:
أمر على الديار ديار ليلى       بقلب في جناح الوجد طارا
فامكث ف جوانبها بشوق       أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي       ولا هبهن أجج في نارا
ولا حسن الرسوم أطار نومي       ولكن حب من سكن الديارا
 
زبدة المخض: نستدل على استحباب تقبيل الضرائح المقدسة بوجوه هي التالي:
(الوجه الأول): ورود الأخبار الشريفة عبر مقاطع الزيارات الطاهرة لأهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم، وهي زيارات مروية عنهم وليست من إنشاء العلماء المخلصين، وكل من يدعي أنها من إنشائهم رحمهم الله فقد افترى عليهم الكذب وافترى على الائمة الطاهرين عليهم السلام الكذب والتلفيق بإنكاره ما ورد عنهم في زياراتهم لآبائهم وأجدادهم تاسياً بهم وتعليماً للشيعة آداب الزيارة...! وليس صحيحاً ما ادعاه أحد الأعلام بعدم وجود اخبار تدل على استحباب تقبيل الضرائح الشريفة، ودعواه تلك تنم عن جهله بالأحاديث وعدم ملازمته على زيارات ضرائح أولئك المطهرين سلام الله عليهم..(وإن عشت أراك الدهر عجباً ) قال تعالى وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ .
  فقد جاء في الزيارت الصحيحة عنهم سلام الله عليهم الأمر بتقبيل الضرائح المطهرة لهم سلام الله عليهم ووضع الخدين عليها تواضعاً وخشوعاً إلتماساً لحصول البركة منها وشكراً لهم على ما قدموه لنا لإيصالنا إلى توحيد الله تعالى ومعرفة دينه وكيفية عبادته....لأنهم القادة إلى معرفته ووجوب طاعته.زفإذا جاز تقبيل المعصوم في حياته كتقبيل يده أو جبينه أو قدمه وكل ما يتعلق به من عمامة أو ثوب وشمه والتمرغ عليه وتقبيله لما فيه من النور المنبعث من جسمه الطاهر، جاز بنفس الملاك والمناط تقبيل ضريحه ووضع الخدين عليه التماساً لحصول البركة واقتباس النور المنبعث منه وإن كانت العيون المادية لا تراها بسبب الحجب الظلمانية التي تغشاها...قال تعالى بحق أولئك الظلمانيين( ذهب الله بنورهم وتركهم في في ظلمات لا يبصرون)(ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها..) ( وما يستوى الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ).
 وأما النورانيين بنور الولاية والهداية فإنهم يرون بأرواحهم وعيونهم النور المنبعث من جوانب وبواطن تلك الأضرحة المقدسة فيقبلونها بشغفٍ لشدة ميلهم إلى النور المنبعث من تلك الذوات النورانية التي قدمت كل ما لديها في سبيل النور الأعظم الذي لا يقاس بمادة ولا يسانخه معلول، وليكن التقبيل كتقبيل النبي يعقوب عليه السلام لقميص ابنه النبي يوسف عليه السلام الذي كان العلة في رجوع النور إلى بصره( غذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأتِ بصيراً ...فلما جاءه البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيراً).
 وقد تعددت ألسنة الزيارات الشريفة في كيفية التقبيل ووضع الخدين على الضريح الشريف، ومجرد إلقاء نظرة على الزيارات الشريفة المبثوثة في المصادر الصحيحة عند الإمامية لا سيما كامل الزيارات والمزار الكبير والإقبال والبحار ج 99 يرى أن الأخبار كثيرة دالة على استحباب تقبيل قبورهم الشريفة.. وهي التالي:
1 ـــ ثم تنكبّ على القبر وتقبله.
2 ــــ ثم قبّل الضريح.
3 ــــ ثم تقبِّل التربة .
4 ـــ ثم يضع خده على القبر.
5 ـــ ثم قبّل الضريح ومرِّغ خديك عليه.
6 ـــ ثم قبّله وقل.
7 ـــــ ثم ضع خدك الايمن على القبر .
8 ـــ ثم قبّل ضريحه وضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر.
9 ــ ثم انكبّ على القبر وقبِّله وضع خديك عليه.
10 ـــ ثم قبّل القبر ثم اقلب خدك الأيمن وقل... ثم اقلب خدك الأيسر وقل....".
  أبعد هذا كله يدعي ذاك الموتور بقوله:" ليس هناك روايات صريحة بتقبيل الضرائح.." والله إن هو إلا افتراء عظيم ينم عن جهله بما في مضامين الزيارات الشريفة...وما مصيبتنا نحن الشيعة إلا من علماء سوء انتشر صيتهم وهم أبعد ما يكون عن البحث والتنقيب في أخبار سادة الخلق والمرسلين عليهم السلام فيفتون بضرس قاطع أنهم لم يجدوا نصوصاً صريحة تدل على استحباب التقبيل.. إته الجهل والكسل اللذين غرقوا فيه وهم لا يشعرون..!
 وحاصل الوجه الأول: يجوز بل يستحب تقبيل القبور الطاهرة والسجود لله تعالى نحوها( أي يجعل المؤمن الضريح الشريف قبلة إلى الله تعالى في سجوده لله تعالى ) وتقبيل عتباتها المطهرة على قاعدة التذلل لتلك الذوات المطهرة والبخوع لها تعظيماً لشأنها باعتبارها كعبة الله تعالى الذي يتوجه إليه المؤمنون وليس السجود نحو الكعبة بأفضل من السجود خلال الزيارة نحو تلك الجسوم الطاهرة تعظيماً لله تعالى وتعظيماً لتلك الذوات المعظمة بتعظيم الله تعالى لها...
 دعوى ورد: ادعى أحد الأعلام  ــــ بحسب التنظير الحوزويّ، ورب علَمٍ مرفوع عند الناس هو منكوس عند سادة الأنام عليهم السلام ـــــ بأن الأحوط أو لا ينبغي السجود نحو الضرائح المقدسة بالعنوان الثانوي حرصاً على تطفل الأعداء على الشيعة فقال هذا المعترض على السجود نحو القبور هو الآملي في شرحه لكتاب الصلاة للمحقق الداماد:" وأمّا تقبيل العتبة : فالأقوى أيضا جوازه بعد جواز الانكباب البتّة .
ولكن لا ينبغي للسواد تقبيلها فضلا عن السجود عليها ، صونا عن العناوين الثانويّة الَّتي لعلَّها توجب انحراف بعض أو طعن بعض آخر .
ويشهد له ما في رواية العسكري عليه السلام ( في تفسيره ) عن آبائه عن النبيّ صلَّى الله عليه وآله قال . . ولو أمرت أحداً أن يسجد هكذا لغير الله لأمرت ضعفاء شيعتنا وسائر المكلَّفين من متّبعينا أن يسجدوا لمن توسّط في علوم عليّ وصيّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله إلخ... والحاصل : أنّ تقبيل الضريح خارج عن المقام رأساً . وأمّا تقبيل العتبة وكذا تقبيل المرقد المطهّر - بناء على تساويه لسطح الأرض أو تقاربه منه بحيث يصدق عليه الانكباب - فالظاهر الجواز أيضا ، لأنّه مظهر للمحبّة لا التذلَّل .
وأمّا السجود : فإذا كان للتذلَّل والتعظيم فالظاهر حرمته ، لإطلاق دليلها الآبي عن التقييد أو التخصيص . وأمّا إذا كان تعظيما لله أو شكرا له ( تعالى ) فهو جائز ، لخروجه تخصّصا ، فتدبّر ". انتهى كلامه.
 فقد أفتى الآملي بحرمة السجود على العتبات المقدسة ونحوها سواء أكان تعظيماً لهم عليهم السلام أم تذللاً لهم سلام الله عليهم مستدلاً على ذلك برواية تفسير الإمام العسكري عليه السلام.
إيراداتنا عليه بالأمور التالية:
(الأمر الأول): السجود المحرّم إنما هو المرتبط بالإعتقاد بأُلوهية المسجود له فقط، وأين هذا من السجود نحو القبور عند المحبين العاشقين لأولئك المطهرين سلام الله عليهم أجمعين، إذ لم يُعْلم أن أحداً من الشيعة أنه سجد نحو قبور أئمتنا الطاهرين عليهم السلام بعنوان كونهم آلهة والعياذ بالله تعالى.
 (الأمر الثاني): دعواه بحرمة السجود تذللاً وتعظيماً لم نجد لها ممسكاً ودليلاً في الكتاب والسنَّة بل العكس هو الصحيح، إذ أن الكتاب والسنة زاخرتان بالشواهد على جواز سجود المخلوق للمخلوق تعظيماً وتذللاً  ونذكِّر صاحب الدعوى بثلاث آيات من الكتاب الكريم تدلان على جواز سجود المخلوق للمخلوق هي التالي:
الآية الأولى قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }البقرة34
 الآية الثانية قوله تعالى: ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)يوسف 2.
 الآية الثالثة قوله تعالى: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) يوسف100.
 فقد فسرت الأحاديث الشريفة معنى السجود لنبيّ الله يوسف عليه السلام بأنه كان سجوداً ممزوجاً بسجود العبادة لله تعالى وتحية ليوسف عليه السلام وهو ما أفصحت عنه مسائل محمد بن علي بن موسى التي عرضها على الإمام أبي الحسن عليه السلام، فقد روى علي بن إبراهيم  في تفسيره عن محمد بن عيسى عن يحيى بن أكثم أن موسى بن محمد سئل عن مسائل فعرضت على أبي الحسن علي بن محمد ( عليه السلام ) فكان أحدها أن قال له أخبرني عن يعقوب وولده اسجدوا ليوسف وهم أنبياء ؟ فأجاب أبو الحسن ( عليه السلام : (ما سجود يعقوب وولده فإنه لم يكن ليوسف إنما كان ذلك منهم طاعة لله وتحية ليوسف كما كان السجود من الملائكة لآدم كان ذلك منهم طاعة لله وتحية لآدم فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم ألا ترى أنه يقول في شكره في ذلك الوقت رب قد آتيتني من الملك الآية ؟ ...).
 وجاء في مجمع البيان للطبرسي مجمع البيان في قوله تعالى " وخروا له سجدا " قيل إن السجود كان لله تعالى شكرا له كما يفعل ( يفعله - خ ) الصالحون عند تجدد النعم والهاء في قوله له عائدة إلى الله تعالى اي سجدوا لله تعالى على هذه النعمة وتوجهوا في السجود اليه كما يقال صلى للقبلة ويراد بها ( به - خ ) استقبالها عن ابن عباس وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
  وفي تفسير العيّاشيّ: وعن أبي بصير ، عن أبي جعفر - عليه السّلام - قال : فلمّا دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق أباه [ فقبله ] وبكى ، [ ورفعه ] ورفع خالته على سرير الملك ، ثمّ دخل منزله فادّهن واكتحل ولبس ثياب العزّ والملك ، ثمّ خرج إليهم . فلمّا رأوه سجدوا [ جميعا ] له ، إعظاما له ، وشكرا للَّه ، فعند ذلك قال : « يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ » .
  والحاصل: إن السجود ليوسف عليه السلام تحية وتكرمة له ، فإنّ السّجود كان عندهم يجري مجراها، والحقّ أنّ معناه :
خرّوا لأجله سجّدا ، للَّه شكرا لله تعالى وتعظيماً ليوسف عليه السلام...كما أن السجود لآدم عليه السلام كان للتعظيم له لما يحمله من الأسماء العظيمة المتعلقة بآل محمد عليهم السلام فكان آدم عليه السلام اعلم منهم وافضل منهم....لذا كان السجود له تعظيماً له وتحية وإكراماً وهو ما أوضحته الأحاديث الشريفة، فقد جاء في خبر تفسير الإمام العسكري عليه السلام الذي اعتمده الآملي الذي ذكر جانباً من الحديث دون الجانب الآخر الذي يدل على أن السجود للتعظيم، والخبر هو التالي: 
تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) في خبر طويل يذكر فيه أمر العقبة : إن المنافقين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله : أخبرنا عن علي عليه السلام أهو أفضل أم ملائكة الله المقربون ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : وهل شرفت ملائكة الله إلا بحبها لمحمد وعلي ، وقبولها لولايتهما ؟ إنه لا أحد من محبي علي عليه السلام نظف قلبه من قذر الغش والدغل والغل ونجاسة الذنوب إلا لكان أطهر وأفضل من الملائكة ، وهل أمر الله الملائكة بالسجود لآدم إلا لما كانوا قد وضعوه في نفوسهم أنه لا يصير في الدنيا خلق بعدهم إذا رفعوا عنها إلا وهم - يعنون أنفسهم - أفضل منهم في الدين فضلا " ، وأعلم بالله وبدينه علما " ، فأراد الله أن يعرفهم أنهم قد أخطؤوا في ظنونهم واعتقاداتهم ، فخلق آدم وعلمه الأسماء كلها ثم عرضها عليهم فعجزوا عن معرفتها ، فأمر آدم أن ينبئهم بها وعرفهم فضله في العلم عليهم، ثم أخرج من صلب آدم ذرية منهم الأنبياء والرسل والخيار من عباد الله أفضلهم محمد ثم آل محمد ، ومن الخيار الفاضلين منهم أصحاب محمد وخيار أمة محمد ، وعرف الملائكة بذلك أنهم أفضل من الملائكة إذا احتملوا ما حملوه من الأثقال وقاسوا ما هم فيه من تعرض أعوان الشياطين ، ومجاهدة النفوس واحتمال أذى ثقل العيال والاجتهاد في طلب الحلال ومعاناة مخاطرة الخوف من الأعداء من لصوص مخوفين ، ومن سلاطين جورة قاهرين ، وصعوبة في المسالك في المضائق والمضائق والمخاوف والأجزاع والجبال والتلال لتحصيل أقوات الأنفس والعيال من الطيب الحلال ، عرفهم الله عز وجل أن خيار المؤمنين يحتملون هذه البلايا ويتخلصون منها ، ويحاربون الشياطين ويهزمونهم ويجاهدون أنفسهم بدفعها عن شهواتها ، ويغلبونها مع ما ركب فيه من شهوة الفحولة وحب اللباس والطعام ، والعز والرئاسة والفخر والخيلاء ، ومقاساة العناء والبلاء من إبليس لعنه الله وعفاريته ، و خواطرهم وإغوائهم واستهوائهم ، ودفع ما يكيدونه من ألم الصبر على سماع الطعن من أعداء الله ، وسماع الملاهي والشتم لأولياء الله ، ومع ما يقاسونه في أسفارهم لطلب أقواتهم ، والهرب من أعداء دينهم ، أو الطلب لما يألمون معاملته من مخالفيهم في دينهم ، قال الله عز وجل : يا ملائكتي وأنتم من جميع ذلك بمعزل : لا شهوات الفحولة تزعجكم ، ولا شهوة الطعام تحفزكم ، ولا خوف من أعداء دينكم ودنياكم ينخب في قلوبكم ، ولا لإبليس في ملكوت سماواتي وأرضي شغل على إغواء ملائكتي الذين قد عصمتهم منهم ، يا ملائكتي فمن أطاعني منهم وسلم دينه من هذه الآفات والنكبات فقد احتمل في جنب محبتي ما لم تحتملوا ، واكتسب من القربات إلي ما لم تكتسبوا ، فلما عرف الله ملائكته فضل خيار أمة محمد صلى الله عليه وآله وشيعة علي وخلفائه عليهم السلام عليهم ، واحتمالهم في جنب محبة ربهم ما لا يحتمله الملائكة أبان بني آدم الخيار المتقين بالفضل عليهم ثم قال : فلذلك فاسجدوا لآدم لما كان مشتملا " على أنوار هذه الخلائق الأفضلين ، ولم يكن سجودهم لآدم ، إنما كان آدم قبلة لهم يسجدون نحوه لله عز وجل وكان بذلك معظماً "في نسخة: مبجلا " له ، ولا ينبغي لأحد أن يسجد لاحد من دون الله ، يخضع له خضوعه لله ، ويعظمه بالسجود له كتعظيمه لله ، ولو أمرت أحدا " أن يسجد هكذا لغير الله لأمرت ضعفاء شيعتنا وسائر المكلفين من شيعتنا أن يسجدوا لمن توسط في علوم رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومحض وداد خير خلق الله علي بعد محمد رسول الله ، واحتمل المكاره والبلايا في التصريح بإظهار حقوق الله ، ولم ينكر علي حقا " ارقبه عليه قد كان جهله أو أغفله . انتهى الخبر .
  الملاحظ في الخبر المتقدم أن سجود الملائكة لآدم عليه السلام لم يكن سجود العبادة لآدم عليه السلام بل كان عبادة لله تعالى وتعظيماً لآدم عليه السلام وتكرمة له لأفضليته عليهم بما حباه الله تعالى من تحمله للأسماء التي هي آل محمد عليهم السلام، وكل من وصل إلى مقام الأسماء كبعض الخواص من أصحاب النبي وأمير المؤمنين عليّ عليهما السلام كسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وجابر بن عبد الله الأنصاري وحذيفة..إلخ، ولا يراد من أصحابه من كان يتظاهر بالإسلام وهو يبطن الكفر والجحود.... وهو ما أشارت إليه الفقرة الواردة في الخبر المذكور وهي قول النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله:" إنه لا أحد من محبي علي عليه السلام نظف قلبه من قذر الغش والدغل والغل ونجاسة الذنوب إلا لكان أطهر وأفضل من الملائكة "....  فلا يجوز القول بأن الخبر أحسن الظن بجميع اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وذلك لأن في أصحاب النبي منافقون ومؤمنون بنص الكتاب الكريم( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق...) وفسرت أخبار الحوض المروية في صحيح البخاري بأن بعض أصحابه سيرتدون عن الإسلام بسبب حربهم لأمير المؤمنين وسيّدة نساء العالمين عليهما السلام، فهؤلاء المنافقين خارجين حكماً وموضوعاً عن الصحبة الخيرة وليس كل صحبة.... يرجى التأمل.
 بعد هذا الإستعراض للأحاديث الكاشفة عن أن السجود من المخلوق لمخلوق آخر جائز على سبيل التعظيم لمن حمل الأسماء الشريفة ولم تشر من قريب ولا بعيد في حرمة السجود للتعظيم...! فما أفاده الآملي ليس صحيحاً ودونه خرط القتاد...فليشرق الآملي وليغرب فلن يجد علماً من غير آل محمد سلام الله عليهم.
(الأمر الثالث): إن سيرة المتشرعة والمتدينين قائمتين على السجود نحو القبور المقدسة على نحو التعظيم والتذليل ـــ أي التواضع ـــ ويشهد لهاتين السيرتين ما ورد في الخبر الصحيح عن صلاة الإستغاثة بسيّدة نساء العالمين سلام الله عليها وهي نوع استشفاع بها لقضاء الحاجات؛ أي: أن المؤمن يطلب منها صلوات الله عليها أن تغيثه مما هو فيه، وهي واضحة في السجود لها تعظيماً وتكرمة من الله تعالى لها أُسوة بآدم ويعقوب وأولاده عندما سجدوا له....
 زبدة المخض: إن تقبيل الضرائح المقدسة مستحب باعتباره تعظيماً للشعائر الإلهية المدعومة بسيرة الأنبياء والمؤمنين والناس العاديين الذين يعبرون عن محبتهم للعظماء بتقبيل أياديهم والتبرك بآثارهم ومتعلقاتهم ولا داعي لأن نستدل على جواز التقبيل بروايات وإن كان ذلك حقاً لأن المسألة تدخل في باب المتسالمات بين العقلاء، والله هو الموفق للصواب والسداد.
السؤال الثاني : بعض الناس قد ينذرون مالاً لنفس ضريح المعصوم عليه السلام لا إلى صاحب الضريح، فهل نَذَرَ كذلك كان باطلاً و لا يجب الوفاء به؟.
بسمه تعالى
الجواب: يصح النذر لقبر المعصوم عليه السلام كما يصح النذر لذات المعصوم عليه السلام، ويجب صرف النذر فيما نذره فإن كان نذره للضريح فيجب أن ينفق على الضريح، وغن كان النذر لصاحب النذر فيجب أن ينفق على الضريح وشيعته من الفقراء الموالين، وقد أفتينا بذلك في رسالتنا العملية" وسيلة المتقين/ كتاب الإيمان والنذور : المسألتين 7 و 8 وهما التالي:
  ( مسألة 7 ): إذا نذر أن يجعل عبده أو جاريته أو دابته هدياً للبيت الحرام أو لمشهد مقدَّس لأحد المعصومين عليهم السلام ، استعملت في مصالح البيت أو المشهد ، فإن لم يمكن ذلك، استعمل ثمنها في مصالحهما .
  ( مسألة 8 ) : إذا نذر شيئاً للنبي صلى الله عليه وآله أو لوليّ الله عليه السلام ، فإن عيّن قصده منه صرف فيما عيّنه ، وإن أطلق أُخذ بظاهر كلامه وهو الصرف في جهة راجعة إلى المنذور له ، كالإنفاق على حرمه ، من عمارته وإنارته وفرشه وخدمه وزواره الفقراء ونحوها .
 والله تعالى هو الموفق للصواب.
السؤال الثالث: ينقل البعض بأن زيارة الاربعين للامام الحسين عليه السلام غير ثابتة فما هو رأي سماحتكم؟
بسمه تعالى
الجواب: كل من نعت زيارة الأربعين بالضعف هو عالم كسول فضلاً عن أنه ليس من الفقهاء ، فقد روى الشيخ الطوسي في باب الزيادات من كتابه التهذيب خبرين صحيحين يدلان على استحباب زيارة الأربعين فضلاً عن الأخبار الأخرى، منها:
 بإسناده عن جماعة عن التلعكبري عن محمد بن علي بن معمر عن أبي الحسن علي بن محمد بن مسعدة وابن فضال عن سعدان بن مسلم عن صفوان بن مهران الجمال قال : قال لي مولاي الصادق ( عليه السلام ) في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النهار وتقول السلام على ولي اللَّه وحبيبه السلام على خليل اللَّه ونجيبه السلام على صفي اللَّه وابن صفية السلام على الحسين المظلوم الشهيد السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات ...".
 والخبر المشهور شهرة عظيمة عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) : عَلاماتُ المُؤمِنِ خَمسٌ : صَلاةُ الخَمسينَ ، زيارَةُ الأَربَعينَ ، والتَّخَتُّمُ فِي اليَمينِ ، وتَعفيرُ الجَبينِ ، والجَهرُ بِبِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ .
  والسر في التأكيد على زيارة الأربعين هو ما كان يعانيه الشيعة من الأذى والضرر خلال زيارتهم للإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين كما كان الحال في يوم عاشوراء، وكانوا يزدحمون فيها ويُقتلون ويؤذون من أعدائهم ، ولم يكن الأئمّة الطاهرون عليهم السّلام يمنعونهم عنها جزماً ، بل حثّوا عليها كثيراً ، ومن هنا ورد في زيارة الأربعين أنها خاصّة بخواص الشيعة وأنّها من علامات المؤمن والشيعة، كما أن زيارة الإمام الرضا عليه السّلام خاصة بجماعة من الشيعة وأنّه لا يزوره إلَّا الخواصّ .
 والحاصل: يستحب شرعاً زيارة الأربعين لثلاثة أدلة هي التالي:
  (الدليل الأول): قيام النصوص الصحيحة على استحباب زيارته عليه السلام في يوم عاشوراء وفي يوم الأربعين على وجه الخصوص حسبنا عرضناه عليكم من الخبرين المتقدمين...وقد حاول البتري محمد حسين فضل الله التشكيك بزيارة الأربعين من الناحية السندية والدلالتية لكنه باء بالفشل وقد تصدينا لشبهته في بحث مستقل موجود على موقعنا المبارك فليراجع.
  (الدليل الثاني): قيام الأخبار القطعية المبثوثة في المصادر المعتبرة ــ لا سيَّما كامل الزيارات ــــ الدالة على استحباب زيارة سيّد الشهداء سلام الله عليه في كلّ يوم وكل إسبوع وكل شهر... ويوم الأربعين داخل في تلك العمومات الدالة على استحباب زيارته كل شهر باعتبار أن يوم الأربعين هو العشرون من صفر فهو داخل في عموم الزيارة في كلِّ شهرٍ....يرجى التأمل فإنه دقيق .
  (الدليل الثالث): قيام الشهرة القطعية بل الإجماع القطعي على استحباب زيارته عليه السلام يوم الأربعين.
السؤال الرابع : ما حكم مايسمّى بالطواف حول ضريح المعصوم بقصد الطواف؟
بسمه تعالى
الجواب: يستحب الطواف حول ضرائح المعصومين لا سيّما أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم تحصيلاً للبركة والإستمداد من تلك الذوات المطهرة وتعزيتها بأليم مصابهم وعرض النصرة عليهم صلوات الله عليهم كما دلت على ذلك الأخبار الشريفة لا يسع المقام استعراضها بكاملها، ونكتفي ههنا بذكر الأخبار الدالة على استحباب الطواف بقبورهم الطاهرة، منها:
(1): ما رواه الشيخ محمد بن المشهدي في المزار ، والسيد علي بن طاووس في المصباح ، قالا : زيارة مروية عن الأئمة ( عليهم السلام): إذا أردت ذلك - إلى أن قال ( عليه السلام ) - ثم قبله وقل : بأبي وأمي يا آل المصطفى ، إنا لا نملك إلا أن نطوف حول مشاهدكم ، ونعزي فيها أرواحكم .
 (2) ــــــ في صحيحة حماد: روى علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ــــــ في حديث طويل في قصة فدك ــــــ قال في آخره : . ودخلت فاطمة ( عليها السلام ) المسجد ، وطافت بقبر أبيها وهي تبكي وتقول : 
قَد كانَ بَعدكَ أنباءٌ وهنبثة             لَو كنت شاهدها لَم تكثر الخطبُ
إِنّا فَقَدناكَ فَقدَ الأرضِ وابِلها          وَاِختلّ قومكُ فَاِشهدهم ولا تغبُ
فَلَيت قبلكَ كانَ الموتُ صادفنا         لما نعيتَ وَحالت دونك الكتبُ
تجهّمنا رجالٌ فَاِستخفّ بنا             مُذ غبت عنّا وكلّ الخيرِ قد غصبوا
سَيَعلم المتولّي ظلمَ حامينا              يومَ القيامة أنّي كنتُ أَنقلبُ
أَبدَت رجالٌ لَنا فَحوى صدورهم       لَمّا فقدتَ وكلّ الإرثِ قَد غصبوا
وَكلّ قومٍ لَهم قُربى ومنزلةٌ            عِندَ الإله وَللأدنين مقتربُ
(3) ــــــ وفي الصحيح من الكافي الشريف بإسناده عن - مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّيِّبِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ قَاضِيَ سَامَرَّاءَ بَعْدَ مَا جَهَدْتُ بِه ونَاظَرْتُه وحَاوَرْتُه ووَاصَلْتُه وسَأَلْتُه عَنْ عُلُومِ آلِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ بَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَطُوفُ بِقَبْرِ رَسُولِ اللَّه ص فَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الرِّضَا عليه السلام يَطُوفُ بِه فَنَاظَرْتُه فِي مَسَائِلَ عِنْدِي فَأَخْرَجَهَا إِلَيَّ فَقُلْتُ لَه واللَّه إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ مَسْأَلَةً وإِنِّي واللَّه لأَسْتَحْيِي مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِي أَنَا أُخْبِرُكَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِي تَسْأَلُنِي عَنِ الإِمَامِ فَقُلْتُ هُوَ واللَّه هَذَا فَقَالَ أَنَا هُوَ فَقُلْتُ عَلَامَةً فَكَانَ فِي يَدِه عَصًا فَنَطَقَتْ وقَالَتْ إِنَّ مَوْلَايَ إِمَامُ هَذَا الزَّمَانِ وهُوَ الْحُجَّةُ..".
  (4) ـــ ما ورد في الأخبار الصحيحة من أن المسلمين طافوا حول جسد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله قبل دفنه، ففي خبر الكافي بإسناده عن  محمد بن الحسين ، عن سهل ، عن ابن فضال ، عن علي بن النعمان ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال : قلت له : كيف كانت الصلاة على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال « لما غسله أمير المؤمنين عليه السّلام وكفنه سجاه ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين عليه السّلام في وسطهم فقال : إن اللَّه وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ، فيقول القوم كما يقول حتى صلى عيلة وآله أهل المدينة والعوالي » .
 هذان الخبران الصحيحان دالان بشكل واضح على استحباب الطواف بقبورهم المطهرة سلام الله عليهم، كما أنه يستحب تقريب الميت حول قبورهم الشريفة حسبما دلت عليه الأخبار الصريحة منها:
  (1) ــــ ما ورد في الكافي بإسناده عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيه عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ الْكُلَيْنِيُّ وعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ لَمَّا حَضَرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع الْوَفَاةُ قَالَ لِلْحُسَيْنِ عليه السلام يَا أَخِي إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا إِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله لأُحْدِثَ بِه عَهْداً ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلَى أُمِّي عليها السلام ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ واعْلَمْ أَنَّه سَيُصِيبُنِي مِنْ عَائِشَةَ مَا يَعْلَمُ اللَّه والنَّاسُ صَنِيعُهَا وعَدَاوَتُهَا لِلَّه ولِرَسُولِه وعَدَاوَتُهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عليه السلام ووُضِعَ عَلَى السَّرِيرِ ثُمَّ انْطَلَقُوا بِه إِلَى مُصَلَّى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيه عَلَى الْجَنَائِزِ فَصَلَّى عَلَيْه الْحُسَيْنُ عليه السلام وحُمِلَ وأُدْخِلَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَمَّا أُوقِفَ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله ذَهَبَ ذُو الْعُوَيْنَيْنِ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ لَهَا إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ لِيَدْفِنُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَخَرَجَتْ مُبَادِرَةً عَلَى بَغْلٍ بِسَرْجٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الإِسْلَامِ سَرْجاً فَقَالَتْ نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي فَإِنَّه لَا يُدْفَنُ فِي بَيْتِي ويُهْتَكُ عَلَى رَسُولِ اللَّه حِجَابُه فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ عليه السلام قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وأَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله وأَدْخَلْتِ عَلَيْه بَيْتَه مَنْ لَا يُحِبُّ قُرْبَه وإِنَّ اللَّه سَائِلُكِ عَنْ ذَلِكِ يَا عَائِشَةُ..".
(2) ــــ وبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ لمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ لِلْحُسَيْنِ يَا أَخِي إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله لأُحْدِثَ بِه عَهْداً ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلَى أُمِّي فَاطِمَةَ عليه السلام ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ واعْلَمْ أَنَّه سَيُصِيبُنِي مِنَ الْحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا وعَدَاوَتِهَا لِلَّه ولِرَسُولِه صلى الله عليه وآله وعَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلَمَّا قُبِضَ الْحَسَنُ عليه السلام ووُضِعَ عَلَى سَرِيرِه فَانْطَلَقُوا بِه إِلَى مُصَلَّى رَسُولِ اللَّه ص الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيه عَلَى الْجَنَائِزِ فَصَلَّى عَلَى الْحَسَنِ عليه السلام فَلَمَّا أَنْ صَلَّى عَلَيْه حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا أُوقِفَ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّه بَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ وقِيلَ لَهَا إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّه فَخَرَجَتْ مُبَادِرَةً عَلَى بَغْلٍ بِسَرْجٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الإِسْلَامِ سَرْجاً فَوَقَفَتْ وقَالَتْ نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي فَإِنَّه لَا يُدْفَنُ فِيه شَيْءٌ ولَا يُهْتَكُ عَلَى رَسُولِ اللَّه حِجَابُه فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمَا قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وأَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ اللَّه وأَدْخَلْتِ بَيْتَه مَنْ لَا يُحِبُّ رَسُولُ اللَّه قُرْبَه وإِنَّ اللَّه سَائِلُكِ عَنْ ذَلِكِ يَا عَائِشَةُ إِنَّ أَخِي أَمَرَنِي أَنْ أُقَرِّبَه مِنْ أَبِيه رَسُولِ اللَّه ص لِيُحْدِثَ بِه عَهْداً واعْلَمِي أَنَّ أَخِي أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللَّه ورَسُولِه وأَعْلَمُ بِتَأْوِيلِ كِتَابِه مِنْ أَنْ يَهْتِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّه سِتْرَه لأَنَّ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى يَقُولُ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ وقَدْ أَدْخَلْتِ أَنْتِ بَيْتَ رَسُولِ اللَّه ص الرِّجَالَ بِغَيْرِ إِذْنِه وقَدْ قالَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) ولَعَمْرِي لَقَدْ ضَرَبْتِ أَنْتِ لأَبِيكِ وفَارُوقِه عِنْدَ أُذُنِ رَسُولِ اللَّه ص الْمَعَاوِلَ وقَالَ اللَّه عَزَّ وجَلَّ : * ( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ الله أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ الله قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ولَعَمْرِي لَقَدْ أَدْخَلَ أَبُوكِ وفَارُوقُه عَلَى رَسُولِ اللَّه ص بِقُرْبِهِمَا مِنْه الأَذَى ومَا رَعَيَا مِنْ حَقِّه مَا أَمَرَهُمَا اللَّه بِه عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله إِنَّ اللَّه حَرَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَمْوَاتاً مَا حَرَّمَ مِنْهُمْ أَحْيَاءً وتَاللَّه يَا عَائِشَةُ لَوْ كَانَ هَذَا الَّذِي كَرِهْتِيه مِنْ دَفْنِ الْحَسَنِ عِنْدَ أَبِيه رَسُولِ اللَّه جَائِزاً فِيمَا بَيْنَنَا وبَيْنَ اللَّه لَعَلِمْتِ أَنَّه سَيُدْفَنُ وإِنْ رَغِمَ مَعْطِسُكِ قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ وقَالَ يَا عَائِشَةُ يَوْماً عَلَى بَغْلٍ ويَوْماً عَلَى جَمَلٍ فَمَا تَمْلِكِينَ نَفْسَكِ ولَا تَمْلِكِينَ الأَرْضَ عَدَاوَةً لِبَنِي هَاشِمٍ قَالَ فَأَقْبَلَتْ عَلَيْه فَقَالَتْ يَا ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ هَؤُلَاءِ الْفَوَاطِمُ يَتَكَلَّمُونَ فَمَا كَلَامُكَ فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ ع وأَنَّى تُبْعِدِينَ مُحَمَّداً مِنَ الْفَوَاطِمِ فَوَاللَّه لَقَدْ وَلَدَتْه ثَلَاثُ فَوَاطِمَ - فَاطِمَةُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ وفَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ وفَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الأَصَمِّ ابْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِلْحُسَيْنِ عليه السلام نَحُّوا ابْنَكُمْ واذْهَبُوا بِه فَإِنَّكُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ قَالَ فَمَضَى الْحُسَيْنُ عليه السلام إِلَى قَبْرِ أُمِّه ثُمَّ أَخْرَجَه فَدَفَنَه بِالْبَقِيعِ..".
 هذان الخبران الصحيحان واضحان في دلالتيهما على استحباب تقريب الموتى إلى المشاهد المشرفة، وليس كما يتوهم المخالفون من الوهابيين والسلفيين بأن تطويف الشيعة موتاهم حول قبور أهل البيت عليهم السلام نوع عبادة لتلك القبور وقاسوا حرمة الطواف حول القبور بالطواف حول البيت العتيق... وما ادّعوه باطلاً تبرأ منه الشيعة لأنهم حينما يطوِّفون موتاهم حول القبور لا يقصدون الأُلوهية لأهل البيت عليهم السلام بل غاية ما يقصدونه هو حصول البركة والشفاعة من تلك الأرواح الطاهرة التي كانت في تلك الجسوم الشريفة....كما أن طواف المسلمين حول الكعبة ليس بنية عبادة أحجار الكعبة بل هو نوع تعظيم للكعبة التي أمر الله تعالى بتعظيمها امتحاناً للعباد، وتعظيمها هو تعظيم لله تعالى .
  مضافاً إلى أن سنّة الطواف حول القبور الطاهرة قامت على صحتها سيرة المسلمين ، نظير الطواف حول الكعبة فيطوفون حولها ويعظمون أمر الله تعالى الذي أمر بتعظيم الكعبة بإستلام أحجارها...فالمقصود بالطواف ليس عبادة البناء ، وإنما هو كالسجود نحو الكعبة يراد به تعظيم المنسوب إليه ، لأن البيت بيت الله تعالى ، وأن سجدة الملائكة لآدم لم تكن سجدة عبادة ، وإلا كان لإبليس أن يجيب بأنها شرك ينافي التوحيد ، لا إنه يستكبر ويقول : أنا خير منه . والله الموفق للصواب.
السؤال الخامس: هل يجوز إستدبار قبر المعصوم في الصلاة ؟
بسمه تعالى
الجواب: يحرم الوقوف والقعود والسجود على قبر المعصوم عليه السلام وكذلك يحرم التقدم على قبر المعصوم عليه السلام، إذ إن من شروط مكان المصلي هو أن لا يتقدم على القبر الشريف ولا أن يكون مساوياً له بل يتأخر عنه، ولا فرق بين القبر الشريف وبين الضريح المقدس ولا ما يحيط بها من غطاء أو شباك ونحوهما.
  ونستدل على الحرمة بوجوه هي الآتي:
  (الوجه الأول) ـــــ إن التقدم أو المساواة مع القبر الشريف يعتبر عرفاً وشرعاً وعقلاً سوء أدب مع المعصوم عليه السلام وهتكاً لحرمته المقدسة حيَّاً وميتاً، فكما لا يمكن للمؤمن أن يصلي مستدبراً للمعصوم الحي عليه السلام لأن ذلك خلاف الإحترام والأدب معه، كذلك لا يمكنه التقدم عليه بعد الممات لأنه حيٌّ عند الله يُرزق...وفي كلتا الحالتين ــــ الحياة والممات ـــ يعدُّ التقدم والمحاذاة سوء أدب وقلة احترام لشخصه العظيم.
  (الوجه الثاني) ـــــ إن المعصوم عليه السلام يجب أن يكون متقدماً على المأموم حيّاً وميتاً، فإذا تقدم المؤمن على قبر المعصوم عليه السلام يصير الإمام مأموماً والمأموم إماماً، فكما لا يجوز التقدم على المعصوم عليه السلام في حياته فكذا لا يجوز التقدم عليه بعد مماته، فهو إمام في الحياة والممات، ولا يجوز التقدم على الإمام في الصلاة، فيجب احترامه بعد مماته كما كان محترماً في حياته، من هنا جاء في خبر كيفية الصلاة على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بعد شهادته أن أمير المؤمنين سلام الله عليه وقف في وسط المصلين يقرأ الآية الشريفة ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) فأدخل عليه عشرة فداروا حوله ثم كان قد أمّهم واحد منهم وصلوا عليه، وكان أمير المؤمنين عليه السلام ينادي الناس بقوله:" يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله إمام حيّاً وميّتاً..."  حسبما أفاد خبر البحار نقلاً عن الكافي.
 (الوجه الثالث) ــــ السيرة القائمة بين المتشرعة والمتدينين على حرمة التقدم أو المحاذاة في الصلاة لقبر المعصوم عليه السلام، وهي سيرة متصلة بسيرة المعصومين سلام الله عليهم الناهية عن التقدم والمحاذاة.
 ( الوجه الرابع) ـــ دلالة الأخبار الناهية عن التقدم والمحاذاة، وهي أخبار الكثيرة كشفت عن حرمة التقدم أو التساوي مع القبر الشريف، وقد عقد المحدِّث الحر العاملي أعلى الله مقامه الشريف أخباراً فاقت حدَّ الإستفاضة هي التالي:
(1) ـــ  بإسناده عن الشيخ الطوسي رحمه الله محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الله الحميري قال : كتبت إلى الفقيه ( عليه السلام )أسأله عن الرجل يزور قبور الأئمة ، هل يجوز أن يسجد على القبر أم لا ؟ وهل يجوز لمن صلى عند قبورهم أن يقوم وراء القبر ويجعل القبر قبلة ويقوم عند رأسه ورجليه ؟ وهل يجوز أن يتقدم القبر ويصلي ويجعله خلفه أم لا ؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت : وأما السجود على القبر فلا يجوز في نافلة ولا فريضة ولا زيارة ، بل يضع خده الأيمن على القبر ، وأما الصلاة فإنها خلفه يجعله الامام ، ولا يجوز أن يصلي بين يديه لان الامام لا يتقدم ، ويصلي عن يمينه وشماله .
ورواه الطبرسي في ( الاحتجاج ) : عن محمد بن عبد الله الحميري ، عن صاحب الزمان ( عليه السلام ) مثله إلا أنه قال : ولا يجوز أن يصلي بين يديه ، ولا عن يمينه ، ولا عن يساره ، لأن الامام لا يُتقدَّم عليه ولا يُساوى.
 (2) ـــ وفي ( عيون الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال قال : رأيت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) وهو يريد أن يودع للخروج إلى العمرة فأتي القبر من موضع رأس النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد المغرب فسلم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولزق بالقبر ، ثم انصرف حتى أتي القبر فقام إلى جانبه يصلي فألزق منكبه الأيسر بالقبر قريبا من الأسطوانة المخلقة التي عند رأس النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فصلى ست ركعات أو ثمان ركعات.
(3) ـــ جعفر بن محمد بن قولويه في المزار ، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد ، عن عبد الله الأصم ، عن محمد بن البصري ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) - في حديث زيارة الحسين ( عليه السلام ) - قال : من صلى خلفه صلاة واحدة يريد بها الله تعالى لقى الله تعالى يوم يلقاه عليه من النور ما يغشى له كل شئ يراه الحديث ، وهو يشتمل على ثواب جزيل .
(4) ــــ وبالاسناد عن الأصم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ) - في حديث طويل - قال : أتاه رجل فقال له : يا بن رسول الله هل يزار والدك ؟ قال : نعم ، ويصلى عنده ، وقال : يُصلى خلفه ولا يُتقدم عليه" . أي لا يجوز أن يستدبر المصلي قبر أو ضريح الإمام سلام الله عليه... والله الموفق للصواب.
السؤال السادس: هل يجوز نقش صورة المرحوم على قبره؟
بسمه تعالى
الجواب: يحرم تصوير ذوات الأرواح من الإنسان والحيوان إذا كانت الصورة مجسّمة كالمعمولة من الشمع أو الخشب أو الفلزّات أو غيرها ، وكذا غير المجسمة على الأقوى نظير الرسم والتطريز والتخطيط. وأمّا تصوير غير ذوات الأرواح كالأشجار والأوراد ونحوها فلا بأس به ولو مع التجسيم .. والظاهر أنّه ليس من التصوير ما يتداول في زماننا كالصور الفوتغرافية فلا بأس به إذا لم يترتّب عليه مفسدة فيحرم من تلك الجهة . وكما يحرم عمل التصوير من ذوات الأرواح يحرم التكسّب به وأخذ الأُجرة عليه فإنّ الله تعالى إذا حرّم شيئاً حرّم ثمنه . هذا كلَّه في عمل الصور،  وأمّا بيعها واقتناؤها واستعمالها والنظر إليها ، فالأقوى جواز ذلك كلَّه خصوصاً في غير المجسّمة ، وليست هي كآلات اللهو وشبهها ممّا يحرم اقتناؤها وإبقاؤها ويجب كسرها وإتلافها ، نعم يكره اقتناؤها وإمساكها في البيت ، ولا سيّما المجسّمة منها فإنّ الكراهة بيعاً واقتناءً فيها أشدّ وآكد . وهو ما دلت عليه الأخبار من حرمة التصاوير، ففي حديث المناهي ، قال : « نهى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله عن التصاوير ، وقال : من صوّر صورة كلفه اللَّه تعالى يوم القيامة أن ينفخ فيها وليس بنافخ » ، وفي صحيح ابن مروان عن الصادق عليه السّلام قال : « سمعته يقول : ثلاثة يعذبون يوم القيامة من صوّر صورة من الحيوان، يعذب حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها ، والمكذب في منامه يعذب حتى يعقد بين شعرتين وليس بعاقد بينهما ، والمستمع إلى حديث قوم وهم لهم كارهون يصب في أذنه الآنك وهو الأسرب » ، ونحوه غيره مما يشتمل على هذا المضمون .
  وبعبارة أُخرى: إن نقش صورة كلّ ذي روح حرام شرعاً ويلحق بالحكم الرسم، والنقش هو الحفر على الخشب أو الحجر أو المعدن،  فلا يجوز النقش والرسم سواء على الخشب أو المعدن أو الحجر أو الورق، ولو فرض نقش صورة آدمي نظير صورة الميت فإنه مأثوم، وهل يحرم تعليق الصور المنقوشة أو المرسومة على ورق وما شابهه كتعليق صورته على الجدران والشوارع والقبور ؟ المشهور شهرة عظيمة كراهة تعليق صورة كل ذي روح بلا فرق بين أن تكون الصورة مجسمة أو غير مجسمة حتى الصور الفوتغرافية وسواء كانت في منزل أو شارع أو قبر، لأن أصل التعليق مكروه مطلقاً إلا في حال كان تعليق صورة فوتغرافية لميت مؤمن يذكر بالله تعالى ويزيد في خشوع القلب والعمل بأوامر الرب وحججه الطاهرين سلام الله عليهم، وقد يلحقه عنوان الحرمة كما لو كان الميّت قبيح المنظر او حليق اللحية أو متهتكاً بلباسه فلا يجوز الحال هذه أن يعلق صورته الفوتغرافية ــــ فضلاً عن المجسمة والمنقوشة أو المطرزة على ثوب أو المنقوشة على شمع أو معدن أو خشب أو حجر إلخ ـــــ على جدار أو قبر وما شابه ذلك،ذلك لأن تعليق صورة كهذه تستلزم إدخال الهتك على صاحبها والتعييب عليه وغيبته، وتتأكد الحرمة في تعليق صور النساء فلا يجوز بأيّ حال من الأحوال تعليق صورة امرأة على جدار أو دار أو قبر حتى لو كانت محجبة ومحتشمة لأن تعليقها على القبر أو غيره يوجب إثارة الفتنة والشهوة وهو من المنكرات وخلاف الغيرة والحمية على أعراض المؤمنات.... والله الموفق للصواب، والسلام عليكم.
 
 
حررها العبد الفقير 
محمّد جميل حمّود العاملي 
بيروت – 12 ذي القعدة 1435 هـ

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/09   ||   القرّاء : 14487




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 يحرم حبس الطيور والحيوانات بغير حقٍّ..

 المرض هو من مسوغات الإفطار في شهر رمضان..

 ما حكم المادة الدهنية التي تفرزها الأُذن في صحة الغسل..؟

 تجب على المسافر زكاة الفطرة

 على من تجب زكاة الفطرة...؟

 كيف نقتدي بالإمام الأعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلَّى الله عليه وآله في يوم شهادته المقدَّسة..؟..

 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

ملفات عشوائية :



 الأحوط الإخفات في الفاتحة والسورة في صلاة الظهر من يوم الجمعة / حكم أكل السمك في بلاد الغرب

 لا تجوز صحبة الكافر إلا بشروط / الناصبي أشدّ كفراً من الكافر

 خروج البول والغائط من الموضع غير المعتاد ناقضان للوضوء

 حكم تعليق صور النساء على البروفايل الخليوي...

 حكم مخالطة المرأة الأجنبية

 كثير الشك لا يعتني بشكّه

 حكم السجود على ورق الكتب

جديد الصوتيات :



 كيف نقتدي بالإمام الأعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلَّى الله عليه وآله في يوم شهادته المقدَّسة..؟..

 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2201

  • التصفحات : 19384793

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 18/04/2024 - 23:12

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net