تلقيح بويضة بنطفة أجنبي من الكبائر المستلزمة للعذاب العظيم عند الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل الجليل
سؤال/
هل يمكن استئجار رحم امرأة لتحمل بيضة مخصبة من امرأة اخري علما بأن هذا يكون برضاها ولكون المرأة صاحبة البيضة الاصلية
لديها علة طبية تمنعها من الانجاب وقد نصحها الاطباء بهذا الشيء؟
القسم الفقهي:تلقيح بويضة بنطفة أجنبي من الكبائر المستلزمة للعذاب العظيم عند الله تعالى.
بسمه تعالى
الجواب: تخصيب الزوجة بويضتها في رحم امرأة اخرى حرام شرعاً وهي من الكبائر بل هي من أعظم الموبقات، وذلك لأن بويضة الزوجة المريضة سوف تتلقح بنطفة المرأة الثانية السليمة، ففي صحيحة عثمان بن عيسى عن الإمام المعظم جعفر الصادق عليه السلام قال:" إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجلاً أقر نطفته في رحم يحرم عليه". فإذا لم يجز للرجل الأجنبي ان يقر نطفته في رحم امرأة تحرم عليه، فكذا يحرم على المتزوجة أو العزباء ان تقر بويضتها في رحم امرأة اخرى لتتحد وتتلقح بمني رجل أجنبي . وهذا ما تؤكده الآية الكريمة( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم...وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن...) النور ٣٠.
ومفهوم حفظ الفروج عام يشمل حرمة إدخال نطفة رجل أجنبي في رحم امرأة أجنبية عنه- ليست زوجة له بالعقد او ملك اليمين- أو محرمة عليه كأخته وأمه وعمته وخالته وبقية أرحامه، كما يحرم على أية امرأة إدخال بويضتها في رحم امرأة أخرى او تسمح الثانية بإدخال بويضة المرأة الاولى الى رحمها لتتلقح مع نطفة زوج الاولى باعتباره أجنبياً عنها (ويحفظن فروجهنّ).
واله هو الموفق للصواب والرشاد.
العبد الفاني محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ ١٧ جمادى الاولى١٤٤٠ هجري قمري.
