• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (457)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1172)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : بيانات .

        • القسم الفرعي : بيانات وإعلانات .

              • الموضوع : بيان بمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء .

بيان بمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان بمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء

     الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أنوار الله تعالى سادة الكائنات في عوالم التكوين رسل الله تعالى على الأنبياء والمرسلين والأولياء والصدِّيقين محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة والسرمديّة على مبغضيهم ومنكري ولايتهم وإمامتهم ومعارفهم ومعاجزهم وكراماتهم وظلاماتهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين، وعجِّل اللهم فرجَ قائمهم الآخذ بثأرهم والباسط لعدلك والمقيم لأمرك والمنتقم من أعدائك، واجعلنا اللهم من خيرة أعوانه وأنصاره وخدّامه وأرضه عنَّا، واكحل أبصارنا برؤية محيَّاه، واهلك أعداءَه،  اللهم ومن أراده بسوء فأرده ومن كاده فكدهنواحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ومن فوقه وتحته، واثلج قلوبنا بطلعته البهيَّة وغرته النورانية،  بحقه عندك وقربه منك ورضاك عنه يا حيُّ يا قيوم برحمتك يا أرحم الراحمين.
     هلَّ هلال محرَّم وهو يحمل في طياته الأسى واللوعة والفجيعة على الثلة الطاهرة من أهل بيت العصمة والطهارة والوحي، ثلةٌ ما عرفت غيرَ الله تعالى ربَّاًولا عبدت من دونه إلهاً، ولا اتخذت معه شريكاً في سلطانه وحكمه،  ثلةٌ ليس على ظهر البسيطة مثلها، ولا في الوجود المطلق نظيرٌ لها، إنَّها الصفوة من خلقه النوراني والتكويني، فلا يسبقها سابق ولا يلحقها لاحقٌ، سخت بأرواحها فجاد الكريم بعطائه عليها، فصارت يده الطولى في عباده،  فبها بطش، وبها دبَّر، فكانت مصداق قوله تعالى: ﴿وما رميت إذ رميت ولكنَّ الله رمى﴾..! إنَّها الثلة من العظمة العلوية والجلالة الفاطمية والشهامة الحسنية، إنَّها العزة الحسينية الممزوجة بالسماحة المحمديَّة والعظمة العلوية والجلالة الفاطميَّة والشهامة الحسنية، فهو مزيج الأنوار الإلهيَّة ذات الصفات الجمالية والجلالية....إنَّه الإمام الحسين (أرواحنا فداه) الذي تدكدك الكون لهول مصيبته، وبكت السماوات والأرض والحور لأجل لوعته وغربته وإستغاثته ..!! فيا لها من مصيبةٍ ليس لها نظير، وليس للإمام الحسين (ع) شبيهٌ في ملحمته وتحمل المصائب والآلام لرفع راية التوحيد الكامل، المتفرِّع عنها الإثار الشامخ والعزة الفاطمية التي عجزت العقول عن إدراك معانيها وسرِّ مراميها، والشجاعة الحيدريّة التي شاب من هولها الرضع، وضعف عن مجاراتها الفرسان والأبطال..إنَّه الإمام الحسين إبن الإمام أخو الإمام وأبو الأئمة التسعة...وما أدراكم ما الإمام في كربلائه وفي كراته ورجعاته..!!إننا على موعد كلّ عام مع هذا العظيم لنحيي الأمل في نفوسنا،  ليعلِّمنا كيف نكون الأتقياء في أفعالنا وسلوكنا وأقوالنا، فعظَّم الله تعالى أجورنا وأجور المتقين من شيعة آل البيت عليهم السلام بمصاب سيِّد الشهداء الإمام أبي عبد الله عليه السلام.
والسؤال الذي يفرض نفسه علينا كلَّما هلَّ هلال محرَّم:لماذا نحيي مراسم عاشوراء في كلِّ عام؟أليس الإمام عليه السلام بطل الأبطال وسيِّد الشهداء، إلى آخر ما هنالك من تساؤلات يطرحها علينا كلّ همازٍ غمَّازٍ مشاءٍ بنميم، وهو سؤال من ضمن أسئلة تشكيكية بأصل الإمامة ومتعلقاتها والآثار المترتبة عليها من قبل تيار التشكيك في لبنان قبل غيره من بلاد الشيعة العريضة، هذا التيار الذي لم تهدأ وطأته على التشيُّع لحظةً واحدة مذ تأسس وانتشر في قواعدنا الشعبيَّة الساذجة في تفكيرها وتعقلها وثقافتها الدينيَّة الخالية من الولاء لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام بسبب هجرانها للعلماء الحقيقيين المرابضين على الثغر الذي يلي إبليس وجنوده، وبسبب إنكبابها على الدنيا فهي مع أربابها متصافقة، وعلى أهل الولاء بالعداوة والبغضاء متكاتفة، فمن يدفع لهم من الدولارات أكثر فهم جاهزون كي يكونوا له أعواناً وأنصاراً، ولمن عاداه سيوفاً ونيرانَ، فالقضية تدور وراء المصلحة ولا علاقة لها بمبدأ وعقيدة صحيحة،  وإنْ وجِدَت العقيدة فهى كعقائد قوم لوط وفرعون وثمود، لقد تخبطوا في الجهل وتمسكوا برجالٍ تقمشوا جهلاً على جهلهم وضلالاً على ضلالهم، فاتبعوهم وناضلوا من أجلهم، فهم لحلوائهم هاضمون ولدينهم حاطمون، ترى الواحد منهم لا يعرف مبدأه من منتهاه، فهو على حسب توصيف إمام المتقين وسيِّد الموحدين مولانا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام( خبَّاط جهالات، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعضُّ في العلم بضرسٍ قاطعٍ فيغنم، يذري الروايات ذروا الريح الهشيم، تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء، يُستَحَلُّ بقضائه الفرجَ الحرام، ويحرِّم بقضائه الفرج الحلال، لا ملىء ـ أي غير واثقٍ ـ بإصدار ما عليه ورد، ولا هو أهلٌ لما منه فرط، من إدعائه علمَ الحقّ ) هذه أوصاف المدَّعين للإصلاح بثوب العلم والفلاح، مع أنَّهم في الواقع لصوص المعبد،  إتخذوا عباد الله خولاً وبلاده دولاً، يستحقرون من لم يسر على نهجهم وخطاهم..تباً لهم وما يملكون وفي العذاب هم خالدون!.
     إن تيار الحداثة والتشكيك يتخذ أنماطاً وأشكالاً متعددة بطرق التحرك في الأوساط الشيعيَّة ليحرفها عن مسارها الصحيح وقد فعل، إلى مسار العامة الذين نفوا أيَّ تأثيرٍ للإمامة في حياة الناس الدنيويَّة والأُخرويَّة، من هنا باتوا يشكِّكون في الآثار المترشحة عن الإمامة كالمعاجز والكرامات وأدلة العصمة والولاية التكوينية وما شاكلها، بل نفوا ما فعله الأعداء بسادة الوَلاية والإمامة، فظنوا بهم خيراً،  وهل يُظن بالكافرين خيراً يا أولي الألباب؟! والسرُّ في التشكيك هو إبعاد الناس عن مفهوم الإمامة والولاية التي هي بمثابة القلب والرئة بالنسبة إلى الإنسان المتلهف إلى الحياة الأبدية، فلولا القلب لما كان لبقية الأعضاء حياة وقيمة، فالقلب هو السيِّد على سائر الأعضاء والحاكم عليها والمدبِّر لشؤونها..إن هذا التيار لا يريد للشيعة أن يتوغلوا في قضايا الإيمان والإيقان، لأن ذلك يلغي مشروعه الإبليسي الذي طالما أراد الحياة ليحرف الآخرين عن قضايا الإيمان المتعلقة بالمعاجز والكرامات، فصار الكلام عنهما يعتبر غلواً وخرافة كما عبَّر عن ذلك أحد صعاليك حوزات بيروت، وإنَّنا نجزم بأنَّه لا يقدر على تعريف الغلو من أُصوله الكلاميّة وجذوره العقديَّة، بل تلقفه ممن سبقه من عامود الضلالة وركن الجهالة، وهؤلاء لا ينفع فيهم النصح والكلام سوى الشكوى إلى ربِّ العباد أن يقتصَّ منهم في يوم كان شره مستطيراً.. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحدّ بل تخطاه إلى ظلامات أهل البيت عليهم السلام التي أقضَّت مضجعه وحرمته الراحة والهدوء، فبات يجول ويصول في تشكيكاته بأفعال المعصومين عليهم السلام بدءً برسول الله وأهل الكساء، وإنتهاءً بالإمام المهديّ (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) وقيامه وعلاماته، ولكن مما ينكىء الجراح أنهم تمادوا بحربهم على عاشوراء ومتعلقاتها، فولغوا في مسيرة قائدها العظيم مولانا الإمام ابي عبد الله الحسين عليه السلام مدَّعين ضلالاً وإستكباراً بأنه لم يكن يعرف بأنه سيُقتل في كربلاء لأن غايته كانت المضي إلى كوفان، فقاسوا الإمامَ عليه السلام على مقياسهم، ووزنوه بجهلهم وسخافتهم، فسلبوا عنه السلطة الغيبية على عوالم الوجود التكويني بإذن الله تبارك شأنه..نظروا إليه بهذا المنظار لأجل التنقيص بمقام ولايته وإمامته، بسبب شيطنتهم وإبليسيتهم أو لعدم معرفتهم بمقام الإمامة بسبب تقصيرهم وضعف قابلياتهم بسبب حبِّ الدنيا والإنكباب على الحطام...وهكذا تشعبت متشابهاتهم وتشكيكاتهم حتى وصل الأمر إلى نفس البكاء على الإمام الحسين عليه السلام فراحوا يتسائلون عن السبب في إقامة المراسم بهذه المأساة المتشعبة الأطراف من المظاهر العزائية المأساوية القاسية كاللطم على الظهور والصدور بالسلاسل والسيوف وإدماء الرؤوس وما شابه ذلك مما يثير الإستهجان والإنتقاد لدى البعض..!؟.
      والخلاصة: ثمة إشكالان على الإمامة والمظاهر المتعلقة بها من قبل المخالفين وأعوانهم من علماء شيعة منحرفين في نظرتهم إلى ماهية الإمامة الإلهيَّة:
(الإشكال الأول): وقد أثاره جمهور العامة وتبعهم تيار البترية في بيروت ومفاده:ما فائدة البحث والجدال في إمامة أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين عليهم السلام في هذا العصر؟فإن ذلك أمرٌ قد تجاوزه الزمن وطواه التاريخ عن تلك الحقبة التاريخية المُرَّة، ولم يعد للبحث في إمامتهم عليهم السلام يترتب عليه أيُّ فائدة سوى تعميق هوَّة الشقاق وتسعير حدَّة الخلاف بين عامة المسلمين!!.
وعلى حدِّ تعبير الشيخ المظفر وهو أحد أعمدة تيار الوحدة وإزالة الخلاف بين المسلمين من عامة الفرق الإسلاميَّة، بأن البحث في إثبات الإمامة والسلطة الإلهيّة قليل الجدوى،  وإنّما يُنظر إلى الإمامة من حيث كونها بياناً للأحكام الشرعيَّة الفرعيّة دون النظر إلى إثبات أنهم الخلفاء الشرعيون وأهل السلطة الإلهيَّة...فقد نفث في كتابه عقائد الإماميّة في باب عقيدتنا في طاعة الأئمة عليهم السلام ما يجول بخاطره من ضعفٍ بعقيدة العصمة والإمامة، والمرء مخبوءٌ تحت لسانه، إذ ما أضمر إنسانٌ شيئاً إلاَّ وظهر على فلتات لسانه أو صفحات وجهه، فقال(ولا يهمنا من بحث الإمامة في هذه العصور إثبات أنّهم هم الخلفاء الشرعيون وأهل السلطة الإلهية فإنّ ذلك أمرٌ مضى في ذمّة التاريخ وليس في إثباته ما يعيد دورة الزمن من جديد أو يعيد الحقوق المسلوبة إلى أهلها، وإنّما الذي يهمّنا منه ما ذكرنامن لزوم الرّجوع إليهم في الأخذ بأحكام الله الشرعية...)؛ بدعوى عدم وجود فائدة من البحث عن إمامتهم الشرعية وسلطنتهم الإلهية فإنّ ذلك قد مضى ولا تترتّب أيّة فائدة أو نفع في البحث عن الإمامة بل ما يفيدنا هو أنهم حافظون لأحكام رسول الله، لذا يتوجّب أن نتمسّك بهم كدعاة للأحاديث ورعاة للأحكام فقط... وما أفاده ـ هو ولفيفٌ من تيار الحداثة تبعاً للعامة كما أشرنا أعلاه ـ ناشيءٌ من عدم تفهُّم صحيحٍ لحقيقة الإمامة وماهيتها، وهو أمرٌ خطيرٌ جدّاً على الصعيد الديني بشكلٍ عامٍّ، وعلى الصعيد العقائدي بشكلٍ خاصٍّ لما فيه من المفاسد الآتية:
(المفسدة الأولى): إ ن هؤلاء يتصورون أنَّ النزاع في إمامة أبي بكر وأمير المؤمنين عليّ وأولاده الطاهرين عليهم السلام، نزاعٌ حول رئاسة هذا الشخص أو ذاك، كما هو مشاهد في عمليات الصراع على كرسيّ الرئاسة والسلطة، فلا معنى لبقاء النزاع بين أتباعهم بعد موت المتبوعين وإرتحالهم عن الدنيا، ولكنَّ الحقيقة أن المسألة أعمق من هذا بكثيرٍ، لأن المسألة ترتدي ثوباً مغايراً له تماماً، وذلك لأن الإمامة ليست مجرَّد رئاسة دنيوية على الأُمة بل هي رئاسة إلهيَّة عليها، وهي تعني إستمرار أداء الوظائف الرساليّة التي كان النبيُّ الأعظم صلَّى الله عليه وآله مكلَّفاً بها في جميع أبعادها الدينية والدنيوية، لغاية تحقيق أهداف الرسالة الخاتمة كاملةً وهي بسط العدل وإزالة الجور وهداية الخلق إلى سعادة الدارين، فالإمام عليه السلام بالدرجة الأولى مبيّنٌ لشريعة الله تعالى وكاشفٌ عن سنَّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وليس مجرّد مديرٍ يسوس الرعيّة ويوفر لها أمنها ومأكلها ومشربها، وبهذا البيان يتضح بأن النزاع في إمامة فلان وفلان لا يكون نزاعاً لأجل الرئاسة، بل يعود إلى إثبات الغاية المشرقة التي أُرسلت لها الرسالة الخاتمة، وإنطلاقاً من هذا الذي ذكرناه،  يُعلم أن ما نثبته بالكتاب والسنَّة من قيادة العترة الطاهرة وإمامتها للأُمة هو إثبات لأمرٍ خالد بخلود الدهر، ودعوة لتحويل الوجه والعمل شطر أصحاب الحقّ في الإمامة لكونهم أهلها الحقيقيين كما دلَّت عليه النصوص في الكتاب والسنَّة الطاهرة،  فقد جاء فيها ما يؤيد هذا كما في قول النبيّ الأكرم صلَّى الله عليه وآله في حديث الثقلين(أيها الناس إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلوا أبداً:كتاب الله وعترتي أهلَ بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) فقد قرن العمل بالعترة ما بقي الكتاب إلى آخر الدهر، ومقتضى الأمر بالعمل بما يقولون هو وجوب إتباعهم والإعتقاد بولايتهم وإلاَّ فلا معنى لوجوب الإحالة عليهم والعمل بما يقولون..!.
(المفسدة الثانية): فضّ النّزاع القائم منذ واقعة السقيفة إلى الآن بسبب الخلاف الدائر بين الخاصّة والعامّة حول إمامة وخلافة أمير المؤمنين عليّ وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، هذا الخلاف الذي ذهب ضحيته الآلاف المؤلَّفة _ إنْ لم يكن الملايين _ إذ ما سُلَّ سيفٌ في الإسلام كما سُلَّ على الإمامة على حدّ تعبير الشهرستاني في الملل والنحل، فتكون هذه الضحايا قد ذهبت سدىً وبلا طائلٍ وأصبحت في ذمّة التاريخ، فكأنّ الخلاف كان شخصانياً بين أصحابه الأوائل ثم صار عشائرياً وقومياً بين أتباعهم وأنصارهم، لذا يتوجب نسيان الماضي ليعيش خصماء الماضي في راحة البال في الحاضر والمستقبل لكون المسألة لا تعدو أمراً عابراً أكل الدّهرُ عليه وشرب، فما بالنا نعيش همومه في حين أنّنا نرغب بتوحيد صفوفنا وتقريب الخطى بيننا، فلا تكفير ولا تنجيس ولا وعيد ولا تهديد...
(المفسدة الثالثة): طرح الآيات والأخبار الكثيرة التي فاقت التواتر بعشرات المرات والتي دلّت على كفر منكر إمامة وخلافة أهل البيت عليهم السلام؛ فدعوى عدم جدوى البحث في إمامتهم صلوات ربي عليهم يستلزم عبثية ما جاء في الكتاب الكريم والأخبار  الشريفة المتضمِّنة لوجوب الإعتقاد بولايتهم والبراءة من أعدائهم ومن غاصبي خلافتهم وحقوقهم، والطّرح المذكور _ إنْ كان عن تصوّرٍ مسبَقٍ _ يؤدّي إلى الإخلال بعقيدة قائله لكونه مستلزماً لإنكار الإمامة والخلافة التي هي أعظم ضرورة دينية في الإسلام...
(المفسدة الرابعة): التغاضي عن سنن التاريخ الكونية والاجتماعية التي تحدّث عنها الكتاب الكريم، فعدم البحث في الإمامة لكونها مما مضى في ذمّة التاريخ _ حسبما ادّعى المظفّر _ يستلزم التغاضي عن نصرة الحقّ ونصرة المظلوم، وبالتالي السكوت عن المجرمين الظالمين، ممّا يعني إسدال الحُجُب والستائر عن تصرفات الظالمين، والتكتّم عن نصرة المظلومين؛ الأمر الذي يؤدّي إلى التغرير بالقبيح وتمييع الحقّ بل والإجهاز عليه.
وبتوضيحٍ آخر: إنّ التحدّث عن إمامة الحجج الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) يقتضي التحدّث عن حقٍّ أُنزِلَ من أجله الوحي، فعدم الإفصاح عنه يعني تمييعه والإجهاز عليه، وما السّكوت عن الأضاليل والإلتجاء إلى سُبُل التغطية على فضائح التاريخ إلاّ خيانة عظمى للحقّ والحقيقة، وإغراءاً للأجيال بقبح الأفعال، ممّا يسبِّب اختلاطَ تلكم الفضائح بحقائق الدِّين، فيلتبس الحقّ بالباطل، فيصبح الإسلامُ مورداً للطعون والشّكوك.
(المفسدة الخامسة): عدم البحث في إمامة آلِ الله يلغي البحث في إمامة مولانا الإمام المهديّ (عجَّل الله فرجه الشريف) لبقائه إلى الآن حيّاً يُرزَق،  فلا يمكننا التحدّث عن أحكام الله تعالى من دون الاعتقاد بوجود الإمام المهدي عليه السلام الذي هو امتدادٌ لآبائه المطَهَّرين عليهم السلام، فالرّجوع إلى آبائه بالأحكام دون الاعتقاد يستلزم الكفر والجحود بما نزل على جدّهم الرّسول الأكرم الذي استفاض بالكثير الكثير عن الإمام المهدي صلوات الله عليه... وبالتالي فإنّ إنكاره يقتضي إنكار ما نزل على جدّه الرّسول الأمين، فلا فائدة حينئذٍ بالرّجوع إليهم في أخذ الأحكام؛ لأنّ المنكر لآخرهم كالمنكر لمجموعهم وهو على حدّ الشّرك بالله تعالى والكفر بما نزل على عامّة الأنبياء والرّسل.
(المفسدة السادسة): إنّ القرآن الكريم قد تحدّث عن قصص التاريخ الغابر ولم يعتبر ذلك ممّا قد مضى، فلو كانت الخلافة أو الإمامة من الماضي السحيق الذي لا يترتّب عليه فائدة دينية أو دنيوية لما صحّ للقرآن الكريم أن يستعرض لنا قصص آدم وإبليس اللعين وقابيل وهابيل ونوح والكافرين ونمرود وإبراهيم وموسى وفرعون وهامان وبلعم بن باعورا ورسول الله محمَّد وابن جهل وأبي سفيان...إلخ.
إنّه لمن الصّحيح أنّ الحديث عن هؤلاء لا يعيد دورة الزّمن من جديد، إلاّ  أنّه يعيد دورة الحقّ لأولئك المظلومين المستضعفين، ويشحذ همم أنصارهم والتابعين لهم إلى يوم الدِّين، فالحديث عن هؤلاء يعطينا العبرة والموعظة ويؤكّد فينا عنصر الوفاء للحقّ وأصحابه، لذا قال الله تعالى مؤكِّداً لنا أهمية التمسّك بعقيدة الماضين والاقتداء بهديهم:
)لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ( [يوسف:112].
)يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ( [النساء:27].
)قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ( [آل عمران:138].
     إنّ النظر في التاريخ الغابر ضرورة علميَّة لا غنى عنها ولا مناص من مزاولتها لأنّها وحدها الكفيلة بأن تطلعنا على حقيقة ما جرى في الماضي لفهم ما يجري في الحاضر، وكلّ أُمّة تنسلخ  عن ماضيها وتاريخها هي أمّة متكاسلة ومتهاونة بقِيَمِها ومبادئها وبرجالها الأبطال ونسائها الأبرار، فما عندنا إنّما هو من ذاك التاريخ الغابر الذي سطره لنا مواقف شجعان تصدّوا للباطل باليد واللسان، ومن لم يملك تاريخاً  لا يملك واقعاً، إذ الواقع انعكاسٌ عن الماضي، ولا يزال العقلاء من كلّ دينٍ وحتى الملاحدة يحتفظون بذكريات ماضيهم ويحفظونه عن ظهر قلب بل ويقدّسون تلك الرموز الغابرة وكلّ ما يمتّ إليه بصلة حتى السروال والنعال والعصا، ويستشهدون بأقوالهم ويطبّقون أفكارهم ونظرياتهم، بل ويطالبون بحقوقهم المهدورة، فها هي ألماني لا زالت تدفع ملايين الدولارات لليهود في فلسطين لأنّ هتلر حرق الآلاف منهم في هولوكوست مع أنّ بإمكان ألمانيا الحاضرة التنصّل من ألمانيا الهتلرية أبّان الحرب العالمية الثانية، كما لا زالت أرمينيا تطالب تركيا بالاعتراف بجرم ما ارتكبه الأتراك أبّان الحرب العالمية الأولى بحقّ الشعب الأرميني... فلم ينظر هؤلاء إلى الحاضر فحسب، بل صبّوا اهتمامهم على الماضي لكونه مقدّمة للحاضر والمستقبل، فلولا رجال الغابر لما كان للحاضر والمستقبل قيمة، لذا لا يمكن للحاضر أنْ ينسلخ عمّا جرى في الماضي وإلاّ لما كان لإنجاء فرعون قيمة معتبرة، ولما كان لبقاء جسده أيّ معنًى يذكر مع أنّ الله تعالى هو المبقي له وهو الحافظ لجسده حتى الآن، ليكون فرعون _ بروحه الخبيثة وجسده النتن عبرةً للأجيال الآتية من دون انقطاع، ولم يخطر على تصور أحد بأنّ ذلك قد مضى وصار في ذمة التاريخ.
ومما يؤسَف له أنّ بعض علماء الإمامية _ عنيتُ بذلك دعاة الوحدة _ حرّفوا كثيراً من المفاهيم العقائدية تحت عناوين الاجتهاد المنفتح والمرجعية العليا المقدَّسة، كما يدَّعون،  ليسهل عليهم تحقيق أواصر الوحدة بين المسلمين، والتي هي في الواقع وحدة بين الملاك وإبليس، إذ لا يُعقَلُ وجود وحدةٍ بين الحقّ والباطل، فإذا لم يكن ثمّة وحدة بين المتنازعين الأوائل فكيف يتصوّر قيام وحدة بين  الأتباع والأشياع؟!! اللهمّ إلاّ أنْ تكون على حساب أصحاب الحقّ وبيع الدين بالدنيا!! فلا يمكن قيام وحدة من خلال التنازل عن أصل الخلاف الذي دار بين المسلمين من أجل الخلافة واغتصاب الحقوق والاعتداء على الكرامات، وليس من الجائز شرعاً وعقلاً أنْ يتنازل الشيعة عن الأحكام والثوابت الشرعية للطرف الآخر لأجل الوحدة، إذ إنّه ليس ملكاً شخصياً لهم حتى يتنازلوا عنه، وليس حقاً حصرياً ورثوه من آبائهم حتى يمكن لهم التغاضي عنه وتوزيعه على المحتاجين من أهل العوز والفاقة، بل هو حقُّ الإمامة الإلهية وحقّ العصمة والطهارة، فأيّ اغتصاب لحقٍّ من هذه الحقوق يعتبر كفراً وخيانةً كبرى لله تعالى ولرسوله وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، فحقّ الإمامة يختلف عن الحقّ الشخصي للفرد؛ فالأوّل يتعلّق بأصل العقيدة، والثاني بتعلّق ببعض الفروع التكليفيّة، ولا يُقاس الفرع على الأصل، فلكلٍّ منهما أحكامه ولوازمه وأبعاده الزمانية والمكانية من حيث الإطلاق والتقييد، فالأصول أبعادها مطلقة تشمل الزمان والمكان والمجتمعات، بخلاف التكاليف الفرعية فإنها ذات أبعاد ضيّقة تراعي مصالح الأفراد والمجتمعات لفترة زمنية محدودة، ثمّ ما تلبث أن ترتفع عن كاهل المكلَّف إمّا بموته وإمّا بوقوعه في المحذور والاضطرار وما شابه ذلك، وأين هذا من الإمامة التي  لا يسع المكلَّف إلاّ  الاعتقاد بها ولا يمكن أن ترفعها عن فؤاد المكلّف وقلبه أية عوامل قسرية أو اضطرارية.
     فالإمامة لا تغيّرها الظروف ولا تضيِّق من سعتها العوامل ولا تلغيها الأزمنة، فأبعادها مطلقة حتى ولو تصرمت الفترة الزمنية التي كان يتواجد فيها أصحاب الإمامة، إذ لا يعنينا الزمن من دون الأفراد المتعلقين به، لأنّ الزّمن من دون متعلقاته لا خصوصية فيه بذاته، وإنَّما خصوصيتة تنبع من متعلقاته، فما يُقال من أنّ للإمامة بُعداً زمانياً وهو كون صاحبها زعيماً في ذلك العصر فلا نعيد البحث فيه، ليس صحيحاً بإطلاقه وذلك لأنّ حاكمية أمير المؤمنين عليّ والبقيّة من أهل بيته المطهَّرين عليهم السلام لم تكن خاصّة بظرفٍ زمانيٍّ محدَّدٍ فحسب بل تشمل كلَّ الأزمنة، فحاكميتهم أو إمامتهم حاكمة على الأزمنة وليس زمنهم حاكماً على إمامتهم حتى يُدَّعى بأنّ زعامتهم قد مضى زمنها فلا نعيد البحث فيه، فالزمن بذاته لا يمكن إعادته بحكم الضرورة العقلية، لكنَّ أصحابه الشرعيين لا يزالون مهيمنين على العوالم الزمكانية لكونهم شهداء على الخلق، فلا يجوز فصلهم عن الزمان والمكان لأنهم فوق الزمان والمكان بفعل ولايتهم التكوينية المستمَدَّة من الله تعالى خالق الزمان والمكان، فالزمن يمضي ولكنّ الله تعالى يبقى، والزمن ينصرم ولكنّ حجج الله تعالى لا ينصرمون بل هم باقون ببقاء الله تعالى، فدعوى بعض العلماء المشتبهين بأنّ الخلافة قد تصرّم زمانها فلا نعيد البحث فيها كلام غير سديد بحسب ما أسلفنا.
     مضافاً إلى ذلك فإنّ البُعد الملكوتي لأهل البيت عليهم السلام  يغطي على الزمان، بل لا قيمة للزمان من دون إمام حجّة من الله تعالى على عامّة خلقه، وبالتالي لا انفكاكية بين الزمان والإمام القيِّم عليه، من هنا فإنّ الحجّة المنتظر(أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) هو إمام  الزّمان، ومَنْ كان بهذه المثابة فلا يمكن فصله عن زمنه الملكوتي، وأمّا زمنه المادي فلا ريب بتصرمه لكونه مما لا قابلية له للبقاء، ومن غير المفيد لأصحاب الدّعوى البحث في الزمن المادي لعدم كونه ذا فائدة على الصعيدين الدنيوي والأُخروي، بل الواجب هو البحث في مفهوم الإمامة الحاكم على الزمان والمكان، فإثبات الحق لأصحابها هو من صحيح التاريخ الذي أمر الله تعالى بأخْذ العبرة منه والوقوف إلى جانب المحقين فيه وحرمة الوقوف على الأطلال والقول بأنّه صار في ذمّة الماضي كقصص ألف ليلة وليلة، فالغضّ عن ظلامات أهل البيت (ع) أصحاب الإمامة في تلك الفترة الزمنية يعكس الظلامة على مولانا وسيدنا بقيّة الله الإمام المهديّ (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) لأن ّغيابه عن الحاكمية إنما هو بسبب ظلامة الأوائل من آبائه، ورفض المسلمين لإمامته بل رفضهم لوجوده المقدَّس مترشِّحٌ من رفضهم لإمامة جدّه الأوّل أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، فإثبات أحقيته يستلزم إثبات أحقية الإمام المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) للحاكمية في هذا الزمن وفي زمن ظهوره المبارك، فلا فصل بين حاكمية أول الأئمّة وبين حاكمية آخرهم، لا سيَّما وأن هناك فرقٌ جوهريٌّ بين وظيفة الرسول كرسول وبين وظيفة الإمام كإمامٍ منصوب من قبل الله تعالى، فالرسول وظيفته بيان الهداية التشريعيَّة، والإمام وظيفته بيان الهداية التكوينيَّة، فالأولى تقتصر على البيان وإراءة الطريق للهداية فقط، والثانية تقتصر على الإيصال إلى المطلوب، فالأولى تدلك على الطريق إلى المسجد في حال طلبت من صاحبها أن يدلك على مكان المسجد، فيقول لك:أنّه في الجهة الفلانيَّة،  وعليك أن تسلك الطريق لوحدك، فلربما تصل إلى مرادك وربَّما لا تصل، بخلاف الثانية فإنها توصلك إلى المطلوب حتماً فيما لو كنت معتقداً بإمامة صاحبها، لأن صاحبها هادٍ إلى الله تعالى بأمرٍ تكوينيٍّ ملكوتيّ،  كما لو قال لك صاحبها :"إمشِ خلفي لأدلك على المطلوب"، وكون الهداية التكوينيّة من الملكوت لا يستلزم ذلك سلب الهداية التشريعيَّة عنها بحجة أن الهداية التشريعيَّة من وظائف الرسالة والنبوة، والهداية التكوينيّة من وظائف الإمامة، بل إن الهداية التكوينية تستبطن الهداية التشريعية ولكنَّ الغالب على الإمامة هو الهداية التكوينية أي الإيصال إلى المطلوب، وقد فصَّلنا الفرق بين الهدايتين في كتابنا الفوائد البهية /الطبعة الرابعة/بحث عقيدتنا في طاعة الأئمة(ع)الجزء الثاني، فليُراجع ففيه فوائد وغنائم.
    وبذا يكون حديث الثقلين الوارد عن النبيّ صلى الله عليه وآله عن أنهم صلوات الله عليهم أصحاب السلطة الإلهية ليس أمراً مضى في ذمّة التاريخ كما ادّعى بعض المنتسبين إلى علم آل الله عليهم السلام!!!
(الإشكال الثاني وهو): هل في مراسم عاشوراء أعمال محرَّمة شرعاً؟
الجواب:

    إن تلك الأعمال من حيث الأصل مباحة شرعاً إذا كان القيام بها لهدفٍ مشروعٍ وغرض عقلائي صحيح، وليس ثمة ما يقوم به الشيعة أيام محرّم ما يشير إلى عكس الأغراض العقلائية والأهداف المشروعة، بل إن كلَّ ما يقومون به هو مشروع وله توجهات نبيلة وعقلائية أتوا بها بدافع الحبّ والولاء الشديد للمولى الإمام الحسين عليه السلام، فهم بتلك الأعمال يعبرون عن تأسيهم بالإمام الحسين ومواساتهم له في تحمل ألم الجراح وجريان الدم وفي نفس الوقت يمثلون بها دور العمل الإستشهادي في سبيل قضية الإمام الحسين عليه السلام التي استشهد دفاعاً عنها، ويظهرون إستعدادهم للتضحية من أجلها بكلِّ غالٍ ونفيس، بالإضافة إلى أن تلك الأعمال عندهم هي كتظاهرة كبرى ضدّ أعداء الإمام الحسين (ع) الذين يخطِّئون الإمام عليه السلام في قيامه بوجه الدولة الأموية ويبررون إقدام يزيد على قتل الإمام الحسين(ع) وهؤلاء موجودون بيننا وفي عصرنا بكثرةٍ، ومن جهة أخرى فإن هذه الأعمال هي كتأييد عملي ودعم جماهيري وشعبي لثورته المقدَّسة، وبالتالي هي إستنكار صارخ للظلم والعدوان وتأييد لمن ينشد الحريّة من الظالمين والإصلاح في كلّ زمان ومكان، كيف لا! ومظاهر العنف والقسوة في أعمال الإحتجاج أمر متداول في زماننا هذا، فكم نسمع عن أشخاصٍ أحرقوا أنفسهم حتى الموت وأربوا عن الطعام حتى أشرفوا على الهلكة إحتجاجاً على ظلم وإعتداء، فلم يسخر منهم شباب العصر بل يعتبرونهم بذلك أبطالاً مناضلين..ولكن إذا قام شيعة أهل البيت (ع) بما هو أقل من ذلك وأبسط إتهموا بالسخف والرجعيّة والوحشية..لماذا؟ شنشنة أعرفها من أخزم  ـــ وهل تلد الحيَّة إلاَّ حيَّة!!

وفي الختام:

    نوصي الشيعة الموالين بالإلتحام بعقيدة أهل البيت عليهم السلام من حيث الولاية لهم ولشيعتهم،  والبرائة من أعدائهم وأعداء شيعتهم، لا أن يوالوا من أبعده الله تعالى، ويتبرأوا ممن قرَّبه الله تعالى، كما أوصي إخواننا العلماء وطلبة العلوم الدينيّة أن يكونوا سيفاً على الباطل وأن يتقوا ربَّهم في السر والعلانية، وأن ينصروا المظلوم ولا يقفوا على التل للتفرج، كما يحرم عليهم أن يسيروا كما تسير العوام غير مبالين بالتقوى والورع فتشغلهم الدنيا عن الزهد في الشبهة والمكروه والحرام، ولا يرددوا ما ينعقه بعض السلاطين من المعممين، فهؤلاء أخطر على الإسلام من يزيد والشمر اللعين، فإن أيامكم قليلة ولا ينجو منكم إلاَّ المتقون، فتزودوا منها فإنها النجاة يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم..والسلام على من اتبع الهدى.

حررها الراجي رضا إمامه بقيّة الله الأعظم الإمام المهديّ المنتظر (أرواحنا لتراب نعليه الفداء) عبده الشيخ محمد جميل حمود العاملي

 بيروت بتاريخ 29ذي الحجة 1431هـ يوم الإثنين.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/08   ||   القرّاء : 10754




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 ما مدى صحة الفقرة الواردة في زيارة مولاتنا الصدّيقة المطهرة زينب الكبرى صلوات الله وتسليماته عليها: (السَّلام عليك أيتها المتحيّرة في وقوفك في القتلى..) ؟.

ملفات عشوائية :



 ــ(4)ــ استحباب البكاء على أهل بيت العصمة عليهم السَّلام مشروط بالرضى والتسليم لله تعالى

 ماذا تفعل عندما تزور المشاهد المشرفة؟

 المال المقترض لا يخمّس

 دعوى زائفة تدعو إلى ترك المستحباب والاكتفاء بقضاء حوائج الإخوان!!

 الحكم الشرعي على الشيعي المادح لإبن تيمية

 دعوى غواية إبليس لنبي الله آدم وردها

  يجب على المؤمن أن يواظب على العمل في دائرة الحكومة مهما كان نوعها لأجل خدمة الناس

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2193

  • التصفحات : 19165085

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 19/03/2024 - 02:11

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net