حكم المتخلف عن دفع زكاة الفطرة للمستحق/ الجاهل القاصر والجاهل المقصّر/ كيفية النية بدفع الزكاة حال مضي وقتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص لم يستخرج زكاة الفطرة لحد الان فهل يجب عليه الآن استخراجها وبأي نية يستخرجها؟
وإذا مرَّ عليها أيام ولم يستخرجها فما هي النية التي يستخرجها بها؟
وإذا كان قاصراً أو مقصراً ماحكمه؟
وإذا كان متعمداً أو غير متعمد؟
وشكراً
_______
الموضوع الفقهي: حكم المتخلف عن دفع زكاة الفطرة للمستحق/ الجاهل القاصر والجاهل المقصّر/ كيفية النية بدفع الزكاة حال مضي وقتها.
بسم الله جلَّت عظمتُه
وعليكم السلام
الجواب:
من تعمد عدم إخراج الفطرة إلى مستحقيها فقد ارتكب إثماً ويجب التوبة منه بعدم المعاودة الى ذلك لو كتب الله تعالى له الحياة للسنة اللاحقة، وأمّا لو تركها لمجرد عدم وجود مستحق لها بالفعل، بل كان يتريث قليلاً ليجد المستحق، فمثل هذا لا إثم عليه بل هو مثاب للنية الخيّرة عنده في بحثه عن مستحقها، ولو لم يدفعها للمستحق بسبب جهله بوجوب الدفع للمستحق، فإنْ كان جاهلاً بالجهل القصوري - أي: لا يدرك أن دفعها واجب عليه شرعاً بسبب ضعف مداركه العقلية أو بسبب مانع خارجي منعه من الدفع كوجوده في الحبس أو إنقطاعه عن الناس كما لو كان تائهاً في الصحراء أو في البلدان - فهذا معذور شرعاً وعقلاً؛ وأمّا الجاهل المقصّر أي: الذي يعلم بوجوب دفعها للمستحق ولكنَّه عصى وتمرد فهذا مأثوم شرعاً، أو كالذي لا يعرف حكمَ وجوبِ دفعها وهو قادر على السؤال من العلماء العدول ولكنه لم يسأل فهذا كالمتعمِّد في عدم تعلُّمه لأحكام زكاة الفطرة، فهو مأثوم شرعاً، ويجب عليه التوبة والتعلم ثمّ الدفع للمستحق.
وأمَّا حكم مَن لم يدفعها في وقتها، أو لم يعزلها قبل وقتها، أو عزلها في وقتها أو قبل وقتها ولكنّه ماطل في إعطائها للمستحق..فمثل هذا يجب المبادرة إلى دفعها كما أشرنا أعلاه، فلو مضى آخر وقتها - وهو زوال يوم العيد - فيدفعها للمستحق بنية القربة المطلقة من غير تعرض للأداء والقضاء، ولا يضر قصد الأداء في مقام القضاء بمعنى أن أداءَها واجبٌ عليه في مقام القضاء فعلاً.
والله العالم
خادم التشيُّع محمّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ١ شوال ١٤٤٤ هجري.