صيغة الإيجاب من المرأة والقبول من الزوج لا يضر الإختلاف فيهما بحسب التقليد إلا في حالات معينة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وصلى الله على سيدنا محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين المعصومين المطهرين. والحمد لله رب العالمين. أود أن أعرف رأيكم فيما يخص صيغة العقد المنقطع، وهل الصيغة التالية صحيحة: تقول المرأة: زوجتك نفسي على مهر قدره كذا ولمدة قدرها كذا، بشرط عدم الدخول لا قبلا ولا دبرا (هذا في حال كونها باكرا)، ويرد الرجل بالقول: وأنا قبلت التزويج.؟ فهل هذه الصيغة صحيحة أم لا؟ وما هي الصيغة الصحيحة؟ وفي حال كانت المرأة تقلد مرجعا آخر يقول بصيغة آخر، فهل تكون صيغة التزويج حسب تقليدها وصيغة القبول حسب تقليدي؟ وأني والله مشتاق لكم اشتياقا كبيرا جداً، وأدعو لكم بالعمر الطويل كي نستأنس بوجودكم المبارك، لا حرمنا الله منك أيها العالم البطل الفذ المغوار الكاشفِ صدرَك لطعنات العدو تذود عن حياض آل رسول الله محمد - صلى الله عليهم أجمعين -. وإنني - واللهِ - فخور بك وسعيد بمعرفتك. اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وحفصة وأم الحكم وهندا.
المرسل / حسين عايد
الموضوع الفقهي:(صيغة الإيجاب من المرأة والقبول من الزوج لا يضر الإختلاف فيهما بحسب التقليد إلا في حالات معينة..).
بسم الله جلَّت عظمتُه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الجواب: صيغة العقد منكما صحيحة؛ ولكن الأفضل والأحوط لجنابك الكريم أن لا تزيد على صيغة قبولك لها بكلمة(أنا.. ) بل يكفي أن تقول لها( قبلتُ التزويجَ) والأحوط أن تتممها بالقول( على المهر المعلوم والمدة المعلومة) اي هكذا( قبلتُ التزويجَ على المَهْرِ المعلوم والمدةِ المعلومة).
وأما الإختلاف بالتقليد من حيثية إنشاء الصيغة فلا تضر بشروط هي:
١ -ما دامت صيغة الإيجاب من الزوجة صحيحة بنظر من تقلده جنابك الكريم كما لو كان من تقلده أنت يفتي بالإيجاب بصيغة الماضي هكذا:( زوجتُكَ نفسي..)وذلك لأن الفعل الماضي صريح في الإنشاء وقد جرت عليه السيرة بين الفقهاء والمتدينين بخلاف أفعال المضارع..
ولو قلَّدت المرأةُ مَن يفتي بصيغة الحاضر نظير قول المرأة للرجل( أتزوجُكَ على مهر...) وكما لو أفتى من تقلده المرأة بجواز الإيجاب على ورقة كما لو لم تنطق المرأة بالإيجاب بل كتبته على ورقة أو عبر الإنترنت أو الوتس أب..فهذا مفسدٌ للعقد وغير جائز بل لا بدَّ للمرأة من أن تنطقَ بصيغة العقد بحيث يسمع الرجلُ الصيغةَ من لسانها مباشرة وليس بالتسجيل ولا بالكتابة...! فهذا باطل ومفسد للعقد.
٢ - أن تكون الصيغة مخلَّة بالإنشاء العربي بحيث يخرج اللفظ عن معناه العربي..
وهناك شروط أخرى ذكرناها في (وسيلة المتقين ج ٢ ص ٢٧٩ - ٢٨٠ في شرائط العقد).
والله ولي المتقين
حفظكم الله تعالى ورعاكم ودفع عنكم الشرور والآفات..بحق النبيّ وآله.
غريب الديار عبد الإمام الحجَّة القائم أرواحنا لشسع نعله الفداء/ محمَّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ٢٤ ربيع أول ١٤٤٥ هجري قمري.