هل يجوز للمؤمنة أن تنشئ صفحة على النت...؟
(فقه الخليوي والنت)
شيخنا آية الله المحقق الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي دامت تأييداته
السلام عليكم
سؤال : هل يجوز للمرأة المتزوجة والعزباء أن تفتح صفحة على النت سواء على الوتس اب او الفيس بوك او التليغرام وغيرها..؟
الموضوع الفقهي:( هل يجوز للمؤمنة أن تنشئ صفحة على النت...؟)
بسم الله جلَّت عظمتُه
وعليكم السلام
الجواب: لا يجوز للمؤمنة التي تلتزم دين النبيّ وآله الأطهار ( عليهم السلام) أن تُنشِئ صفحةً على النت حتى لو كانت بنية التبليغ الديني فإنها دعوى يتبجح بها أكثر النساء ولو كان بعضهنّ من الصادقات فلا يؤمن عليها من حيل إبليس الرجيم.. وأكثرهُنَّ يدَّعينَ أنهنّ مبلغاتٍ لمعالم الدين.. والسرُّ في الحرمة هو: أن النت نافذة للتعرف على الرجال الأجانب ومحادثتهم والدردشة معهم، وهناك المئات بل الآلاف من القصص الفاضحة حول العلاقات المشبوهة التي أقامتها نساءٌ مع رجالٍ من خلال النت...كله تحت ذرائع متعددة منها نقي، ومنها غير نقي..وعالم النت هو من شباك إبليس يصطاد بها النساء ويوقعهُنَّ في المعاصي والموبقات..ونفس محادثة المرأة - سواء أكانت متزوجة أم عزباء - على النت مع الرجال هو بذاته حرام لأنه من الخلوة مع الرجل الأجنبي ..وكذلك محادثة الأجنبي مع غير محارمه على النت هو من الخلوة بالأجنبية..فهو من المحرمات القطعية في ديننا بل عند العرف يعتبر عملاً غير أخلاقيٍّ وخيانة..ويستثني من حرمة تواصل المرأة عبر النت حالتان:
١ - التواصل مع محارمها عبر الوتس أب دون الفيس بوك وغيرها من شبكات التواصل.
٢ - التواصل مع العلماء الأتقياء ومكاتب المراجع لمعرفة الأحكام الدينية..هذا بشرط عدم توفر وسيلة أخرى يمكن للمرأة التواصل مع علماء الدين، فلو أمكن لزوجها أو أخوها أو أحد محارمها التواصل تعيّن ذلك إلا أذا كان المحارم لا يجيدون التفاهم مع علماء الدين، فلا بأس للمرأة التواصل معهم للإستفادة العلمية منهم وله نظائر في أخبارنا حيث كان ثلة من المؤمنات يتواصلن مع الأئمة الأطهار عليهم السلام ويتعلمن منهم الأحكام كالصحابية زينب العطارة - الملقبة بالحولاء كانت تبيع العطر للنساء الصالحات - في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وكالصحابيةحبابة الوالبية في عهد أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله..بينما كانت شطيطة تُراسل الإمامَ الصادق عليه السلام، وغيرهن كثيرات كنّ يسألن المعصومين عليهم السلام ويتحدثن معهم في أمور الدين...وكنّ عفيفات تقيات نقيات ولا يخلو زماننا منهن ولكنهن قليلات نادرات كندرة الكبريت الأحمر..والله عزّ وجلّ وليُّ المتقين.
غريب الديار محمد جميل حمود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ٢٥ شوال ١٤٤٤ هجري قمري.