حلُّ الإشكال حول روايات ملفقة في تزويج عمر بن الخطاب لعنه الله بمولاتنا أمّ كلثوم عليها السلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
عندي سؤال بخصوص رواية تتعلق بعدة الوفاة ومفادها: ان امّ كلثوم عليها السلام رجعت إلى بيت أبيها لتعتد عدة الوفاة من عمر..وقد استعرضها الشيخ محمد جميل حمود العاملي في موضعين من كتابه كتابه( إفحام الفحول في شبهة تزويج عمر بأمّ كلثوم عليها السلام ص ٣٢ وص ٦٨) في آخر الرواية يقول: (لما مات عمر (لعنه الله) أخذ أمير المؤمنين أمَّ كلثوم عليها السلام الى بيته..). وهل كان عمر متزوجاً من أم كلثوم عليها السلام من الأساس..؟ وجزاكم الله خيراً أتمنى الرد من سماحتكم.
حيدر قاسم
____
الموضوع الفقهي:(حلُّ الإشكال حول روايات ملفقة في تزويج عمر بن الخطاب لعنه الله بمولاتنا أمّ كلثوم عليها السلام..).
بسم الله جلَّت عظمته
وعليكم السلام ورحمته وبركاته..
الجواب : نحن لم نقل بأن أمير المؤمنين عليّاً صلى الله عليه وآله أرجع إبنته الى بيته بعد موت عمر لعنه الله ولكننا كنا في معرض ر د الخبر القائل بأنه أرجعها الى بيته بعد موت عمر بن الخطاب بعد أن أخفاها والدها الإمام عليّ صلّى الله عليه وآله عن الأنظار.. وها هي عبارتنا بتفاصيلها نعرضها عليكم ونتمنى بأن تقرؤوها قراءةً دقيقة وتتدبروا ما قبلها من جمل وسطور وما بعدها لتعرفوا أننا كنا بصدد تأويل الخبر المزعوم الدال على إرجاع أمير المؤمنين عليه السلام إبنته الى بيته..وقلنا هناك في كتابنا الميمون( إفحام الفحول في شبهة تزويج عمر بأمّ كلثوم عليها السلام ص ٦٨ الطبعة الورقية وصفحة ٣٧ الطبعة الإلكترونية:[..وعلى فرض صحّة الخبر الدّال على أنّ أمير المؤمنين عليه السلام أرجع ابنته أم كلثوم إلى بيته بعد وفاة عمر، فليس *واضحاً على المُدَّعى*،بل غاية ما يدلّ على أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام جاء بإبنته إلى بيته لمّا مات عمر، ومجيئها إلى بيت أبيها أعمّ من تواجدها في منزل عمر، إذ قد تكون صلوات الله عليها في مكان آخر أخفاها فيه العبّاس بن عبد المطّلب بأمر من أمير المؤمنين عليه السلام، حسبما أفاد الخبر الوارد عن هشام ابن سالم :(.. فأتاه العباس فأخبره وسأله أن يجعل الأمر إليه فجعله إليه " . الرواية طويلة أخذنا منها موضع الشاهد . فراجع مصدر الرواية: فروع الكافي ج ٥ ص ٣٤٦ ح ٢. ودعوى أنه جعل عليه السلام الأمر إلى العبّاس فيه دلالة على أنه وكّله بزواجها، ــ حسبما جاء في كلمات بعض الأساطين أمثال أبي القاسم الكوفي والمرتضى والطّبرسي في إعلام الورى ــ مردودة لكون هذه الآراء إجتهادات شخصيّة مستوحاة ممّا فهموه من الرواية المنسوبة إلى الإمام الصادق عليه السلام: " فَرْجٌ غُصِبْنَاه " وإلَّا فالأمر لا يعدو ما ذهبنا إليه، فالرواية المتقدمة الذكر لو سلّمنا بصحة صدورها من الإمام الصادق عليه السلام يراد منها: أنه فرج غصبناه بحسب الظاهر وإلا فالامر ليس كما يظنون ويتوهمون.. !!
وبناءاًعليه: فلا تعارض حينئذٍ بين خبر ابن أذينة (الوارد في البحار ج ٤٢ ص ٨٨ ح ١٦ النافي لموضوع الزواج المزعوم) وبين الخبرين المذكورين( الواردين في الكافي ج ٦ ص ١١٥ ح ١ +٢ وهما خبر معاوية بن عمار وخبر سليمان بن خالد)، فتكون القضيّة كالتّالي:
ــ إنّ عمر هدّد أميرَ المؤمنين عليَّاً عليه السلام من أجل التّزويج بإبنته أُمّ كلثوم عليها السلام لكنّ إرادة الإمام عليه السلام غلبت إرادة ابن الخطّاب، فأخفى أميرُ المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله ابنته في مكانٍ آمن إلى أن تلقّى عمر طعناتٍ قاتلة من المولى النصير المخلص أبي لؤلؤة (رضي الله عنه وأرضاه) ثمّ رجعت السّيدة الطّاهرة أم كلثوم عليها السلام من مخبئها وتمّت كلمة ربّك الحسنى بما صبروا والله وليُّ المتقين.
والسلام ختام.. وصلّ اللهم على رسولك محمد وعلى اهل بيته الطاهرين واللعنة على اعدائهم أجمعين إلى يوم الدين..في أمان الله تعالى.
غريب الديار الشيخ محمَّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ٦ ذي القعدة ١٤٤٥ هجري قمري.