من هو النبيّ يحيى بن هوف..؟ ومن هو النبيُّ منذر المدفون في قرية مركبا في جبل عامل..؟
السائل:إسلام سلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالنا إلى سماحة آية الله العلامة دام ظله الوارف
من هو يحيى بن هوف ؟ وما ورد في حقه في روايات أهل البيت عليهم السلام؟ وفي كتب التاريخ؟
وشكرا لكم نسألكم الدعاء
**********
الموضوع العقائدي: من هو النبيّ يحيى بن هوف..؟ ومن هو النبيُّ منذر المدفون في قرية مركبا في جبل عامل..؟
بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
وعليكم السلام ورحمته وبركاته
الجواب:يحيى بن هوف هو أحد أوصياء النبيّ عيسى عليهما السلام، فقد روى المسعودي في كتابه إثبات الوصيَّة ص 70روايتين في تحديد أسماء أوصياء النبيّ عيسى عليه السلام، فقد أوصى النبي عيسى إلى شمعون الصفا ثم السابق يوصي إلى اللاحق، والروايتان هما :
(الرواية الأولى):أوصى عيسى إلى شمعون ثم يحيى بن زكريا ثم منذر بن شمعون (والنبي منذر مدفون في قريتنا مركبا من قرى جبل عامل وقد زرناه واستشفعنا به إلى مولانا الإمام المعظَّم القائم من آل محمَّد صاحب الزمان روحي فداه وعليه السلام) ثم دانيال النبيّ ثم إبنه مكيخال ثم إبنه أنشوا ثم إبنه رشيخا ثم إبنه نسطورس ثم إبنه مرعيد ثم بحيرا ثم النبي الأعظم محمَّد صلَّى الله عليه وآله... راجع إثبات الوصية للمسعودي الشيعي ص 90 إلى ص 92 .
تعقيب: شمعون الصفا عليه السلام هو الجدُّ الأعلى لمولاتنا الصدّيقة نرجس الرومية عليها السلام، وهي تنتسب إلى النبي شمعون الصفا من ناحية أُمّها كما فصَّلنا سيرة حياتها وهويتها في كتابنا الجليل" العبقات اللدنية في تحليل السيرة المهدوية على صاحبها آلاف السلام والتحية" سوف يطبع بإذن الله تعالى والإمام المعظم المهدي صلَّى الله عليه وآله، والنبي منذر هو إبن شمعون الصفا عليهما السلام، ويبدو أن مولاتنا نرجس صلوات ربي عليها من ذرية النبي منذر لإنحصار نسل النبي شمعون الصفا بولده النبي منذر عليهما السلام، ويبدو أن الواسطة بين أم مولاتنا نرجس عليها السلام وبين جدّها الأعلى النبيّ شمعون حدود ستة أو سبع أجداد..كلّهم أنبياء؛ والله العالم.
(الرواية الثانية): بعد النبي منذر بن شمعون ثم إلى إبنه سلمة بن منذر ثم إبنه برزة ثم إبنه آبي ثم إبنه دوس ثم إبنه أسيد ثم هوف ثم إبنه يحيى بن هوف ثم النبي الأعظم محمَّد(صلَّى الله عليه وآله). أشرنا إلى ما قاله المسعودي بإختصار مكتفين بالعناوين فقط.. وقد أطلق المسعودي على وصاية السابق إلى اللاحق بالقيام بأمر الله تعالى وما قاله حقٌّ وصواب. راجع: إثبات الوصية للمسعودي الشيعي ص 96 ط دار الأضواء عام 1409 هجري.
وفي رواية بحار الأنوار ج 17 ص 148 باب (علم النبيّ محمد صلَّى الله عليه وآله وما دُفع إليه من الكتب والوصايا والآثار وعرض الأعمال عليه) كما في رواية رقم 43 عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام يعدد فيها الأوصياء عليهم السلام، رواها المجلسي عن الشيخ الصدوق في الأمالي بإسناده عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان، عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا سيِّد النبيين، ووصيي سيِّد الوصيين، وأوصيائي سادات الأوصياء، إن آدم عليه السلام سأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعل له وصيَّاً صالحاً، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه أني أكرمت الأنبياء بالنبوة، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء، ثم أوحى الله عزَّ وجلَّ إليه يا آدم أوصِ إلى شيث عليه السلام فأوصى آدم عليه السلام إلى شيث عليه السلام وهو هبة الله بن آدم ، وأوصى شيث عليه السلام إلى ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة فزوجها إبنه شيثاً، وأوصى شبان إلى محلث، وأوصى محلث إلى محوق وأوصى محوق إلى عميشا، وأوصى عميشا إلى أخنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام ، وأوصى إدريس عليه السلام إلى ناحور، ودفعها ناحور إلى نوح النبي عليه السلام، وأوصى نوح إلى سام، وأوصى سام إلى عثامر، وأوصى عثامر إلى برعيثاشا وأوصى برعيثاشا إلى يافث ، وأوصى يافث إلى برة ، وأوصى برة إلى جفيسة ، وأوصى جفيسة إلى عمران ، ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل عليه السلام ، وأوصى إبراهيم عليه السلام إلى ابنه إسماعيل عليه السلام ، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق عليه السلام ، وأوصى إسحاق إلى يعقوب عليه السلام ، وأوصى يعقوب عليه السلام إلى يوسف عليه السلام ، وأوصى يوسف عليه السلام إلى بثريا ، وأوصى بثريا إلى شعيب عليه السلام ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران ، وأوصى موسى بن عمران إلى يوشع بن نون ، وأوصى يوشع بن نون إلى داود عليه السلام ، وأوصى داود عليه السلام إلى سليمان عليه السلام وأوصى سليمان عليه السلام إلى آصف بن برخيا ، وأوصى آصف بن برخيا إلى زكريا عليه السلام ، ودفعها زكريا إلى عيسى بن مريم عليه السلام ، وأوصى عيسى عليه السلام إلى شمعون بن حمون الصفا عليه السلام ، وأوصى شمعون عليه السلام إلى يحيى بن زكريا عليه السلام وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر ، وأوصى منذر إلى سليمة ، وأوصى سليمة إلى بردة ، ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله: ودفعها إليَّ بردة، وأنا أدفعها إليك يا عليُّ، وأنت تدفعها إلى وصيك، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك، واحد بعد واحد حتى يدفع إلى خير أهل الأرض بعدك، ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك اختلافاً شديداً ، الثابت عليك كالمقيم معي، والشاذ عنك في النار، والنار مثوى للكافرين.
وقد أعاد ذكرها المجلسي في البحار ج 23 ص 57 في باب ( إتصال الوصية وذكر الأوصياء من لدن آدم إلى آخر الدهر). ولكن هناك تغاير بين أوصى ودفع، فقد ذُكر في الرواية كلمتان هما :" أوصى ودفع"، فما هو الوجه في التغاير..؟
ويجاب عنه:أن الوصية تكون من وصيّ إلى وصيّ آخر مثله، وأمَّا الدفع فيكون من وصيٍّ إلى نبيّ آخر صاحب شريعة، أو يكون الدفع إلى نبيّ آخر من دون وصية من النبيِّ السابق عليه..أوجه الإحتمالين في معنى الدفع هو الثاني، ويؤيده ما ورد في الأخبار بأن سيّدنا أبي طالب عليه السلام دفع الوصايا إلى رسول الله محمَّد صلَّى الله عليه وآله ومات من يومه. راجع البحار ج 35 ص 73 ح 8؛ وراجع كتابنا أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد ج 2 ص 370 - 373.
وثمة جواب آخر للمجلسي رحمه الله في حلّ الإشكال بما يلي:(لعلَّه عليه السلام غيَّر الأسلوب من أوصى إلى دفع، بالنسبة إلى أرباب الشرائع للإشارة إلى أنهم عليهم السلام لم يكونوا نواباً عمَّن تقدَّمهم، ولا حافظين لشريعتهم، وأما التعبير بالدفع في الأئمة عليهم السلام فلعلَّه للمشاكلة، أو لتعظيمهم بجعلهم بمنزلة أُولي العزم من الرسل، أو لأن الدفع لم يكن عند الوصية، أو لاختلاف الوصية بالنبوة والإمامة، ويمكن أن يقال: التعبير بالدفع ليس لكون المدفوع إليه صاحب شريعة مبتدأة، بل لبيان عظم شأن المدفوع إليه وكونه إماماً، والإمامة تختص بأولي العزم وأئمتنا صلوات الله عليهم أجمعين كما سيأتي في الأخبار، ثم إن الخبر يدل على بقاء يحيى بعد زكريا عليه السلام خلافاً للمشهور، وينافي بعض الأخبار الدالة على موت يحيى قبل عيسى، كما مر، وربما قيل بتعدد يحيى بن زكريا، ولا يخفى بعده، وقد مرَّ بعض القول فيه ). إنتهى.
يقول العاملي: وبالغض عن سند الرواية الضعيف ودلالة مضمونها المجمل من حيثية حذف بعض الأوصياء والأنبياء عليهم السلام وما فيها من بقاء النبي يحيى بعد النبي عيسى عليهما السلام فإن غايتنا هي إثبات وجود النبي منذر وأنَّه إبن النبيّ شمعون الصفا بإتفاق الأخبار، وأنه مدفون في قريتنا مركبا في جبل عامل القريبة من منطقة الجليل في فلسطين، ومركبا أقرب قرية للجليل، وقبره مزار تُقضى عنده بعض الحوائج وتستجاب تحت قبته الدعوات..
ملاحظة هامة: الملاحَظ في هذه الرواية هو عدم وجود ذكر لآباء النبيّ والوليّ عليهما السلام نظير سيّدنا هاشم ومن علاه من آبائه الطاهرين وآبائه المطهرين أمثال سيّدنا عبد المطلب وعبد مناف (مولانا أبو طالب)عليهما السلام، مما يوجب الريبة في وصاية آباء وأجداد النبيّ والوصيّ عليهما السلام فيفرح بذلك من في قلوبهم مرض ممن يسيرون على خطى العامة العمياء الذين لا يعتقدون بعصمة آباء وأجداد النبيّ والوصيّ عليهما السلام ،فكيف نحلُّ هذا الإشكال؟!.
والجواب:إن هذه الروايات أرادت ترتيب أسماء أوصياء النبيِّ عيسى عليهم السلام من جهة كونهم من بني إسرائيل وموسى عليه السلام، لذا لم تشمل آباءَ النبي والوليّ عليهما السلام باعتبار كونهم - لا سيَّما مولانا عبد المطلب ومولانا أبي طالب عليهما السلام - من أوصياء جدِّهما النبيّ إبراهيم الخليل وإبنه النبي إسماعيل عليهما السلام، وبالرغم من ذلك كلّه، فإن سيّدنا أبي طالب عليه السلام كان كأبيه حافظاً لوصايا هؤلاء الأوصياء من جهة كونهم أوصياء بما هم أوصياء وليس بما هم أوصياء عيسى فحسب، فتأمل جيداً..والسلام عليكم
العبد الفاني المرابط على الثغر الذي يلي إبليس وجنوده محمَّد جميل حمُّود العاملي/ لبنان/بيروت/ بتاريخ 27جمادى الأولى 1431هجري / 2010 م. معدلة ومزيدة عام 1445 هجري .