ما حكم قراءة دعاء الفرج (يا محمّد يا عليّ.. يا صاحب الزمان الغوث الغوث) في قنوت الصلاة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إلى سماحة المرجع الديني الفقيه آية الله العلامة المحقق المدقق الكبير العارف بحديث أهل بيت العصمة الطهارة عليهم السلام الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله الشريف
السؤال:
ماحكم قراءة دعاء الفرج :(اللهم عظم البلاء وبرح الخفاء.... يا محمّد يا عليّ، يا عليّ يا محمّد، اكفياني فإنكما كافياي....)،والسؤال : هل يجوز قراءة هذا الدعاء في قنوت الصلاة الواجبة ؟
العبد الفقير
حسين ال حمدي
ــــــــــــــــــــــــ
الموضوع الفقهي:(ما حكم قراءة دعاء الفرج (يا محمّد يا عليّ.. يا صاحب الزمان الغوث الغوث) في قنوت الصلاة ..؟
بسم الله جلَّت عظمتُه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب: لا إشكال شرعاً في قراءة دعاء الفرج المقدَّس القائم على التوسل بالنبيِّ وأمير المؤمنين عليّ وبقية الله الأعظم الإمام الحُجَّة القائم المهدي (صلَّى الله عليهم أجمعين) في قنوت الصلاة الواجبة والمستحبة وهو مندرج في الذكر لله تعالى ولأهل البيت (صلوات ربي عليهم) ومناجاة الله تعالى بهم، باعتبار أن ذكرهم هو ذكر الله تعالى كما جاء في الأخبار الكثيرة ولم تحصر الأخبار الشريفة أوقات ذكرهم بزمنٍ دون آخر وبمكان دون مكان، بل هي مطلقة من دون تقييد في مكان أو زمان أو موضعٍ دون آخر.
هذا مضافاً إلى ما ورد في الخبرين المشهورين شهرةً عظيمة عن رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : (النظر إلى عليّ عليه السلام عبادة ). وقال صلّى الله عليه وآله: (ذكر عليّ عليه السلام عبادة ) وفي نصوص أُخرى (النظر إلى وجه عليّ عبادة).فمطلق ذكره عبادة من دون تقييد بدلالة حذف المتعلق الدال على عموم كون ذكره عبادة، سواء في المجالس العامة أو الخاصة، في الخلوات أو الصلوات..ووسوسة بعض الفقهاء في فتاويهم مدَّعين كون ذكره فديته بنفسي من كلام الآدميين..لهو كلامٌ لا يستحق الوقوف عليه والإعتداد به والإلتفات إليه عند كلّ فقيه ذي بصيرة قد ألقى السمع وهو شهيد، وذلك لأن كلام الآدميين لا يشمل ذكر آل الله تبارك ذكره - عنيت بهم رسول الله وأهل بيته الطيبين الأطهار (صلَّى الله عليهم أجمعين) – بل إن ذكرهم (صلوات الله عليهم) خارج من دائرة كلام الآدميين تخصصاً وتخصيصاً، "أي حكماً وموضوعاً" فهو عين ذكر الله تبارك اسمه طولياً أي في طول ذكر الله تعالى، بل هم الأسماء الحسنى التي يجب أن يُدعى إلى الله تعالى ويتوجه إليه بها..فقد جاء عن جابر عن إمامنا المعظَّم أبي جعفر الباقر عليه السلام قال:" نحن الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا، ونحن والله الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، إن الله تعالى خلقنا فأحسن خلقنا، وصوَّرنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه على عباده ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي عليه، وخزان علمه وتراجمة وحيه وأعلام دينه والعروة الوثقى والدليل الواضح لمن اهتدى.." .
وفي صحيحة معاوية بن عمار عن الإمام المعظم أبي عبد الله الصادق صلَّى الله عليه وآله في قول الله عز وجل: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " قال صلوات الله عليه وآله: نحن واللهِ الأسماءُ الحسنى التي لا يقبل اللهُ من العباد عملاً إلَّا بمعرفتنا ". وفي آخرها حذف أتمه النوري في المستدرك ج 5 ص 230 والمجلسي في البحار [قال فادعوه بها ]. والسر في ذلك هو لأنهم ( عليه السلام ) وسائل معرفة ذاته ووسائط ظهور صفاته وأرباب أنواع
مخلوقاته ولا يحصل لأحدٍ العلم بالأسماء كلها إلا إذا كان مظهرا لها كلها ولا يكون مظهرا لها كلها إلا إذا كان في جبلته استعداد قبول ذلك كله.
وفي صحيحة الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:" كلُّ ما ذكرتَ به اللهَ عزَّ وجلّ به والنبيَّ صلَّى الله عليه وآله فهو من الصلاة.." وفي خبر حمّاد بن عيسى عن بعض أصحابه عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال:" كلُّ ما كلَّمتَ اللهَ به في صلاة الفريضة فلا بأس..".
وقد فصَّلنا الإيراد على المانعين من المخاطبة مع المعصومين عليهم السلام في الصلاة في رسالة إستدلالية مختصرة حول دعاء الفرج المهدوي المنتهي بالإستغاثة بمولانا الإمام المعظَّم الحُجَّة القائم صلَّى الله عليه وآله فترقبوه..فيا كميل إطفئ السراج فقد طلع الصبح..!! والله وليُّ الصالحين..يا قائم آل محمَّد أغثنا يا مهجة القلوب..
كلبكم باسط ذراعيه بالوصيد
محمَّد جميل حمُّود العاملي
بيروت/بتاريخ 7 ذي الحجة 1445 هجري