حديث "من صلى عليَّ مرة لم تبق من ذنوبه ذرة" ضعيف سنداً ولكنه صحيح دلالةً وعليه شواهد وقرائن من الأخبار الكثيرة
الإسم: ****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على المرجع الديني الكبير الشيخ الجليل آية الله ، محمد جميل حمود العاملي ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالى أن يديم لكم الصحة والعافية والمعافاة ويرزقكم وإيانا الشهادة بين يدي صاحب الأمر وهو راض عنا
شيخنا الجليل ، سمعت أحد المعممين يقلل من شأن الحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه وآله //
من صلى علي مرة لم تبق من ذنوبه ذرة // ويقول ليس صحيح ولا يمكن قبوله ،فما هو ردكم عليه ،
وسؤالي الثاني عن السيد القاسم ابن اﻹمام الكاظم عليهما السلام ما هو رأيكم بالحديث المنسوب للإمام الرضا عليه السلام من لم يستطع زيارتي فليزر أخي القاسم ، وقبره مشهور عامر قرب مدينة الحلة في العراق
حفظكم الله وسدد خطاكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع العقائدي: حديث "من صلى عليَّ مرة لم تبق من ذنوبه ذرة" ضعيف سنداً ولكنه صحيح دلالةً وعليه شواهد وقرائن من الأخبار الكثيرة.
بسمه تعالى
الجواب على السؤال الأول: سؤالكم حول الحديث المتقدم" من صلى عليَّ مرة لم تبقَ من ذنوبه ذرة" خبر رواه المحدثون كالعلامة المجلسي والمحدث النوري وغيرهما وهو حديث صحيح من ناحية الدلالة ومدعوم بأخبار كثيرة تدل على صحته، كما أنه متوافق مع قوله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) فإذا كان الله تعالى يصلي على نبيه الكريم وصلاته عليه تعني مباركته والإفاضة عليه والقرب منه فكيف سيكون حال العبد المصلي عليه فهل يقبل البتري المنكر أن يكون أمر الله تعالى بالصلاة على نبيه عبثاً ولغواً..؟!! يبدو من المشكك أنه لا يؤمن بدلالة الآية ولا بالأخبار الكثيرة الدالة على عظمة الصلاة على النبي وآله ولا نضيّع وقتنا مع سفيه من سفهاء هذه الأمة الملعونة التي تركت عترة النبي محمد صلى الله عليه وآله واحسنت الظن بأعدائهم.
الجواب على السؤال الثاني: نقول كما قال الميرزا النوري في النجم الثاقب ج 2 ص 172:" والقاسم المذكور مدفون في ثمانية فراسخ عن الحلّة ، وعلى الدوام يذهب العلماء والأخيار لزيارته . وهناك حديث متداول على الألسنة مشهور انّه قال بهذا المضمون : " من لم يقدر على زيارتي فليزر أخي القاسم " ولم نعثر على هذا الخبر . ولكن في أصول الكافي خبر يدل على عظمة شأنه وعلوّ مقامه بما لا يتصوّر العقل : روى ثقة الاسلام في باب الإشارة والنص على الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، في خبر طويل رواه عن يزيد بن سليط عن الإمام الكاظم عليه السلام في طريق مكة ، وفيه انّه عليه السلام قال له : " أخبرك يا أبا عمارة انّي خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان ( يعني الإمام الرضا عليه السلام ) وأشركت معه بَنِىَّ في الظاهر وأوصيته في الباطن ، فأفردته وحده . ولو كان الأمر اليّ لجعلته في القاسم ابني ، لحبّي إيّاه ، ورأفتي عليه ، ولكن ذلك إلى الله عز وجل يجعله حيث يشاء ". والحديث ضعيف سنداً وهو مثبت في أصول الكافي ج 1 ص 313 ح14 .وبالرغم من ضعفه إلا أنه يمكن تأويله بما يتوافق مع الأُسس العقدية عندنا وهو: أن الأمر بيد الله في قضية تنصيب الإمام عليه السلام، فإنه تعالى هو من ينصب الإمام، فهو يختار للناس الإمام وليس للناس أن يختاروا النبي والإمام عليهما السلام، والله العالم.
العبد الأحقر الفاني محمد جميل حمود العاملي
لبنان /بيروت بتاريخ 27 محرم 1438 هجري