مَن قاتل الإمام المعظّم أبا عبد الله الحسين سلام الله عليه أكثرهم من الكوفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة الشيخ العزيز
هل اهل الكوفة من قتل سيد الشهداء عليه السلام؛ ام اهل الشام؟
*****
القسم الفقهي: مَن قاتل الإمام المعظّم أبا عبد الله الحسين سلام الله عليه أكثرهم من الكوفة.
بسمه تعالى
الجواب: إن من قتل مولانا الإمام المعظّم أبا عبد الله الحسين صلى الله عليه وآله فريقان من اتباع يزيد وجنده هما: اهل الكوفة وأهل الشام والبصرة، وأكثر الجنود التي حُشِرَت لقتاله هم من اهل الكوفة، بل إن أكثر قادة جيش عمر بن سعد كان من الكوفيين كعمرو بن الحجاج والشمر وشبث بن ربعي وأضرابهم كانوا من الكوفة وإن كان بعضهم سابقاً من أهل المدينة إلا أنهم سكنوا الكوفة وتناسلوا فيها، لذا فهم من أهل الكوفة، فالعبرة بوطن السكن وليس بوطن الآباء والأجداد فحسب...ومما يدل على ما أشرنا إليه هو أمران:
الأمر الاول: إن الرسائل التي وصلت الى إمامنا المعظم أبي عبد الله الحسين عليه السلام وقد ناهزت الإثني عشر الف رسالة هي من أهل الكوفة يطلبون منه روحي فداه القدوم إليهم لنصرته على يزيد لعنه الله تعالى وقد لبَّى طلبهم _ وهو عالم بأنهم سيغدرون به- بإرسال صهره وابن عمه العزيز عليه مولانا مسلم عليه السلام؛ ليُريهم ويُري العالمَ بأسره- الماضي والحاضر والمستقبل- بأن اهل الكوفة هم مَن غدروا به، وقد احتج عليهم يوم الطّف ورمى برسائلهم على الارض لما أنكروا مراسلته وقال لهم بما معناه:" ها هي رسائلكم تطلبون فيها التعجيل بقدومي إليكم".
الامر الثاني: إن مولاتنا الصديقة فاطمة بنت الإمام الحسين سلام الله عليها قد صرّحت في خطبتها في الكوفة كيف أنهم غدروا بأخيها وقاتلوه فقالت:( أما بعد يا أهل الكوفة يا اهل المكر والغدر والخيلاء- اي التكبر- فإنّا أهل بيت ابتلانا اللهُ بكم وابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسناً وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا، فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمته وحجته في الارض لبلاده وعباده، أكرمنا الله بكرامته وفضّلنا بنبيه محمَّد صلى الله عليه وآله على كثيرٍ مِمَن خلق تفضيلاً بيّناً فكذبتمونا وكفرتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً واموالنا نهباً كأنّا أولاد ترك أو كابل كما قتلتم جدَّنا بالأمس - أي في حرب القادسية مع عمر بن الخطاب والبصرة مع عائشة في معركةالجمل- وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم...) الى آخر خطبتها الشريفة التي كشفت فيها عن مكر وغدر أهل الكوفة..!! كما كشفت مولاتنا الصديقة الكبرى الحوراء زينب سلام الله عليها عن مكر اهل الكوفة وغدرهم فقالت:(يا اهل الكوفة سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه فتبّاً لكم وسحقاً..) الى آخر خطبتها الشريفة التي بيّنت فيها مشاركتهم بظلم سيّد الشهداء واهل بيته الاطهار عليهم السلام.
وهكذا فعل مولانا الإمام المعظّم السجاد سلام الله عليه حيث كشف عن غدر أهل الكوفة وقتلهم لأبيه وعياله وأصحابه عليهم السلام..فراجعوا البحار ج ٤٥ ص ١١٢ .
والله تعالى هو الوليُّ الحميد...والسلام.
العبد المتربص محمّد جميل حمُّود العامِلي
بيروت بتاريخ ١٧ محرم عام ١٤٤٠ هجري.