لا يجوز للبائع أن يشترط على المشتري ثمنين على مبيعٍ واحد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسأل الله أن يحفظكم بحفظه وأن يرعاكم برعايته الكريمة ببركة الصلاة على محمد وال محمد ...
اني أعمل في بيع كارتات الشحن للموبايل(الرصيد) في الحاضر والأقساط، كارت فئة ٥ آلاف دينار في القسط ب ٧ آلاف دينار، وكارتفئة ١٠ آلاف في القسط ١٣ الف دينار وكارت فئة ٢٥ الف دينار في القسط ٣٢ الف دينار.
اما في الحاضر كما هو موجود في الأسواق والمتعارف عليه......
(سؤالي هو: هل يجوز بيع كارتات الشحن (الرصيد) قسط والتسديد يكون نهاية كل شهر).
افتونا يرحمكم الله..
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته .
علي آل ناجي السوداني
الموضوع الفقهي: (لا يجوز للبائع أن يشترط على المشتري ثمنين على مبيعٍ واحد..).
بسم الله جلَّت عظمتُه
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الجواب: التفاوت في المبيع بأيِّ شكلٍ كان نوع هذا المبيع، يعتبر باطلاً ، كما لو باع البائع للمشتري شيئاً بثمنٍ حالاً ونقداً بأزيد منه مؤجلاً،أو فاوت بين أجلين في الثمن كأن يقولَ البائعُ للمشتري: بعتك حالاً - أي الآن - بمئةٍ، وإلى شهرٍ بمأتين، أو مؤجلاً إلى شهرٍ بمئةٍ ، وإلىشهرين بمائتين، ففي هذه الحالة تكون المعاملة باطلةً عند مشهور فقهاء الإمامية وهو الظاهر عندنا أيضاً، وذلك لجهالة الثمن بسبب ترددهبين الثمنين، ولتصحيح المعاملة يُفرض على البائع أن يحدّد الثمن بالربح الذي يريده حاضراً وحالاً، فلا يشترط الزيادة المؤجلة، فمثلاً علىبائع كارت التشريج أن يحدد سعره الثابت الذي يريده من المشتري سواء كان البيعُ نقداً أو نسيئة أي - مؤجَّلاً الى شهرٍ او شهرين - إلخ،ولا يجوز للبائع أن يبعِّض بالثمن للمشتري، فيبيعه نقداً بسعرٍ محدًّدٍ، وبالتقسيط يزيد عليه السعرَ أو الثمنَ...فهذه معاملة ربوية لا يجوزللمؤمن تعاطيها؛ ذلك لأن البائع يريد الربح الزائد في المبيع المؤجل على الربح في المبيع النقدي؛ فهو يحصل على ربحٍ زائد على الربح بالمبيعالنقدي؛ وهذا المبيع بهذه الكيفية مفسد للمعاملة لدخولها في الربا المحرّم شرعاً في الكتاب الكريم وسنّة النبيِّ وآلِه الطاهرين صلّى اللهعليهم أجمعين..فقد روي عنهم النهي عن بيعين في بيعٍ، قال إمامنا الصادق المصدَّق صلوات الله عليه :( نهى رسول الله صلّى الله عليه وآلهعن سلفٍ وبيع، وعن بيعين في بيع، وعن بيع ما ليس عندك، وعن ربح ما لم يضمن.). وفي موثقة عمّار الساباطي عن إمامنا المعظم الصادقعليه السلام قال:( بعث رسول الله صلى الله عليه وآله رجلاً من أصحابه والياً فقال له: إنّي أبعثك إلى أهل الله يعني مكة، فانهيهم عن بيع مالم يقبض، وعن شرطين في بيع، وعن ربح ما لم يضمن).
والله العالم
وهو يتولّى الصالحين
غىيب الديار محمًّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت بتاريخ ٤ جمادى الثانية ١٤٤٤ هجري قمري.