هل قبور اصحاب الكهف في العراق..؟
٣١١/١) الإرشاد: رَوَى اَلمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام)، قَالَ: «يَخْرُجُ مَعَ القَائِمِ (عليه السلام) مِنْ ظَهْرِ الكُوفَةِ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ رَجُلاً خَمْسَةَ عَشَرَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى (عليه السلام) اَلَّذِينَ كَانُوا يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ، وَسَبْعَةٌ مِنْ أَهْلِ الكَهْفِ، وَيُوشَعُ بْنُ نُونٍ، وَسَلْمَانُ، وَأَبُو دُجَانَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَالمِقْدَادُ، وَمَالِكٌ الأَشْتَرُ، فَيَكُونُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَنْصَاراً وَحُكَّاماً»(٤١٠).
وقد مرَّ تحت رقم (١٨٢/١٣) و(٢٨٧/٦).
مولاي العزيز
هل أصحاب الكهف مدفنهم بالعراق؟.
الموضوع الفقهي العقائدي:( هل قبور اصحاب الكهف في العراق..؟).
المحتويات
١- خروج هؤلاء الاولياء وفيهم نبيّ عظيم هو يوشع بن نون لا يستلزم ان يكونوا قد دفنوا في ظهر الكوفة اي وادي السلام في النجف.
٢ - جملة من هؤلاء قد دفنوا خارج العراق.
٣ - أهل الكهف عاشوا في اليونان ودفنوا في احد جبالها.
٤ - الظاهر عندنا بل المقطوع به ان النبي يوشع مدفون في البقاع اللبناني.
٥ -رؤيا العبد العاملي حول حقيقة قبر النبي يوشع في البقاع اللبناني .
٦ - الصديقة الصغرى مولاتنا صفية بنت الإمام الحسين عليهما السلام مدفونة ايضاً في البقاع اللبناني قرب ضريح النبي يوشع.
٧ - تعارض بدوي بين الرواية وبين السيرة القطعية الدالة على أن ثلة من هؤلاء الاولياء دفنوا في مناطق شتى.
الجمع بين الرواية وبين السيرة القطعية .
٨ - ماذا نفهم من الرواية المتقدمة..؟ وعلامَ تشير..؟
بسمه تعالى
وعليكم السلام
الجواب: ما جاء في الرواية المتقدمة من أن ثلة من صحابة أمير المؤمنين علي صلى الله عليه وآله وثلة من قوم النبي موسى يوشع بن نون وأهل الكهف، أنهم يخرجون من ظهر الكوفة لنصرة إمامنا الحُجَّة القائم (صلوات الله وسلامه عليه) لا يعني بالضرورة العقلية أنهم مدفنون بظهر الكوفةاي وادي السلام في النجف وذلك لأن جملة من هؤلاء مدفنون في أماكن متعددة خارج العراق، فمثلاً أهل الكهف عاشوا في اليونان التي بسطت سلطانها على بلاد الشام ومنه الأردن الذي هو جزء من فلسطين؛ فالمشهور انهم دفنوا في إحدى مغاور الاردن ويقال إنهم دفنوا في فلادلفيا اليونانية..ويوشع بن نون له مقامات متعددة في بلاد الشام والعراق، ولكن المقطوع به عندي أنه دفن في منطقة بعلبك في شمال لبنان وكنت مواظباً على زيارته كلّ ليلة أربعاء للتشرف برؤيته الشريفة وحصل معي أمر غريب في مقامه فتوسلت بالإمام القائم صلَّى الله عليه وآله في أن يحقق لي ما نويته في سري، فنمت فجأة من دون إختيار - وليس من عادتي النوم في المقامات الشريفة - في المقام ورأيت الإمام الحجة القائم روحي فداه في المقام فقمت من نومي فشاهدت الإمامَ المهدي روحي فداه يخرج من المقام وقد أثبت عليه السلام لي بكرامة حصلت في المقام تدل على أن النبي يوشع مدفون في هذا المقام الشريف...وكنت قبل ذلك أبحث في أوراق التاريخ لكي اهتدي الى موضع قبر النبي يوشع فوجدت روايةً تاريخية مطابقة للرؤيا التي شرفني الله تعالى بها في مقام النبي يوشع عليه السلام حيث إن العلامة المجلسي ذكر أن النبيَّ يوشع إستشهد في بلقاء الشام وهي بعلبك وضواحيها ودفن في الموضع الذي قُتِلَ فيه وهي البقعة المباركة في بعلبك تبعد حدود فرسخين تقريباً عن مقام سيدتنا الصدّيقة الصغرى صفية بنت الإمام الحسين عليهما السلام بجنب قرية مقنى بمكان يُعرَف بتلّ السيّدة صفية صلوات الله عليها ومدفنها في هذه المنطقة شبه مقطوع بصحته تاريخياً وتظهر كرامات عند قبرها الشريف ..
والحاصل: إن النبيَّ يوشع مدفون في بلقاء الشام بعلبك ..وسلمان مدفون في المدائن العراقية وأبو دجانة الانصاري مدفون إمّا في تركيا كما هو مشهور بين الاتراك وله مزار لقبره في إسطنبول؛ أو دفن في مكان آخر لعلَّه في العراق..وأمّا المقداد فيقال إنه مدفون في المدينة وقد مات بالجرف..والأرجح أنه مدفون في غيرها وقد مات شهيداً ..وأمَّا مالك الاشتر فالمشهور أنه مدفون في مصر لأنه استشهد فيها...
(ومهما يكن الأمر): إن المقطوع به عندي أن بعضاً ممن ذكرتهم الرواية لم يُدفَنوا في العراق..فكيف نجمع بين ما هو مقطوع بمدفنهم خارج العراق وبين هذه الرواية الصريحة بخروجهم من ظهر الكوفة اي وادي السلام...؟
الجواب: إن الرواية صريحة برجعتهم الى الحياة من ظهر الكوفة لكي ينصروا الإمام القائم عليه السلام وليست صريحة بأنهم يخرجون من قبورهم في ظهر الكوفة؛ بل هي صريحة بالخروج من ظهر الكوفة؛ والخروج أعم من ان يكون من القبور؛ وذلك من خلال إحتمالين لا ثالث لهما وهما ما يلي:
١- أن أرواحهم بعد موتهم كانت في وادي السلام ولكن أجسادهم كانت في بلدان شتى..فجمع الله تعالى أجسادهم مع أرواحهم التي كان موطنها وادي السلام لينصروا الإمام القائم صلوات الله وسلامه عليه.
٢ - أن تكون أرواحهم مع أبدانهم التي دُفِنَت في أماكن متعددة؛ فجاءت الأرواح والأبدان الى ظهر الكوفة بكرامةلنصرة إمام الزمان عليه السلام..
الإحتمال الثاني لا نعوّل عليه لأنه معارِضٌ للأخبار الكثيرة التي دلت على أن أرواح المؤمنين في شرق الارض وغربها مجتمعةٌ في وادي السلام حُلَقاً يتحدثون ويتزاورون ويتنعمون..فيتعين الإحتمال الاول لكثرة الاخبار الدالة على أن أرواح المؤمنين تجتمع بعد مفارقتها للأبدان في وادي السلام اي في ظهر الكوفة..والله وليُّ المتقين..والسلام.
عبد الإمام الحجّة القائم صلى الله عليه وآله/ محمّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت بتاريخ ٢٢ محرّم الحرام ١٤٤٤ هجري قمري.
