• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (22)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (13)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (26)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (464)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1232)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (101)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (19)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي تاريخي (6)
  • فقهي أصولي (11)
  • شعائري / فقهي شعائري (30)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (16)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (30)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : الفقه .

        • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .

              • الموضوع : قصُّ الأظافر واجبٌ على الرجل والمرأة معاً من دون تخصيصٍ.. .

قصُّ الأظافر واجبٌ على الرجل والمرأة معاً من دون تخصيصٍ..

 

بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
جناب آية الله المحقق الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي دامت تأييداته
 نرجو منكم أن تبيّنوا لنا حقيقة فقهية إلتبست على أحد المراجع في النجف أفتى بجواز تطويل المرأة أظافرها بدعوى وجود رواية في كتاب "من لا يحضره الفقيه" للشيخ الصدوق في باب غسل الجمعة وآداب الحمام حديث رقم 92؛ فما نظركم الشرعي حول هذه المسألة..؟
 دمتم مسددين وفقكم الله تعالى لمرضاته
تلميذكم البار أبو حسين / بيروت .    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله جلَّت عظمتُهُ
الموضوع الفقهي: (قصُّ الأظافر واجبٌ على الرجل والمرأة معاً من دون تخصيصٍ..).
     وعليكم السلام ورحمته وبركاته
     الجواب: المشهور بين فقهاء الإمامية هو كراهة ترك قصّ الأظافر للرجال والنساء معاً من دون تخصيصٍ بالرجال، ويستحب القصّ على الرجل والمرأة كلّ يوم جمعة أو كلّ وقت تطول فيه الأظفار ولو قبل يوم الجمعة..وقد استدلوا على ذلك بما روي عن موسى بن بكر قال للإمام الصادق عليه السّلام: إنّ أصحابنا يقولون: إنّما أخذ الشّارب والأظفار يوم الجمعة، فقال:(سبحان اللَّه خذها إن شئت في يوم الجمعة وإن شئت في سائر الأيّام ).
    وجاء  في خبرٍ يشير إلى جواز ترك شيء من أظافر المرأة معللاً بأنه أزين للمرأة، وقد رواه الشيخ الصدوق مرسلاً في كتابه (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 74 ح رقم 316 باب غسل الجمعة وآداب الحمام)؛ ورواه الكليني في الجزء السادس من كتابه (فروع الكافي، باب قصّ الأظفار ص491 ح 15) بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني قال: (قال رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للرجال قصوا أظافيركم؛ وللنساء اتركن من أظفاركنَّ فإنَّه أزين لكُنَّ).ولم يذكر الواسطة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله ولكنَّ المحدث الحر العاملي ذكر الواسطة وهو الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام..وهو واضح باعتبار أن السكوني الكوفي  (إسماعيل بن أبي زياد) كان ممن روى كثيراً عن الإمام الصادق عليه السلام، وقد وقع الخلاف في السكوني من حيث تشيعه باعتباره كان من العامة، والشيخ الصدوق لا يعمل بروايته منفرداً، فقد ذكر في كتابه (الفقيه) ج 4 ص 249 باب 174 ح 1 تعقيباً على رواية عن أمير المؤمنين عليّ صلّى الله عليه وآله أنه ( كان يورّث المجوسي إذا تزوج بأمه وبأخته من وجهين: من وجه أنها أمه ومن وجه أنها زوجته..).
   والحاصل: إن خبر السكوني شاذٌّ من حيثية تفرده بنقل هذا الخبر، وقد أعرض عنه مشهور فقهاء الإمامية بسبب ضعف سنده وشذوذ دلالته، فلا يُعوَّل على كلّ من اعتمد على هذا الخبر ممن في قلبه زيغٌ ومرضٌ..وللأهواء دخلٌ في تمسكهم به، أجارنا الله تعالى من مضلات الفتن وظلمات القبور والعقاب في البرزج ويوم النشور، بجاه النبيّ وآله سادة الملك والملكوت واللاهوت..
   ومهما يكن الأمر: إن المشهور قالوا باستحباب قصّ الأظافر للرجل والمرأة معاً من دون إستثناء، وبعض الشواذ منهم جمعوا بين العمومات الدالة على استحباب القصّ للرجل والمرأة، وبين الخبر الدال على ترك المرأة شيئاً من أظافيرها متمسكين بالتعليل الوارد في خبر السكوني الكوفي (بأنَّه أزين لكُنَّ )؛ وقد حملوا خبر السكوني على ترك شيءٍ من أظافيرهنّ بمعنى أنهن لا يبالغن في قصِّها كما يبالغ الرجال، بل يتركن شيئاً كما يستفاد من لفظة " مِن" التبعيضية. 
   يرد على الإستدلال المذكور بعدة وجوهٍ هي التالي:
     (الوجه الأول): القول باستحباب قصّ الأظافر للرجل والمرأة خلاف مادة الأمر الواردة في الخبر مخاطباً للرجال (قصوا) فإنَّها ظاهرة في الوجوب لا الإستحباب..فلا أدري من أين جاؤوا بالإستحباب..؟! ولو أراد المعصوم عليه السلام الإستحباب لكان نصب قرينةً على ذلك، وحيث لم ينصب قرينةً على الإستحباب، دل الأمر المدلول عليه بما يفيد صيغة (إفعل) على الوجوب؛ فالأصل في صيغة (إفعل) وما يفيد معناها هو الوجوب حتى تأتينا قرينة على العكس؛ وبالرغم من كلّ ذلك فهناك قرائن واضحة تؤكد الوجوب منها: أن قصّ الأظافر من الفطرة الحنيفية التي أُمر المؤمنون بفعلها كالختان وقص العانة أو حلقها وقص الشارب..إلخ ؛ كما جاء في الأخبار..فهذه نحملها على الوجوب لا الإستحباب؛ ومنها ما ورد في الأخبار من أن الشيطان يختبئ تحت الشعر سواء أكان شعر العانة أو الشارب أو الأظافر..وكل ما يوجب إختباء الشيطان تحته تجب إزالته..فالإبتعاد والنفور من الشيطان واجب عقلاً وشرعاً لا أنه مستحب..فتأمل.
    (الوجه الثاني): إن خبر السكوني ضعيف من حيثية موافقة الفقرة ( محل البحث ) لمناهج الفرق الضالة كالصوفية والمسالك الفاسقة، وكلُّ ما كان موافقاً لهم فهو مردود ومطروح، من هنا هجر مشهور فقهاء الإمامية خبر السكوني ولم يعملوا بمضمونه حتى بناءً على أن خبر السكوني قويٌّ سنداً؛ فلا عبرة بصحة السند ما دام المضمون مخالفاً للعمومات ومتوافقاً مع فقه العامة العمياء والأديان الكافرة والمسالك المنحرفة كالعلمانيين والفاسقات والفاسقين..!!
    فخبر السكوني مردود وكذلك غيره مما يصب في خانته لا سيَّما ما رواه الطبرسي في مستدرك وسائل الشيعة ج 1 ص 415 عن دعائم الإسلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنَّه أمر النساء بتطويل أظافرهنَّ، فقال: (يا معشر الرجال قصوا أظافيركم؛ وقال للنساء طولن أظافيركن فإنه أزين لكُنَّ..)؛ فالعجيب الغريب من هذا المحدث الشيعي يروي هكذا روايات يلصقها برسول الله صلّى الله عليه وآله.... !! والأعجب منه ما رواه المجلسي في البحار ج 73 ص 125 باب تقليم الأظفار أيام الإسبوع عن الراوندي بإسناده عن نوادر الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ( يا معشر الرجال قصوا أظافيركم؛ وقال للنساء: طولن أظافيركن فإنه أزين لكن ). انتهى.
   فخبر السكوني يأمر بترك بعض أظافرهنّ، بينما خبر الرواندي يأمر بالتطويل..ثمة تشويش وأضطراب في رواية الأخبار التي دسّها المخالفون ومن في قلبه مرض في أخبارنا وأخذها الأخباريون أخذ المسلمات والضروريات من دون دراية وتأمل..قصاصون يروون من دون روية وتدبر بل هو جهل صريح في كيفية معالجة الأخبار المتعارضة والمتوافقة مع المناهج والمسالك المنحرفة والأديان الفاسدة الكاسدة..؟!!
    (الوجه الثالث): خبر السكوني يعارضه خبر الجعفريات ( باب تقليم الأظافير ح رقم 142 ) بإسناده عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام قال: ( قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم قصوا أظافيركم فإنه أزين لكم ). فخبر السكوني يأمر بترك بعض الأظافر لأنه أزين للنساء، بينما خبر الجعفريات يشير بأن القصّ هو أزين للرجال..وخبر المجلسي المتقدم الآمر بتطويل أظافر المرأة يتعارض مع الأخبار الأخرى الآمرة بالتقليم للرجال والنساء..فهل يُعقل تصور الجمع بين النقيضين: خبر يأمر بتقليم الأظافر للرجال وآخر يأمر بالتطويل، وثالث يأمر النساء بالتطويل ورابع يأمر بترك شيءٍ من أظافر المرأة..!! فخبر الجعفريات واضح في بيان أن قص الأظافر هو أزين للرجال والنساء معاً، ذلك لأن ضمير الجمع في ( أظافيركم) يشمل الرجال والنساء معاً.. فما بالهم كيف يحكمون وفي تنقية الأخبار من التعارض هم جاهلون..! لا نلومهم لأن همَّهم هو جمع الأخبار للاحقين لهم، ولا يجوز للعوام أن يسرحوا في الأخبار كيفما شاءت قرائحهم، كما نلاحظ اليوم على ساحتنا الشيعية، صار بائع الخضار والفران يريد أن يستنبط الأحكام من الأخبار، من هنا ثلة من المشايخ يستعرضون آرائهم على المواقع الإلكترونية بحجة أنهم علماء فيبيحون للآخرين تحليل الحرام وتحريم الحلال..وما تحليلهم لسقوط الخمس في غيبة إمامنا الحجة القائم المهدي وحرمة التقليد عنكم ببعيد..!!     
    (الوجه الرابع): إن تقليم الأظافر هو أحد الحنيفيّة العشرة، وهي: ( خمس في الرأس: المضمضة، والاستنشاق، والسّواك ، وقصّ الشّارب، والفرق لمن طوّل شعر رأسه، ومن لم يفرق شعره فرقه اللَّه يوم القيامة بمنشار من نار، وخمس في البدن وهي: الاستنجاء ، والختان ، وحلق العانة ، وقصّ الأظافير ، ونتف الإبطين )؛ فقد حلط في الحديث المستحب مع الواجب، ولا يضر التمسك به في وجوب تقليم الأظافر لقيام القرائن المنفصلة على وجوبه ككون ترك القص مخبئاً للشيطان ومأوى له كما أشرنا آنفاً، فهو نظير وجوب الختان والإستنجاء ولم يفتِ أحدٌ من فقهاء الإمامية بإستحبابهما بل هما واجبان شرعاً..مضافاً إلى أن هناك فقرات في العشرة الحنيفية يمكن استفادة الوجوب منها كفرق الشعر لمن كان طويل الشعر وقصّ الشارب باعتبار أن عدم قصّه يعتبر تشبهاً بالجبارين والفسقة والصوفيين من الشافعية والمجوس واليهود والنصارى من جهة؛ ولأنَّه مخبأٌ للشيطان ومأوى للأوساخ والنتن وهي جنود إبليس اللعين من جهةٍ أُخرى..وكلُّ ذلك يجب دفعه والتحرز منه عقلاً وشرعاً، فالتحرز من الشيطان واجب شرعاً وليس مستحباً كما زعموا..فتأمل.
   (الوجه الخامس): إن الأخبار التي سيقت لبيان حكم تقليم الأظافر تشير إلى الغاية منها وهي إبعاد مقيل الشيطان تحتها، وهو أمر يجب التنزه عنه والإبتعاد منه، - وليس مستحباً كما يميل إلى ذلك ثلةٌ من فقهاء الإمامية - ولا يكون إبعاد الشيطان إلَّا بالقصّ، ولا يكفي التنظيف من دون قصٍّ، وذلك لأن التنظيف صعب عسير في كلّ فترة زمنية يدخل فيها الإنسان إلى المرحاض للتغوط..فيجب على الرجل والمرأة بل الطفل المميّز الذي يجيد التطهير من الغائط من أن يقصوا أظافرهم مراعاة للطهارة والنظافة..ومهما بالغ الإنسان بتنظيف أظافره بعد الإستنجاء من الغائط فلا ريب في أنه يكون قد لوَّث ثيابه وبعض أجزاء بدنه خلال الإستنجاء بسبب علوق بعض الذرات الدقيقة التي لا يلتفت إليها المستنجي من الغائط إلَّا بعد الإنتهاء من الإستنجاء، فهذه الذرات تكون مخبأةً تحت الظفر أو على جوانب الظفر الملتصق بلحم الإصبع أو الأصابع؛ وهو ملحوظ بدقة عند كلّ مؤمن متفقهٍ بأحكام الطهارة من النجاسات والتي من أهمها:" الإستنجاء ".
      بل نزيدكم تفصيلاً آخر - ولا حياء في بيان تفاصيل الأحكام - هو: أن الإستنجاء من الغائط لا يتم إلَّا بواسطة الإصبع الوسطى من اليد اليسرى، فلا يكفى إزالة الغائط عن حلقة الدبر الظاهرية إلا بإدخال شيءٍ يسير من الإصبع في حلقة الدبر لكي تتم إزالة المتبقي من الغائط في تلافيفها وحوافيها..فالإدخال اليسير للإصبع مرافقاً للظفر يخدش حلقة الدبر..فلا بدَّ من قصّ الأظافر - لا سيّما اليد اليسرى - لكي تتم عملية الإستنجاء من دون أن يترك المستنجي شيئاً من ذرات الغائط العالقة في حوافي الحلقة وتلافيفها.. فالمرأة التي تترك أظافيرها كمخالب القطة أو تترك شيئاً من أظافيرها، لا نحرز لها الطهارة أصلاً، بل إن كلّ تقلباتها في بيتها محكومة بالنجاسة والمتنجسات.. فتأملوا يرحمكم الله تعالى..!
   ولا فرق في هذه الناحية بين من تترك أظافيرها كاملةً من دون قصّ متشبهةً بالسباع والقطط، وبين من تترك بعضاً منها، فمقيل الشيطان متحقق في كلتا الحالتين: الترك الكامل للقصّ والتقليم وترك بعضٍ منها كما هو ملاحظ عند الداهيات من النساء اللواتي يتذاكين ويتشاطرن على أحكام الشرع في قصّ الأظافر.. فنراهنّ يقلّمن أظافرهنَّ ويتركن بعضاً منها بحجة أنهنَّ لا يقدرن على قصهنَّ بالكامل فيحفرن تحت الأظافر خارجاً عن حدِّه الطبيعي فيبدو كأنها لم تقص أظافرها..تحتال وتخادع لأجل أن تظهر أمام رفيقاتها أو الرجال بأن لها أظافر ناعمة تعطيها الجمال في اليدين كما يظننَّ ويتخيلن..! فهذا الفعل هو من دهائهن ومكرهنَّ، وما دهاؤهن سوى من تلبيسات الشيطان الرجيم، فهنَّ جنوده بهنَّ يصول وبهنَّ يجول كما جاء في الأخبار الكاشفة عن كيد النساء واحتيالهنَّ على الشرع المبين..!! .
    وبالجملة: إن لليد اليسرى إعتناءٌ خاص في أحكامنا الشرعية في كيفية استخدامها في عملية الإستنجاء والإستبراء، وقد عقد فقهاء الإمامية باباً خاصاً فيهما لتعليم المؤمنين كيفية الإستبراء من البول باليد اليسرى وعلى وجه الخصوص الإصبع الوسطى، مقتصرين على الإصبع الوسطى في الإستبراء؛ فقد ذكر الشهيد الثاني في كتابه (الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفلية ص 38 باب مستحبات الخلوة :"  ووضع الإصبع الوسطى في الاستبراء تحت المقعدة والمسح بها إلى أصل القضيب ثمّ يضع الإصبع المسبّحة تحته والإبهام  - بكسر الهمزة - ( فوقه وينتره باعتماد ثم يعصر الحشفة كلّ واحد من المسح والنتر والعصر ثلاثا ثلاثا". ولم يتعرضوا لكيفية إستخدام الإصبع الوسطى في الإستنجاء من الغائط، ولعلَّهم قاسوا الإستنجاء على الإستبراء، وتركوا الأمر إلى المكلّفين يختارون الإصبع الذي يشاؤون..ولكنه تقصير منهم في البيان والأداء لأنهم ينقلون عن بعضهم البعض وبالتفاصيل المنسوخة (نسخٌ ولصقٌ) بحسب التعبير الإلكتروني المعاصر..!! 
    ومهما يكن الأمر: فإنَّ الفطرة تأمر بالأسهل على المكلَّف حال الإستنجاء سواء حصل بالإصبع الوسطى أو البنصر أو السبابة من اليد اليسرى لا اليمنى فإنَّه غير جائز بحسب نظرنا الفقهي وهو خيرة جماعة من المتقدّمين..فالمهم أن تتم عملية التطهير من الغائط وإن كان المعتمد في غسل الدبر هو على الإصبع الوسطى لأنه أمكن وأسهل في التطهير وإزالة الغائط عن حلقة الدبر..
 وكأنَّ من حكمة الله تعالى في خلق اليد اليسرى في الإنسان لكي تعينه على هاتين الحالتين: الإستبراء والإستنجاء، ذلك لأن الإستنجاء باليد اليمنى متعسر عند الأغلب تارة؛ ولأن اليمنى مخصوصة لتناول الطعام والشراب فينزهان عن اليسرى تارة أُخرى.
    (عودٌ على بدء ): هنا لا بُدَّ لنا من استعراض النصوص الكاشفة عن أن الشيطان يختبئ تحت أظافر المرأة والرجل معاً، كما يخبو تحت شعر الشارب عند الرجل يأكل معه ويشرب..فلقد روى لنا المحدّث الحُرّ العاملي في وسائل الشيعة باب 80 من أبواب آداب الحمام وهي ما يلي:
 - 1[ 1711 ]  - محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويدر الرزق .
[ 1712 ] 2 -  وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عمن ذكره عن أيوب بن الحر ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: إنما قصوا الأظفار لأنها مقيل الشيطان ، ومنه يكون النسيان .
  وفي نسخة بحار الأنوار ج 73 ص 123 التعليقة على الخبر رقم 12 هكذا: ( إنَّما قُصَّت الأظفار..).
 [ 1713 ] 3 -  وعنهم، عن أحمد، عن محمد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن حذيفة ابن منصور ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: إن أستر وأخفي ما يسلط الشيطان من ابن آدم أن صار يسكن تحت الأظافير .
 [ 1714 ] 4 -  وعنهم، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله  عليه السلام قال: من السنة تقليم الأظفار .
[ 1715 ] 5 -  وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: احتبس الوحي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقيل له : احتبس الوحي عنك ؟ ! فقال: وكيف لا يحتبس وأنتم لا تقلمون أظفاركم ، ولا تنقون رواجبكم ؟ ! .وفي نسخة بحار الأنوار ج 73 ص 123 في التعليقات على الحديث رقم 12: (ولا تنقون رائحتكم) ؛ والصحيح هو (ولا تنقون رواجبكم).
ورواه عبد الله بن جعفر الحميري في ( قرب الإسناد ) : عن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، مثله أي (ولا تنقون رواجبكم). والرواجب هي: مفاصل أصول الأصابع..
[ 1716 ] 6 -  محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن موسى بن بكر، أنه قال للصادق عليه السلام: إن أصحابنا يقولون: إنما اخذ الشارب والأظفار يوم الجمعة، فقال: سبحان الله ، خذها إن شئت في يوم الجمعة ، وإن شئت في سائر الأيام .
 [ 1717 ] 7 – قال الشيخ الصدوق : وقال ( عليه السلام ) لأحد المؤمنين: قصها إذا طالت .
    يتضح من خلال هذا السرد الأمور التالية:
  الأمر الأول:أن قصّ الأظفار سُنَّة..والسُنَّة هنا واجبة وليست مستحبة..ويشهد لما قلنا:ما رواه المجلسي في البحار ج 73 ص 123 عن إمامنا الصادق عليه السلام قال: (يدفن الرجل شعره وأظافيره إذا أخذ منها وهي سُنَّة ). قال في كتاب المحاسن: وهي سنة واجبة . إنتهى. ومثله ما قاله الطبرسي في مكارم الأخلاق ص 66.
   وشاهدنا في رواية المحاسن هو في معنى السُنَّة في دفن الشعر والأظافر، وحيث ورد في الرواية السابقة بأن ( من السنّة تقليم الأظفار) فهي سُنَّة واجبة، فنستفيد من ذلك أن تقليم الأظفار واجب على الرجل والمرأة معاً من دون تبعيض في القصّ بين الرجل والمرأة، كأن يجب القصّ على الرجل ولا يجب على المرأة كلياً..كلا ثم كلا ! فلا فصل بينهما..وما هو المائز بينهما ما دام المِلاك في الحكمة من التقليم واحداً وهو كون الشيطان يقيل تحت الأظافر..؟؟! فهل يقيل تحت أظافر الرجل ولا يقيل تحت أظافر المرأة التي هي أكثر تعرضاً لمقيل الشيطان تحت أظافرها التي تشبه مخالب القطط والهررة والسباع..والمرأة هي التي تطبخ وتلقم صغارها الطعام بأظافر أناملها المحشوة بذرات الغائط وجراثيم الأواني والخضار واللحوم ووو..إلخ ..؟!! 
      بالإضافة إلى ذلك: كيف تضاجع صاحبةُ المخالب الطويلة أو القصيرة زوجهَا..؟ ألا يخاف هذا المسكين أن تقلع عينه بسهمٍ من سهامها أو تخدشها بأظافرها السنان الحداد الطوال...؟؟!! وكيف يأنس بطعامها الذي طُبِخ بذرات غائطها دون أن تدري أو كلاهما لا يدريان فيبتعدان عن الله تعالى وتجانسهما مع الشياطين بمخالبها..؟!!
   تباً وتعساً لزوج يترك العنان لزوجته لتُبقي شيئاً من أظافرها لتتباهى بها من دون أن تولي أهمية للطهارة والنظافة اللتين هما أساس الصحة والعافية وقبول العبادات..وهو معنى ما ورد في الخبر الأول الذي استفتح به الحر العاملي الأخبار المتقدمة من أن تقليم الأظفار يمنع الداء الأعظم ويزيد أو يدر الرزق..والداء الأعظم هو :السرطان والآكلة والجذام والبرص وتشمع الكبد والسِّلّ وسرطان الرحم وغيرها من الأمراض الفتاكة التي سببها الرئيسي هو البول والغائط والميكروبات الخبيثة في المراحيض وما شابه ذلك.. والأعجب من ذلك وجود أزواج يأنسون بمخالب زوجاتهم اللواتي يصارعنهم في مضاجعهم..إنَّها الحقيقة المُرَّة التي لن ترضي البعض من الناس..!! فتأمل.
  الأمر الثاني:أن الشيطان يتخذ الأظافر سكناً له فيجب دفعه.
  الأمر الثالث:أن الشيطان يتخذ الأظافر مقيلاً له، والمقيل لغةً هو:موضع القيلولة أو النوم والإستراحة...فيجب دفع مقيله عقلاً ونقلاً..
  الأمر الرابع: أن عدم قصّ بعض أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله أظافرهم أدَّى إلى إحتباس الوحي عنه وهو من المحرمات القطعية تجاه نزول الوحي على النبيّ الأكرم صلَّى الله عليه وآله.. 
       (الوجه السادس): دعوى ما ورد في رواية السكوني من ( أن ترك شيءٍ من أظافر النساء هو أزين لهن ) لم تلحظ مراعاة قواعد النظافة وشرط الطهارة في الوضوء والغسل والصلاة وطهي الطعام وتحضير الشراب وغسل الأواني ودلك العجين وتكسير البيض باليدين وحلب الشاة أو البقرة عند الفلاحات في القرى..كما أنَّها دعوة فاضحة لإظهار زينة المرأة أمام الرجال الأجانب لا سيَّما إذا كانت من أتباع فقهاء يجيزون تكشيف الوجه واليدين..إذ إن المقابلة بين زينة الرجل وهي قصّ أظافره، وبين زينة المرأة وهي ترك شيءٍ من أظافرها ما هي إلَّا دعوة لتحليل المرأة من الإلتزام بالتدين والعفة والحياء باعتبار أن ترك بعض القصّ دعوة من الشرع (والعياذ بالله) لتحليل المرأة من إظهار زينتها لغير الزوج؛ وبالتالي فهي دعوى ملفقة على المعصوم عليه السلام لأجل مداراة الفسقة من الرجال والنساء..وما قيمة هذه الزينة التي ستكون على حساب معالم الدين وأهله..؟!!
      (الوجه السابع): إنَّ ترك شيءٍ من أظافر المرأة لا يبدّل شيئاً من حقيقة كراهة تطويل الأظافر من حيثيتين: الأولى:كراهته بالعنوان الأولي، والثانية:حرمته بالعنوان العرضي بحسب مبنى المشهور، ولكن على مبنانا الفقهي فليس لدينا إلا حيثية واحدة هي:حرمته بالعنوان الأولي؛ وذلك لأن ترك شيءٍ من أظافر المرأة لا يغيِّر شيئاً من الحقيقة على الإطلاق..فيبقى المكروه قائماً بحسب قول المشهور سواء أطالت المرأة أظافرها أم قصَّرتها قليلاً..والأمر الوارد في الأخبار بقصّ الأظافر مطلقٌ يشمل التقليم التام والناقص لكلّ إصبع بحيث لا يبقى ما تحته مرئياً كما هو ملحوظ وواضح عند من تترك شيئاً من أظافرها..وبالتالي فلن تنتفِ الكراهة من الأصل عرفاً وشرعاً؛ ولا يصح لخبرٍ مخالفٍ للقواعد الشرعية والترجيحية – كخبر السكوني - أن يكون مقيّداً للإطلاقات الناهية عن ترك قصّ الأظافر، والناهية عن الزينة لهنَّ لأجل المحاذير التي أشرنا إليها سابقاً...فيبطل العمل بالإطلاقات الواردة في الآيات - كآية الجلباب والخمار - والأخبار المفسّرة لها والناهية عن التبرج والزينة لأجل خبر السكوني المخصص لتلك الإطلاقات الناهية عن الزينة..فتكون النتيجة أن الزينة حرام إلَّا زينة المرأة في أظافرها..وهو مستهجن وغريب.. فتصبح هذه الإطلاقات والعمومات الناهية عن زينة المرأة لغير زوجها في خبر كان..ولا يجرأ أحدٌ من فقهاء الإماميَّة على القول به..!
      (الوجه الثامن): إن ترك شيءٍ من أظافر المرأة على مبنى المشهور يعتبر حراماً فيما لو أدَّى إلى المحاذير المتقدِّمة والتي منها ما كان مانعاً من الإستمتاع بالزوجة كسائر الموانع، وكالإستقصاء في حلب الشاة فيما لو حلبتها إمرأة تركت شيئاً من أظافرها.. قال صاحب الجواهر في بحث الإنفاق على البهائم..( ولا يستقصي - أي الرجل - في الحلب، بل يبقى في الضرع شئ ، لأنها تتأذى بذلك ، بل يستحب له أن يقص أظفاره تحرزاً من إيذائها بالقرص ). فالتمثيل بالرجل من باب الغلبة، فيعم المرأة بلا ريب..فأذية الحيوان عند هؤلاء مكروهة، وبعضهم قالوا بحرمة أذية الحيوان ولكنّ القصّ مستحبٌ..وهو أمر مستغرب، إذ بأي دليل يكون القصُّ مستحباً..! فالحرام تكون مقدمته حراماً لا أنها مستحبة..
  وبالرغم من أن أذية الحيوان الأليف - لا سيّما البقر والأغنام – حرام شرعاً؛ فيجب على الزوج حينئذٍ أن يأمر زوجته بقصّ أظافرها لأجل حلب الشاة ودفع الأذية عنه خلال الإستمتاع بها، تماماً كما يقصّها الرجل، فلا فرق بالقصّ بينهما، فالقصُّ واحد لا يتبعض، فلا يقتصر القصُّ الواجب بحسب نظرنا _ أو المستحب بنظر المشهور _ على الرجل فقط، بينما يكون ترك القصُّ كاملاً أو بعضه مستحباً باعتباره زينة للمرأة بحسب ما جاء في الروايتين المتقدمتين الساقطتين من مقام الحُجية..فمقدمة المستحب مستحبة، ومقدمة الحرام حرام، ومقدمة الواجب واجبة؛ فأذية الحيوان حرام، فمقدمته حرام،..فالمقدِّمة تبعاً لذي المقدمة كما قُرر في الأصول..من هذه الجهة نحكم بالحرمة على من أطالت أظافرها أو تركت شيئاً منها؛ ذلك لأن ترك قصّ الأظافر بنحو تام أو بنحو جزئي يعتبر مقدمةً للحرام بمفهومه الكلي المتعدد المصاديق كالزينة للرجال وعدم مراعاة قواعد الصحة وأحكام الطهارات والنجاسات وما يترتب عليها من بطلان الصلاة وتناول المتنجسات..!
   إن قيل لنا: إن الزوج يحبُّ من زوجته ترك أظافرها أو بعضاً منها حتى لو أدى ذلك إلى خدشه بأظافرها.. فما المحذور في ذلك ؟
   قلنا له: إن حبَّه ذلك دليلٌ على انحرافه المسلكي وعدم اهتمامه بمراعاة الأحكام الشرعية والضوابط الصحية..فيلزمه تأهيل شرعي ومدني من جديد.. فوظيفة المرأة في هذه الحالة أن تخالفه فيما يحبُّ، وذلك لأمرين:
   الأمر الأول: إن حبَّ الزوج تطويل أظافر زوجته مخالف للشرع لأنَّه يستلزم دعوتها للتبرج والزينة لغيره، وقد نهى الله تعالى عنهما بمحكم كتابه العزيز..(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ َوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور31 {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ..) الأحزاب 33.
     والزينة الظاهرة على مبنى من أجاز كشف الوجه والكفين والقدمين مشروطة بعدم تزيين الأعضاء الثلاثة بطلاء أو تلميع وتكحيل أو التختم بالخاتم وتزيين الرسغ بالأساور، والساق بالخلاخل..وما شابه ذلك لأنه زينة ظاهرة لغير الزوج وهو من المحرمات القطعية في ديننا القويم..وقد فصّلنا حول الموضوع في بحثنا الفقهي حول وجوب تغطية الوجه والكفين والقدمين، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لنشره..
  الأمر الثاني:إنَّ تربية الأظافر هي من لوازم جزئيات بدنها، فلا يجوز لها الموافقة لما يخالف ذاتياتها وأمور دينها، فالله تعالى أولى بالطاعة من محبة زوجها لما يكرهه الله تعالى منها وهي ترك قصّ الأظافر المستلزم لوقوعها في المحاذير المتعددة التي أشرنا إليها سابقاً..قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب 36 . {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }آل عمران 32 . {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }النور54 . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59 .
  يجب على الزوجة أن تعمل بتكليفها وبما يتوافق مع الشرع بحيث لا يرتب شيءٌ متعلق بجزئياتها البدنية ضرراً عليها، إذ لا ضرر ولا ضرار في الإسلام..أي لا يجوز للمؤمن أن يضرَّ بنفسه ولا يرتب ضرراً على غيره؛ فالزوج يرتب ضرراً على الزوجة فلا يجوز له ذلك، كما أنَّه يرتب ضرراً على نفسه باتباع هواه وشهوته المنحرفة الخارجة عن سلك الفطرة التي فطر الناس عليها..!
  بالإضافة إلى ذلك: فلا يحق للزوج أن يتصرف في بدن زوجته بما يرتب ضرراً عليها لأجل تلبية رغباته ونزواته، فمثلاً لو أراد مضاجعتها أيام الحيض، فهو محرَّم شرعاً وطِبيَّاً لما في الجماع أيام الحيض من مفاسد شرعية وبدنية مترتبة على الزوجة والزوج معاً..فلا يحق له الولوج فيها أيام الحيض، كما لا يحق لها أن تخضع لمشيئته ورغبته المنحرفة..والأمر سيَّان في بقية الأمور المحذورة نظير أمر الزوج لزوجته بتطويل أظافرها أو ترك شيءٍ منها لأنَّه يهوى ذلك منها لزيادة رغبته الجنسية معها..!! فهو وإن كان أمراً بسيطاً بنظر بعض الناس إلَّا أنَّه ليس كذلك..فهناك مفاسد كثيرة مترتبة على تطويل الأظافر أو ترك شيءٍ منها ؛ كما أشرنا خلال بحثنا هذا..فلا نعيد.
 يتحصَّل مما ذكرنا: أن ترك قصّ الأظافر للمرأة كلاً أو بعضاً فيه محاذير متعددة بحسب مبنانا الفقهي بالعنوان الأولي ومبنى المشهور بالعنوان الثانوي، لذا يجب على المرأة المتدينة أن لا تترك شيئاً من أظافرها تحت أيّ ذريعة كانت..! ولتتقِ الله في نفسها ومع زوجها وأولادها ومجتمعها المؤمن.. {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة 105  .
  والله تعالى هو الموفق للصواب والرشاد، والحمد لله ربِّ العالمين وسلام على المرسلين، وصلواته وتسليماته وبركاته وأنواره على رسول الله وأهل بيته الطاهرين..
كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد
العبد محمد جميل حمُّود العاملي
بيروت/ بتاريخ 25 رجب الأصب 
1445 هجري قمري
تمت بعون الله تعالى


 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/02/18   ||   القرّاء : 1897




أحدث البيانات والإعلانات :



 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

 لماذا تُلصَق الإتهامات في كلِّ تحرك شعبي مطلبي؟

 الردُّ العلمي على الشيخ محمد الحاج حسن المدّعي الكرامات للراهب مار شربل..!

 بيان للشعب العراقي الثائر

 ردٌّ علمي صادر من مكتب آية الله المحقق الفقيه المجاهد الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي دام ظله الوارف

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 زيارة عاشوراء الشريفة من أهم الزيارات الحسينية المقدسة

 هل أذكار الدخول إلى المراقد المطهرة من إنشاء العلماء...؟

 ليلة الرغائب يؤتى بها برجاء المطلوبية...

 حكم تطهير الملابس المشتراة من أسواق الكفار والنواصب

 هل يصح البناء على طهارة الفنادق والبيوت المستأجرة..؟

 تقييم الإعلانات من خلال تطبيق هاتفي فيه شائبة القمار يقيناً..

 هل يجوز الوضوء بالثلج..؟

ملفات عشوائية :



 دعاء الصباح صحيح بنظر المتأخرين والقواعد العامة

 ذكاة الجنين بذكاة أُمّه/ متى يجوز أكل جنين الذبيحة؟/ حكم ذبيحة المجنب والاغلف

 سر نظر أمير المؤمنين علي صلّى الله عليه وآله إلى السماء ليلة شهادته أرواحنا لتراب شسع نعله الفداء..!

 تبديل الذكر الواجب المخصوص في الركوع (سبحان ربي العظيم وبحمد) بالذكر المخصوص في السجود(سبحان ربي الأعلى وبحمده) كذلك العكس سهواً لا شيء عليه/ يجب قضاء ما فات كما فات

 هل تشمل عصمة الأنبياء والمرسلين (ع) تركَ الأَولى؟

 حكم قراءة سورتين واكثر في الفرائض والنوافل

 النهي عن نكاح أزواج النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله هو نهيٌّ تشريعيٌّ وليس تكوينياً بقرينتين لغوية إعرابية وأخرى اصطلاحية/أمران مهمان في تأكيد النهي التشريعي فقط / المحاذير المترتبة على دعوى النهي التكويني عن نكاح أزواج النبيِّ الأعظم صلى الله عليه وآله

جديد الصوتيات :



 محاضرة حول معارف الزيارة الجامعة الكبيرة الشريفة

 محاضرة حول ماذا يجب أن نفعل في يوم الغدير؟

 محاضرة حول الوحي التسديدي الذي سدّد به آل البيت عليهم السلام

 محاضرة حول فضيلة العلماء في عصر الغيبة الكبرى

 زيارة إمامنا المعظم سيّد الشهداء وبقية الحجج الأطهار عليهم السلام ووجوب نصرتهم

 لماذا تعددت الأقوال في تاريخ شهادة مولاتنا الصدّيقة الكبرى فاطمة عليها السلام ؟

 لماذا سكت بنو هاشم عن نصرة الصدّيقة الكبرى مولاتنا المعظمة فاطمة الزهراء صلّى الله عليها وعلى أمها وأبيها وبعلها وبنيها..؟!

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2274

  • التصفحات : 21364589

  • المتواجدون الآن : 0

  • التاريخ :

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net