من حلّ لإمامة الصلاة مكان أمير المؤمنين عليّ (صلَّى الله عليه وآله) عندما ضُرب على رأسه الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى سماحة المرجع الديني ... الفقيه آية الله المحقق المدقق الكبير الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله الشريف
عظم الله أجورنا و أجوركم بمصابنا بإمامنا أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين
بعد جرح رأس مولانا أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين كيف تمت الصلاة
من أم الناس جماعة بدلاََ عن المولى أمير المؤمنين فديته نفسي
هل الإمام الحسن عليه الصلاة وأزكى السلام
أم جعدة بن هبيرة وهو ابن أخت أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين أم هانئ
على العموم المسألة العقائدية تقول
هل صلى أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين جماعة بأمامة الإمام الحسن عليه السلام أم صلى فرادى يومي للصلاة
وكيف يتقدم المفضول على الفاضل
بمعنى كيف يتقدم الإمام الحسن عليه السلام للصلاة على ابية مع وجوده وأمير المؤمنين عليه السلام امام وأفضل منه وأمام زمانه الخ
أم صلى أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين من جلوس وأقتدى الإمام الحسن عليه السلام به والناس صلت خلف أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين أم ماذا؟
العبد الفقير
حسين ال حمدي
********
الموضوع العقائدي:(من حلّ لإمامة الصلاة مكان أمير المؤمنين عليّ (صلَّى الله عليه وآله) عندما ضُرب على رأسه الشريف: هل هو الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) أم جعدة بن هبيرة ابن أخت أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)؟ وما هي المحاذير المترتبة على إمامة جعدة بن هبيرة مع وجود المعصوم (عليه السلام)...؟ وهل الإمام السابق إمامٌ على اللاحق...؟).
بسم الله جلّت عظمته
وعليكم السلام
*الجواب:* لا يجوز عقلاً وشرعاً أن يؤم جعدة بن هبيرة المصلين وفيهم معصوم يؤتم به..( قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) وهذا أمر مفروغ منه في عقيدتنا معشر الإمامية؛ فلا بدَّ أن يكون إمام الصلاة - بعد تلقي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) الضربة على رأسه الشريف -إماماً معصوماً مثله وهو هنا مولانا الإمام الحسن المجتبى (صلى الله عليه وآله)، ولا يقدح ذلك بأفضلية مولانا الإمام الأعظم أمير المؤمنين علي (صلى الله عليه وآله) وذلك لثلاثة أمور:
*الأول:* إن مولانا الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) هو نفس أبيه وأمه وجدّه وأخيه، ومن كان نفس أبيه كيف يجوز القول بأنه لا يجوز عليه أن يتقدم في الصلاة على أبيه...؟
فأولهم محمد وأوسطهم محمد وآخرهم محمد ..اللهم صلّ على محمد وآل محمد..
*الثاني:* إن التفاضل بين آل محمد هو تفاضل رتبي زماني، أو أنه تفاضل في بعض الخصائص كما أوضحنا في كتابنا الجليل:(شبهة إلقاء المعصوم في التهلكة ودحضها)، وفي بقية بحوثنا العقدية.. والتفاضل الرتبي أو الخصائصي لا يمنع من تقدم المفضول منهم على الفاضل باعتبارهم معصومين وهم من طينة واحدة.. والمهم في إمامة الصلاة العلوية أن ينوب الولد - وهو هنا الإمام الحسن (عليه السلام) - عن أبيه الإمام أمير المؤمنين علي (صلى الله عليه وآله) ما داما من السنخية نفسها في العصمة، وإنْ تفاوتا في بعض الخصائص...
*الثالث:* إن اقتداء الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بابنه الإمام الحسن في الصلاة ليلفت نظر المسلمين إلى أن ابنه معصوم؛ وبالتالي لا يجوز التخلف عنه، ولا الغدر به؛ فالصلاة خلفه تعني لنا الكثير من الأحكام والأسرار الربانية التي لا يفقهها إلا العارفون بأهل البيت (عليهم السلام) وعلو مقاماتهم (صلوات ربي عليهم).. ولو فرضنا أن الإمام عليّاً (عليه السلام) لم يقتدِ بابنه الإمام الحسن (عليه السلام) وجلس جانباً، فماذا سيتصور المسلمون بحق الإمام الحسن (عليه السلام)...؟ قطعاً سيسيئون الظنَّ بالإمام الحسن (عليه السلام) وسيقولون بحقه: "إن مَن لا يصلح لإمامة الصلاة لا يصلح لإمامة وقيادة المسلمين"...وهو أمر بالغ الخطورة على الصعيدين: العقائدي والتشريعي..فلا بدَّ ساعتئذٍ من الاقتداء بابنه في الصلاة بالعنوان الأولي باعتباره معصوماً من جهة، وبالعنوان الثانوي لأجل دفع المحاذير المترتبة على عدم الصلاة خلف ابنه من جهة أُخرى...
ودعوى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو إمام زمان ابنه الحسن (عليه السلام)... دونها خرط القتاد ولا يجوز نسبتها إلى أهل البيت (عليهم السلام) لا سيّما سيدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى فاطمة البتول وأولادها الأئمة الأطهار (عليهم السلام)؛ وذلك لأمرين هما:
*(الأمر الأول):* عصمتهم الكبرى وطهارتهم وولايتهم المطلقة على الكون بأسره..
*(الامر الثاني):* الإمام لغةً واصطلاحاً يعني أنه يصلح ما فسد من سلوك وأفعال المكلفين المعرَّضين للجهل والسهو والنسيان والسفه وغلبة النفس الأمّارة على النفس، وذلك كله منفيٌّ عن الحجج الأطهار (عليهم السلام)؛ فلا يصح - والحال هذه - أن يكون أميرُ المؤمنين عليٌّ (عليه السلام) إماماً لابنه الحسن المجتبى (عليه السلام)؛ فهو وبقية آل البيت (عليهم السلام) خارجون حكماً وموضوعاً عن أن يكون السابقُ منهم إماماً للّاحق...فهو نظير السالبة بانتفاء الموضوع فلا اعوجاج عند واحدٍ منهم، وبالتالي لا يكون السابق إماماً للّاحق، بل هو نفسه وروحه ووزيره وعضده..من هنا ورد عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) قوله عن الإمامين الحسنين (عليهما السلام): "هذان إمامان قاما أو قعدا".
يرجى التدبر لأنه دقيق..والعبد العاملي الفقير هو أول من نقّح هذا الموضوع الذي لم يُطرح في زبر المتقدمين والمتأخرين من علماء الكلام في التشيع الحنيف..
والحمد لله ربّ العالمين، وشكراً له وللحجج الأطهار من أهل بيته الميامين .
والله العالم، وهو وليُّ المتقين .
كلب آل محمد وخادم نعالهم الشريفة صلّى الله عليهم ولعن أعداءَهم أجمعين.
محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ ٥ شوال ١٤٤٦ هجري قمري.
