النبي وآله الطيبون المطهرون سلام الله عليهم أجمعين لم يؤمروا بالسجود لآدم عليه السلام/ الفرق بين العلو والإستكبار
الإسم: *****
النص:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في كتابه الكريم : (( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين )) فما معنى العالين أوما المراد من العالين؟ ومن هم العالون المقصودون في هذة الاية؟
ويوجد رواية وردت في كتاب فضائل الشيعة للشيخ الصدوق حول قوله تعالى ((استكبرت ام كنت من العالين)) , ولا اعلم مدى صحتها والادلة من القرأن الكريم واللغة على مضمونها. فهل العلو في الاية معناه الاستكبار أم المراد أنهم مجموعة كانوا عالين القدر والشأن كما هو مفاد الرواية التالية؟
وهذة هي:
حدثنا عبد الله بن محمد بن ظبيان عن أبي سعيد الخدري قال كنا جلوسا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ أقبل إليه رجل فقال يا رسول الله أخبرني عن قوله عز و جل لإبليس (( أَستَكبَرتَ أَم كنتَ منَ العالينَ )) فمن هو يا رسول الله الذي هو أعلى من الملائكة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين كنا في سرادق العرش نسبح الله و تسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز و جل آدم بألفي عام فلما خلق الله عز و جل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له و لم يأمرنا بالسجود فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس فإنه أبى و لم يسجد فقال الله تبارك و تعالى: (( أَستَكبَرتَ أَم كنتَ منَ العالينَ )) , عنى من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش فنحن باب الله الذي يؤتى منه بنا يهتدي المهتدي فمن أحبنا أحبه الله و أسكنه جنته و من أبغضنا أبغضه الله و أسكنه ناره و لا يحبنا إلا من طاب مولده .
ما حكم هذه الروايات من حيث الصحة والضعف؟
والله ولي التوفيق
الموضوع العقائدي: النبي وآله الطيبون المطهرون سلام الله عليهم أجمعين لم يؤمروا بالسجود لآدم عليه السلام/ الفرق بين العلو والإستكبار.
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: الإستكبار يختلف بطبيعته اللغوية عن العلو، لأن الإستكبار هو التجبر والطغيان أو العلو المقرون بالشموخ مع الغرور بغير استحقاق بل بسبب النقصان والتسافل، وهو راجع إلى الإنفة والشموخ والعجب بخلاف العلو الوارد في الآية فهو من الرفعة بشرف واستحقاق وليس من الغرور، فلفظ" العالين" جمع علو وهو المقام العالي الشريف الشامخ، ومما يدل على ما ذكرنا ما دلت عليه الآية الشريفة حينما جاءت بلفظي الإستكبار والعلو، وهما مختلفان من حيث الإستعمال، فالإستكابر هو الإنفة والرفض للسجود من غير استحقاق، بمعنى أن إبليس عليه اللعنة السرمدية رفض السجود لآدم عليه السلام ظناً منه أنه أفضل من آدم عليه السلام علماً وعملاً، والعلو هو الرفعة والشرف باستحقاق إلهي، وكأن الآية الشريفة تخاطب إبليس الملعون بالإستفهام الإنكاري: يا إبليس إنك استكبرت عن السجود لآدم إنفةً وشموخاً وتجبراً وغروراً ولم يكن ترفعك عن السجود لإستحقاق فيك كما هو الحال في العالين أصحاب المقامات العالية الرفيعة الذين لم يؤمروا بالسجود لآدم عليه السلام وهم محمد وآل محمد..؟ ولو أنك يا إبليس من العالين لما كنا أمرناك بالسجود لآدم عليه السلام، ولكنك من السافلين لذا أمرناك بالسجود وأنت لست كالنبي وآله حتى لا يسجدوا لآدم.. وحيث إن النبيَّ الأعظم وأهل بيته الطاهرين سلام الله عليهم من العالين أصحاب المقامات الشامخة بحقٍ باعتبارهم أفضل خلقه وسادتهم فلم يكونوا مأمورين بالسجود لآدم عليه السلام لأنهم أفضل منه بالقطع واليقين، وهو ما دلت عليه الأخبار الشريفة في هذا المضمار فلتراجع الأخبار في تفسير الآية من سورة ص..والسلام عليكم.
حررها العبد الفقير محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 24ذي القعدة 1435هـ