القدماء اعتمدوا على الخبر الموثوق الصدور دون الخبر الثقة
الإسم: خادمكم علي
النص: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين والعن الدائم على اعدائهم ابد الابدين
السلام عليكم شيخنا الجليل
قرأت في بعض الكتب (المنتقى) بما معناه ان القدماء كانت طريقتهم باسناد الاحاديث غير الجدد ولم يكونوا يهتموا بالاسانيد بهذا الشكل كالجدد وكانوا يعتمدون على القرائن الدالة على صحة الاحاديث.
هل هذا الكلام صحيح؟
نرجوا منكم الجواب مع بعض الشرح
ودمتم ذخرا لشيعة أهل البيت عليهم السلام
الموضوع الأصولي الرجالي: القدماء اعتمدوا على الخبر الموثوق الصدور دون الخبر الثقة
بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وأهل بيته الهداة المهديين الأولياء المقربين، ولعن الله ظالميهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين..وبعد:
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الجواب: لقد كانت طريقة القدماء من أعلام الإمامية في الأخذ بالأخبار هي الإعتماد على القرائن والشواهد من الكتاب الكريم والسنة المطهرة بمعنى أنهم لم يكونوا يعولون على الأسانيد بمقدار تعويلهم على دلالات الأخبار..ولا يعني ذلك أنهم لم يعملوا بالخبر الثقة..بل كانوا يعملون به إذا كان موافقاً للدلالة المدعومة بالقرائن المعتبرة، فكل خبر (سواء كان ضعيفاً أو قوياً من الناحية السندية) كانوا يعملون به في حال توفرت فيه شروط العمل بالخبر الموثوق الصدور، فما وجدوه موافقاً للكتاب وبقية الأخبار أخذوا به وإلا ردوه وأعرضوا عنه، فالخبر الصحيح عندهم هو ما كان مدعوماً بالشواهد التي تدل على صحة الخبر..والخبر الضعيف هو ما كان مخالفاً للقرائن والشواهد، فيعتبرونه شاذاً فيتركون العمل به ويهجرونه؛ وهو ما أطلق عليه بالخبر الموثوق الصدور، وهو مسلك أصولي معتبر عمل به المشهور من فقهاء الإمامية ونحن نتوافق معهم وقد أثبتناه بالأدلة والبراهين في بحوثنا الأخرى ككتابنا (الحقيقة الغراء في تفضيل مولاتنا الصدّيقة الكبرى زينب الحوراء على مريم العذراء عليهما السلام) و(الشعائر الحسينية: أسئلة وأجوبة) ولنا بحث رجاليّ أصولي في كتابنا الجديد حول الشعائر الحسينية المقدسة نبحث في حول حجية الخبر الموثوق الصدور..والسلام عليكم.
يا قائم آل محمد أغثنا يا غياث المستغيثين
حرره العبد الفاني محمَّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ 17 شعبان 1438 هجري