المكياج بعد الوضوء جائز بشرطين مهمَينِ..
السلام عليكم مولانا سؤال لو سمحتم :
هل يجوز للمراة التبرج عند الصلاة بعد الوضوء ..؟ بعض المؤمنات يضعن المكياج على وجوههنّ بعد الوضوء ويتعطرن..فهل جائز لهنّ ذلك؟
الموضوع الفقهي:(المكياج بعد الوضوء جائز بشرطين مهمَينِ..).
(تفاصيل مهمة حول تبرج المرأة في الصلاة بالمكياج والتعطير والإكتحال وصبغ الأظافر ..).
بسم الله جلّت عظمته
السلام عليكم
الجواب: يجوز للمرأة المؤمنة بعد الوضوء عند الصلاة أن تتبرّج بالمكياج بمعنى أنها تضع على وجهها المساحيق الخاصة بتنعيم البشرة وإزالة البثور أو للزينة لزوجها، وذلك بشرطين:
(الأول): أن لا تكون المساحيق بشتى أصنافها - كالمراهم الزيتية والدهنية والجافة كالبودرة وما شاكلها - نجسةً أو متنجسة: كأن يكون المسحوق مصنوعاً من أحد أعيان النجاسات المعروفة كالبول والدم والمني والغائط...ويشترط أيضاً في المكياج الذي يصح الصلاة به: أن لا يكون مخلوطاً بأحد الأعيان النجسة أو المتنجسة بالأعيان النجسة..
(الثاني): ان لا يكون المكياج أو المسحوق التجميلي او الطبي كثيفاً بحيث يمنع من صحة السجود على التربة المخصوصة للصلاة او الأرض باعتبار أن المادة الكثيفة على الجبهة تحجب عن وصول البشرة الى التراب..وهذا يبطل الصلاة من أساسها.
هذان الشرطان واجبان في صحة صلاة المتمكيجة المتبرجة بطلي الوجه بالمساحيق، ولو تحقق واحدٌ منهما يحكم ببطلان الصلاة .
وأمّا التعطير في الصلاة فجائز للمرأة والرجل معاً في الصلاة ولكن لا يجوز للمرأة أن تتعطر وتكتحل وتتمكيج قبل الصلاة لكي تصلي في محضر الرجال الأجانب عنها، أو تتعطر وتتمكيج للصلاة بحجة أنها فعلت ذلك لأنه جائز لكي تصلي في المقامات المقدسة أو المسجد او لإستقبال ضيوف زوجها او للجلوس معهم.. مع أن ذلك محرّم شرعاً..فالإكتحال والتعطر والتمكيج إنما يكونان جائزينِ فيما لو صلّت المرأة في منزلها لا في خارجه كالصلاة في منزل أبيها أو في مرقد مطهر ..فأيُّما إمرأة خرجت من منزلها متعطرة ومتمكيجة لعنتها ملائكة السماء والأرض حتى ترجع إلى منزلها، ذلك لأن الزينة غير جائزة إلا للزوج، وتحرم الزينة للأجانب..!!
هذا كلّه فيما لو تمكيجت بعد الوضوء..وأمّا التمكيج قبل الوضوء، فإنه مبطل للوضوء أيضاً، وذلك لأن المكياج والكحل يمنعان من وصول الماء إلى البشرة فيفسدان وضوءَها بإتفاق الأخبار وفقهاء الأمة.
وكما أن المكياج يبطل الوضوء فكذلك صبغ الأظافر بالأصباغ الصناعية، فإنه مبطل للوضوء، ذلك لأن الأصباغ الصناعية وغير الصناعية - كالحناء الكثيفة ذات الجرم الكثيف - تبطل الوضوء باعتبارها تمنع من وصول الماء الى ظاهر الأظافر او البشرة ..
وأخيراً أود القول بأن الأخبار الواصلة إلينا من ساداتنا الأطهار عليهم السلام قد أمرت المصلين رجالاً ونساءً بأن يكونوا خاضعين بجوارحهم في صلواتهم تجري دموعهم على خدودهم خوفاً من العقاب او رغبة في القرب والثواب.. ولم يرد نص يأمر المرأة بالتبرج في صلاتها..واي خشوع للمرأة المتزينة في صلاتها...؟!! فالتبرج للزوج وليس لله تعالى في الصلاة والعياذ بالله تعالى..فلتتقِ بعض النسوة ربهن وليخشين عظمته وقدرته ذلك خير لهنّ من التبرج في الصلاة..!!
والله تعالى يتولّى الصالحين.
خادم الإمام الحجة القائم صلى الله عليه وآبائه الأطهار/ عبده غريب الديار محمد جميل حمود العاملي/ بيروت بتاريخ ١١ صفر ١٤٤٣ هجري قمري.
