يحرم التنابز بتغيير حروف الأسماء على نحو التحقير او التغنيج نظير إسم محمد يحولونه الى حمودي او حوحو...وأمثال هذه المنابزات
سماحة الفقيه آية الله شيخنا المحقق محمد جميل حمود العاملي دامت تأييداته
السلام عليكم ورحمة الله
سؤال: كثرت أسماء الدلع في وسطنا الشيعي في بلادنا في الحجاز ولبنان أيضاً على ما يبدو..فمثلاً إسم محمد يصغرونه الى حميد اوحمدو او حمودي.. وفاطمة الى فطومة او فطوم او فيفي..وعلي يصغرونه الى علوش او عوعو..وزينب الى زيزي او زوزو...وحسن الى حسونا و حسون ..إلخ..فهل هذا جائز شرعاً فإفتونا مأجورين
في أمان الله وحفظه
الموضوع الفقهي:(يحرم التنابز بتغيير حروف الأسماء على نحو التحقير او التغنيج نظير إسم محمد يحولونه الى حمودي او حوحو...وأمثال هذه المنابزات...).
المحتويات
يحرم التنابز بالألقاب والأسماء تحقيراً وتغنيجاً بوجوهٍ ثلاثة:
(الوجه الاول): إن تغيير حروف الإسم بالتنقيص من الحروف أو الزيادة فيها هو هتك للإسم ولصاحبه.
_ من أبرز مصاديق التنابز بالأسماء هو عزاء الشور المبتدع في وسطنا الشيعي.
(الوجه الثاني): تغيير حروف الإسم من مبتدعات الشيطان ومسخه للقيم والفضائل.
(الوجه الثالث):تبديل حروف الإسم معاكس لسيرة النبيّ وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام.
المحصّلة: تنبيه وإرشاد..
بسم الله جلَّت عظمته
وعليكم السلام ورحمته وبركاته
الجواب: تصغير الأسماء واختزالها بحروفٍ أقل من حروف الإسم الأصلي على قسمين: تارة تكون على نحو الدلع، وأخرى على نحو التحقير..ولا ريب في حرمة التصغير إذا كان على نحو التحقير لأنه من التنابز بالألقاب والاسماء وقد نهى الله تعالى عنها في القرآن والأخبارالنبوية والولوية من مشكاة آل محمد صلّى الله عليهم أجمعين...وأما لو كان التصغير بالاسماء على نحو الدلع والغنج والميوعة، فلا يبعد حرمته وذلك لثلاثة وجوه هي ما يلي:
(الوجه الاول): إن تصغير الإسم حتى على نحو الدلع والميوعة وما شابه ذلك يعتبر تغييراً للإسم بمادته وجوهره بحيث ينقلب المعنى منشيء مستقيم الى غير مستقيم ولا معنى له سوى السخرية والميوعة وهو خلاف الإستقامة في إطلاق الإسم على الشخص بل هو نوع من المسخ الشيطاني لحروف الإسم.. لا سيّما الأسماء المقدّسة للنبيّ وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام لذا قد أفتينا سابقاً بحرمة بتر أيّ حرف من إسم الإمام الحسين عليه السلام وأسماء النبي وأهل بيته الأطهار عليهم السلام في الشعر واللطميات لا سيّما في عزاء الشور المبتَدَع وهو لطم كرقص الفاسقات والفاسقين في أندية اللهو والمجون..! إستوردوه من نوادي الرقص في أميركا وجعلوه من الندبيات على الإمام الحسين عليه السلام حيث يبتر رواديد الشور الحاء والنون ويتركون السين والياء هكذا:( سي سي) وهم يرقصون على نغماته كالسكارى..وقد استهواه كلُّ محب للرقص والمجون ممن يتظاهرون بالتدين في الوسط الشيعي.. فهذا البتر حرام شرعاً والعبد العاملي أول من تفطن من فقهاء الإمامية لهذا البتر المحرم، فكما يحرم بتر كراماتهم وفضائلهم وظلامانهم فكذا يحرم بتر أسمائهم وقلبها الى معنى مغايرٍ للأسماء الحقيقية التي سمَّاهم الله تعالى بها...فلا يجوز تغييرها ببتر بعض حروفها...لأن ذلك بدعة في مقابل حكم الله تعالى وسنّة نبيّه وآله الأطهار عليهم السلام..قال إمامنا علي الهادي في زيارة الجامعة الكبيرة ( وأسماؤكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور، فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم وأعظم شأنكم وأجَلَّ خطركم...) وأي حلاوة في بتر بعض حروف أسمائهم الشريفة...؟!!
و(بعبارة أخرى): إن تصغير إسم المُنادى على نحو الغنج والدلع يعتبر تهتكاً له كما صرّح بذلك اللغويون قالوا: في كلامه ميوعة:( أي تهَتُّك وتغَنُّج..) فلا يصح صدوره من المؤمنين المتقين.
(الوجه الثاني): إن التصغير للإسم يعتبر تشبهاً بتقاليد الكفار في بلاد الإفرنج حيث يختصرون أسماءهم بحروف أقل من حروف الإسم الحقيقي..ولا يجوز للمؤمنين أن يتشبهوا بتقاليد وعادات الكفار فلا يؤمن عليهم من تغيير الخلقة فضلاً عن تغيير وتبديل فطرتنا وتقاليدناالشرعية...فمن قلدهم فهو واحدٌ منهم، وقد نهانا الله تعالى عن أن نحسن الظن بالكفار قال عزّ وجلَّ:
(وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ( آل عمران73).
لقد شرّفنا الله تعالى بالإسلام المحمدي العلوي الفاطمي عليهم صلوات الله فلماذا نترك نهجهم ونتبنى نهج غيرهم الضال والمضل...؟!!
(الوجه الثالث): لم يُعهد في سيرة النبي وآله الاطهار عليهم السلام ولا في سيرة أصحابهم المتقين ولا في سيرة المؤمنين الصالحين أنهم تنابزوا بالأسماء المصغرة المغيِّرة للمعنى مادةً وجوهراً...ولو كان التصغير المذكور جائزاً شرعاً لكان فعله النبيُّ وأهل بيته الاطهار عليهم السلام، ولكان فعله أيضاً التابعون لهم بإحسان..فكان النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله يحب كثيراً زوجته سيدتنا أُم المؤمنين الصدّيقة خديجة عليها السلام ولم يغنّجها ويدللها بخدوج على سبيل المثال...وكذا إبنته سيّدة نساء العالمين سيدتنا الصدّيقة الكبرى حيث كان يحبها كثيراً وكانت بالنسبة إليه مهجة كبده وروحه التي بين جنبيه ولم يغنّحها بفطوم أو فطومة... فيجب علينا كمؤمنين أن نتأسى بالرسول العظيم وبأهل بيته العظماء الأطهار صلّى الله عليهم أجمعين فنفعل ما فعلوا ونترك ما تركوا...ولا يجوز لنا أن نتأسى بغيرهم من أصحاب البدع والضلالة حتى لا نقع بالحرام المؤدي إلى سوء القرار في نار تشوي الوجوه والجنوب...أعاذنا الله تعالى منها..
والحاصل: إن التنابز بالاسماء المصغرة المغيّرة للمعنى حرام شرعاً بحسب ما وصل إلينا التتبع والنظر في الآيات والأخبار وسيرةالمتدينين، والله تعالى هو وليُّنا مع رسوله الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
والله العالم
المنتظر المترقب غريب الديار عبد الإمام الحجّة القائم أرواحنا لتراب نعليه الفِداء/ محمّد جميل حمّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ 24 ذيالحجة1444هجري قمري.