النبي وآله الأنوار صلوات الله عليهم هم المشيئة الأولى لله تعالى
السلام عليكم
أهل البيت عليهم السلام اول الخلق فلا شي سابق لهم عليهم السلام فهل المشيئة والإرادة سابقة لهم ام أتت بعد خلقهم الشريف لان إذا قلنا ان المشيئة والإرادة أول الخلق فهذا الخلق سيتقدم على خلق انوارهم الشريفة في مقام الحقيقة المحمدية وهذا محال فالارادة خلق ويستحيل لهذا الخلق ان يكون أفضل من آل محمد عليهم السلام فقد ورد عنهم عليهم السلام فعن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: أخبرني عن الإرادة من الله ومن الخلق؟ قال: فقال: الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل، وأما من الله تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك لأنه لا يروي ولا يهم ولا يتفكر، وهذه الصفات منفية عنه وهي صفات الخلق، فإرادة الله الفعل، لا غير ذلك، يقول له كن فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر ولا كيف لذلك، كما أنه لا كيف له.
فمن خلال كلام المعصوم عليه السلام يتبين ان الإرادة هي من الخلق فهل يعقل عند العارفين بمقامات الطاهرين عليهم السلام أجمعين بأن هذا الخلق أفضل من آل الله عليهم السلام؟!! ، وهم عليهم السلام مظهر فعل الله وأمره ونهيه ومستودع وإرادته وعلمه، فهل المشيئة والإرادة خاصة بالحقيقة المحمدية أم متأخرة عن وجود الحقيقة المحمدية، ولا دخل لها في الذات البات الذي لا اسم ولارسم له كما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): المشيئة والإرادة من صفات الأفعال، فمن زعم أن الله تعالى لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد..
فهل هذا القول خاص بهم عليهم السلام في ظهورهم الأول؟.
وهل المشيئة الأولى هم عليهم السلام وخلق كل شيء من هذه المشيئة كما ورد عنهم عليهم السلام فعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: خلق الله المشيئة بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشيئة.؟.
أم هذه المشيئة متأخرة عن خلق الحقيقة المحمدية؟.
وشكراً
_____
الموضوع العقائدي:(النبي وآله الأنوار صلوات الله عليهم هم المشيئة الأولى لله تعالى...).
بسمه تعالى
وعليكم السلام
الجواب: لقد اشتبه عليك الأمر فخلطت بين إرادة الله تعالى وبين إرادة المخلوق توهماً منك أن الروايتين تشيران الى الإرادة الأزلية لأهل البيت عليهم السلام وأنها غير مخلوقة..والأمر ليس كذلك، وذلك لأن إرادتهم عليهم السلام مخلوقة محدثة بعكس إرادة الله تعالى ليس بمخلوقة لأنها معلولة للعلة الاولى التي هي الله تعالى؛ فالحديث الأول يشير إلى ما قلناه لكم..بينما الحديث الثاني يشير إلى أنه تعالى خلق إرادة ببعض الجواهر الخيرة عنده وهم آل الله نبيه وأهل بيته الأطهار صلّى الله عليهم أجمعين ففوضهم على الخلق بأمره فخلقوا كما أمرهم ولا استحالة عقلية في الإعتقاد بهذا الفهم..فهم مشيئته الأولى كما دل عليه الخبر الثاني؛ فبهم خلق الاشياء بما خلقه في آله الاطهار عليهم السلام من المشيئة والقوة والهيمنة على الأشياء ( الولاية التكوينية)، فمشيئتهم محدثة بينما مشيئته عزّ وجل أزلية غير مسبوقة بمشيئة غيره إذ لا مشيئة قبله عز وجل بينما مشيئتهم مستحدثة باعتبارها معلولة للإرادة الإلهية الأزلية...وليس هناك غير آل الله سابق عليهم بل هم أول خلق الله تعالى...فهم مشيئته التي خلقت بأمره....يا كميل:إطفئ السراج فقد طلع الصبح...!
سبحان من وهب ومنح وأكرم...!
والله الموفق للصواب
غريب الديار محمد جميل حمود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ٢٠ جمادى الأولى عام ١٤٤٥ هجري قمري.