معالجة روايات العلم الكسبي الوارد عنهم صلوات الله عليهم نظير:" لولا إنَّا نزداد لنفذ ما عندنا"
الإسم: سر من راى سامراء
النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نرجو من سماحتكم اﻹجابة على سؤالنا ونسأل الله التوفيق:
ما معنى قول اﻹمام عليه السلام: لولا إنا نزداد لنفذ ما عندنا؟ مامعنى. الزيادة وهم الكاملون وكيف ينفذ ما عندهم وما أعطوه للبشر ما هو إلا بمقدار قطرة من بحر ؟
الموضوع العقائدي: معالجة روايات العلم الكسبي الوارد عنهم صلوات الله عليهم نظير:" لولا إنَّا نزداد لنفذ ما عندنا".
بسمه تعالى
الجواب: الرواية المذكورة من الروايات الضعيفة سنداً ودلالةً، ودلالتها تفيد بأن علوم الأئمة الطاهرين عليهم السلام هو علم حصولي أي كسبي حصلوا عليه بالسعي والكسب والتعلم التدريجي، وهي رواية معارضة للأخبار المعتبرة الدالة على فعلية علومهم الحضورية الدفعية، وهي روايات أكثر إعتباراً من تلكم الروايات الحاكية عن العلوم الكسبية لهم، وروايات العلم الكسبي مخالفة للكتاب الكريم الدال على أن علومهم حضورية دفعية من علام الغيوب..ولو سلّمنا بصحة صدورها عن المعصومين المطهرين عليهم السلام فلا ريب في وجوب تأويلها بما يتناسب مع آيات التطهير وسعة علومهم بالإضافة إلى مخالفتها للأخبار الحضورية التي يجب تقديمها على الأخبار الحصولية...ولعلَّ المراد من قوله عليه السلام: (لولا إنا نزداد لنفذ ما عندنا) هو أن كل ما عندهم هو من الله تعالى صاحب الكرم والجود، ولولا اللطف الإلهي المعطاء والفياض عليهم في كلّ آن لنفذ ما عندنا، باعتباره تعالى العلّة الموجدة لعلومهم والعلة المبقية لها، فمن دونه تعالى لا يعقل حصولهم على المعارف والعلوم، ومن علّته المبقية لتلكم العلوم التي حباهم بها لما أمكن لهم إدخارها في صدورهم وعقولهم الشريفة، فمن أوجدها فيهم هو المبقى لها في بواطن عقولهم المباركة، فهو تعالى المفيض للعلوم عليهم كما أنه تعالى هو الحافظ لها من الإندثار والزوال سنقرئك فلا تنسى وتعيها أُذن واعية فهم يزدادون من فيضه وجوده في كلّ آن وزمان..ولولا هذا الفيض في الإزدياد والحفظ لما أمكنهم تخزين تلك المعلومات الدفعية التي حباهم بها قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ البقرة97 إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً الإنسان23.
فالإنزال الدفعي قد تم لمّا أوجدهم في العوالم السابقة ثم أبقاه لهم بعد نزولهم إلى العالم الملكي الدنيوي، فهم ليسوا بحاجة إلى معلم أرضي لأنهم هم المعلمون لعامة الخلق ولا عكس، فلولا فيض الله تعالى عليهم بإبقائه تعالى ما أعطاهم في سرائرهم لكان نفد ما عندهم من عطائه وجوده، فجوده إشارة إلى علمهم الظاهر للناس أو المؤكد للموضوعات الحادثة والمتجددة ..فلولا الله تعالى لما أخبروا بما كان وما يكون إلى يوم القيامة...ولولاه لنفدت علومهم باعتبارهم محدودين بالقياس إلى الله المطلق في وجوده وفيضه، فهو المعطي والمنان عليهم بما تفضل عليهم بالعلوم والمعارف والتوسم والحضور.. ولقد أجبنا بالتفصيل عن علوم أهل البيت الحضورية في كتابنا الموسوم بـ(شبهة إلقاء المعصوم في التهلكة ودحضها) فقد أثبتنا بالأرقام ودحضنا بالحجة والبرهان الرأيَ المخالف... فليراجع في الجزء الثاني ص289وما بعدها...والله تعالى هو حسبنا ونعم الوكيل والسلام.
حررها العبد المستكين محمد جميل حمود العاملي
ـ لبنان ـ بيروت بتاريخ 30 آب 2013م.