حكم وضع الكريمات والدهون على الجسم والإكتحال في في شهر رمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم الله يتقبل صيامكم وقيامكم..
هل وضع الدهون والكريمات على الجسم ووضع الكحل في العين من المفطرات ؟.
الله يحفظكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع الفقهي: (حكم وضع الكريمات والدهون على الجسم والإكتحال في في شهر رمضان)
بسم الله جلَّت عظمته
وعليكم السلام ورحمته وبركاته
الجواب: ليس من المفطرات في شهر رمضان تدهين الجسم بالكريمات الخاصة بالجلد وما شاكل ذلك لأنه ليس مأكولاً، نعم هو مشكِلٌ باعتباره حاجباً عن الغسل والوضوء سواء أكان في شهر رمضان أو سائر الأيام، فلا بد من إزالته لأجل صحة الغسل والوضوء.
وأمَّا الإكتحال في العين فهو حرام في شهر رمضان ومفطرٌ في حالةٍ واحدة هي فيما إذا كان في الكحل مسكٌ وما شابه ذلك مما يجد طعمه في فمه بل حتى لو لم يكن فيه مسكٌ أو عطر فإنَّه من المفطرات في حال وجد طعمه في الفم، وأكثر ما يبتلى به هنَّ النساء المتزينات اللواتي يحببن الكحل ومن به داء الرمد من الرجال..وما ورد في بعض الأخبار من جواز الإكتحال باعتباره ليس طعاماً يؤكل ولا شراباً يُشرَب كما في رواية إبن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الكحل للصائم؟ فقال: ( لا بأس به ليس بطعام يؤكل ) وغيره كخبر محمد بن مسلم عن إمامنا الباقر عليه السلام سأله عن الصائم يكتحل؟قال عليه السلام: (لا بأس به إنَّه ليس بطعامٍ ولا شراب) هذان الخبران لا يصح العمل بظاهرهما لأنهما يحكيان عن نوعية المفطرات التي تؤكل عادةً وليس منها الكحل، فالكحل ليس معداً للأكل، ولكن إذا دخل الجوف فلا ريب في كونه مفطراً حتى لو كان رملاً أو حصاة وما شاكلهما..هذا مضافاً إلى أنَّ الخبرين المذكورين مقيَّدان بموثقة سماعة المروية في الكافي والتهذيب قال: سألته عن الكحل للصائم فقال: إذا كان كحلاً ليس فيه مسك وليس له طعم في الحلق فليس به بأس ). وصحيح محمد بن مسلم المروي في التهذيب عن أحدهما عليه السّلام عن المرأة تكتحل وهي صائمة ؟ فقال: (إذا لم يكن تجد له طعماً في حلقها فلا بأس ). وخبر الحسين بن علوان عن الإمام الصادق عليه السّلام عن أبيه عليه السّلام قال عليه السلام: إن عليَّاً عليه السّلام كان لا يرى بأساً بالكحل للصائم إذا لم يجد طعمه ). وكلمة "للصائم" يشمل المرأة والرجل المصاب بالرمد، ولا يعني هذا أن تكتحل المرأة وتخرج من بيتها مكتحلة فإنه من المحرمات القطعية عند الشيعة الإمامية بل يقتصر إكتحالها على البقاء في بيتها، ولو اضطرت للخروج من منزلها يجب عليها إزالة الكحل أو أن تلقي على وجهها الخمار.. فتدبروا.
والله تعالى وليُّ المتقين
عبد الإمام الحجَّة القائم صلَّى الله عليه وآله
محمَّد جميل حمًّود العاملي
بيروت/بتاريخ 17 محرَّم الحرام 1445 هجري
الموافق 23 تموز 2024 ميلادي