• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (15)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1178)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : الفقه .

        • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .

              • الموضوع : إثبات قدسية تربة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السَّلام .

إثبات قدسية تربة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السَّلام

 

إثبات قدسيَّة تربة سيِّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام   
 

بسمه تعالى
 

السلام عليكم ورحمة الله
 

سؤال:
تفاجئت حينما تحدثت مع أحد مقلدي فضل الله وذكرت له أن فضل الله قال في مقابلة قناة العربية فيما قاله ـ مضمونا ـ أن تربة الامام الحسين لا قدسية لها، وأنه تستطيع تأخذها وتكسرها ... إلخ؟ فتفاجئت أن ذلك الشاب الذي يدّعي التعصب لأهل البيت عليهم السلام يتسائل وما الدليل على قدسيّة تربة الامام الحسين ع ؟ وما الاشكال ان تأخذها وتكسرها وترميها مؤكداً اقتناعه بكلام فضل الله!! ثم تسائل بخصوص المشي في كربلاء وفي النجف الأشرف أتسير حافياً أم بالحذاء !!

 

والجواب:

إثبات قدسيَّة تربة سيِّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام.
 

بسمه تعالى
 

إنَّ كلَّ من أحبَّ شخصاً يحبُّ الترابَ الذي يمشي عليه، فيشمه وينثره على رأسه ويُقبّله كما حصل للنصير الحسيني المولى الكبير حبيب بن مظاهر(رضي الله عنه) حيث كان يمشي خلف الإمام الحسين(عليه السلام)في صغره،فينثر تراب قدميّ الإمام عليه السلام تبركاً وإستغراقاً بمحبته لسيّده المعظّم سيّد الشهداء روحي فداه،وليس تراب قدميّ الملاك جبرائيل عليه السلام الذي جُعل فيه قابلية الحياة وقد استفاد منه السامري في قصته المشهورة في صناعته للعجل ثم خواره بواسطة خاصية الحياة الموجودة في ذلك التراب الذي ألقاه على العجل،والإمام الحسين (عليه السلام)أفضل من جبرائيل بالدليل القطعيّ لسنا في صدد بيانه في هذه العجالة بل له بحوثٌ أُخرى ـــ ككتابنا الفوائد البهيَّة في شرح عقائد الإمامية/الطبعة الرابعة الحديثة والمهمة فلتُراجع ـــ،فتقديس الارض باعتبار الخصوصية التي فيها وليس بما هي هي كما يقول الفلاسفة، وهل ثمة خصوصية أفضل من أئمتنا المطهرين (عليهم السلام)؟! كلا ثم كلا ! فأرض كربلاء التي داسها سيّد الشهداءعليه السلام بقدميه الشريفتين طاهرة إلى أسفل دركٍ منها،فكلّ جزء من أرض كربلاء علمنا بأنَّ الإمام عليه السلام مشى عليها يجب إحترامها  والتشافي بها والمحافظة عليها من الدنس والقاذورات،من هنا يجب شرعاً وعقلاً المحافظة على طهارة ما جاور ضريح الإمام الحسين وبقيّة الضرائح المقدّسة لائمة أهل البيت عليهم السلام بمقدار سبعين ذراعاً كما في الوسائل/كتاب الحج/باب المزار67 في رواية سليمان بن عمر السراج عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال  ":يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام على سبعين ذراعاً " وفي خبرٍ آخر لأبي حمزة الثمالي عن الإمام عليه السلام قال:"من أنّه يستشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال وكذلك طين قبر جدي رسول الله وكذلك طين قبر الحسن وعليّ ومحمد عليهم السلام فخذ منها فإنّها شفاء من كلّ سقم وجنّة مما يخاف.."وفي صحيحة عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام قال:"قبر الحسين عليه السلام عشرون ذراعاً مكسراً روضة من رياض الجنّة" كامل الزيارات/ باب فضل الحائر 89 . فالعقلُ يحكم بإحترام تلك التربة التي داستها قدما الإمام (عليه السلام)،وأما الشرع فقد وردت  الأخبار الكثيرة الآمرة بإحترامها وأنّ فيها الشفاء  والملائكة تتهادى فيما بينها بتربته،وقد أهدى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) زوجته امّ سلمى  شيئاًٍ من تربته في قارورة،كما أن الإمام الحسين عيه السلام قد أعطاها قارورةً أُخرى فيها من تراب قبره، وقد تحوّلت إلى دمٍ يوم مقتله( لعن الله ظالميه) كلّ ذلك خاصٌ بتربة القبر الشريف وما حوله بستةأذرع فإنّه يجب المحافظة عليه من النجاسة ويحرم توهينه ومنه يُطلب الشفاء،والأحوط وجوباً عندنا المحافظة على الموضع الذي جرى عليه القتال،لذا فإنّ وجود مراحيض في المنازل القريبة مما ذكرنا فيه إشكال،من هنا كان بعض العلماء الورعين لا يبولون ولا يغوطون في المراحيض في كلّ كربلاء بل كان –إذا زار كربلاء-يخرج إلى  خارجها  ليقضي حاجته وفي بعض الأحيان كان يقضي حاجته في وعاء أو كيسٍ ليرميه خارج كربلاء،ولعلّ ما ورد في بعض الإخبار الدالة على كراهة الأقامة في كربلاء وبقية المشاهد المشرفة قد يكون من حكمها وفلسفتها هو التقليل من إستيداع البول والغائط والمني في أماكن مجاورة لمشاهدهم الشريفة،مضافاً إلى فلسفة أو حكمة أُخرى منها قساوة القلوب بسبب طول المكوث بجوارهم.. لا سيما في كربلاء المطهرة، فمن هنا ورد أيضاً إستحباب التخفيف في الزيارة من دون إقامة...وعلى الحكومات الحالية في العراق السعي لإجراء شبكة مجارير للصرف الصحي بواسطة أنابيب ممدودة إلى خارج كربلاء أو على أقل تقدير المكان القريب من الضرائح المقدّسة،ولكن لا حياة لمن تنادى فمن يصغي لكلمة التقوى ما دام هناك فتاوى ترخيصية تسهّل عليهم حياتهم...! .
 وزبدة المخض:إنَّ حرمة هتك التربة الحسينيَّة (على صاحبها آلاف التحيَّة) من ضروريات ديننا،وهنا لا بدَّ لي من البحث في نقطتين هامتيّن :
(النقطة الأولى):حرمة توهين التربة الحسينيَّة المقدَّسة المأخوذة من نفس الضريح الطاهر،بل كلُّ ما وضِع على القبر للتبرك سوآء أكان طيناً أم شيئاً آخر.
(النقطة الثانية):حرمة توهين التربة الحسينيّة المقدّسة المأخوذة من الأماكن الأخرى في كربلاء المقدَّسة.
 وأمّا النقطة الاولى:فيدلُّ على إثباتها الأمور الآتية:
(الأمر الاول): الضرورة الدينيّة والإجماع القطعي دالان على حرمة توهين وهتك التربة الحسينيّة المأخوذة من نفس الضريح الشريف،ويتحقق التوهين والهتك بتنجيسها ووضعها على القاذورات او البصاق عليها-والعياذ بالله تعالى- وإلقائها ورميها على الأرض متعمداً لذلك بنفسه أو مسلّطاً الاطفال عليها،فكما يجب إحترام القرآن الكريم، يجب إحترامها أيضاً بنفس المناط ،فالهتك أعمّ من التنجيس،فيحرم الهتك ولو لم يكن ثمة تنجيس لها كما أشرنا.
(الأمر الثاني):كون التربة الحسينيَّة المطهرة من أعظم مصاديق حرمات الله تعالى وشعائره التي يجب تعظيمها بمقتضى قوله تعالى:"ذلك ومن يُعظّم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب" "ذلك ومن يعظّم حرمات الله فهو خيرٌ له عند ربّه" فكما يجب تعظيم كل ما يتعلق بالقرآن الكريم من الغلاف والورق لكونه من توابعه ولوازمه التي لا تنفكّ عنه،فكذا يجب تعظيم كلّ ما يتعلق بسيّد الشهداء (عليه السلام)بل وبسائر ما يتعلق بقبور الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) من الأثاث كالصندوق وغيره فضلاً عنها أنفسها لكونها متصلةً بها مما لا خفاء فيه في المذهب ،كما لا خفاء في تحقق الإهانة وهتك الحرمة بتلويث صحون المشاهد المطهرة بالنجاسة،بل بمطلق مباشرته لها،وذلك لكونها من لوازم المشهد المقدّس فيجب إحترامه وتقديسه بإجتناب تنجيسه تماماً كالقرآن حيث لا يجوز تنجيس الغلاف الخارجي له على حدّ تعبير صاحب الجواهر رحمه الله كما وقد ذهب رحمه الله تعالى-طبقاً لما ذهب إليه الشهيدان العامليان والمحقق الثاني قدَّس الله أسرارهم- إلى أنَّ كلَّ ما يكون متخذاً للتعظيم في كربلاء وغيرها من المشاهد المشرّفة لا يجوز توهينه وتحقيره نوليس منه ما لم يكُ معداً للتعظيمنلعدم صدق الإهانة والتحقير في مباشرة شيءٍ من ذلك للنجاسة ونحوها،وهو الحقّ الذي لا نحيد عنه.
(الأمر الثالث):كون تربته عليه السلام أفضل من تربة المساجد،ومشهده وسائر مشاهد الائمة عليهم السلام أفضل من كلّ المساجد،وقد ألحقّ الشهيدان العامليان والمحقق الثاني العاملي (رحمهم الله تعالى)الضرائح المقدّسة والمصحف بالمساجد فلا يجوز تنجيسها وتوهينها وتحقيرها بأيّ شكلٍ من الأشكال،وتبعهم على ذلك كلُّ من أتى بعدهم إلى يومنا هذا بلا منازع ،ولكننا خالفناهم بالمساواة المتقدّمة وقلنا بالأفضليّة لما جاء في نصوصٌ صريحة تدل على أفضلية طين قبور أئمتنا عليهم السلام من مطلق الطين والتراب، ومشاهدهم عليهم السلام أفضل من جميع المساجد لأنّ الله تعالى ذكره خلق من فاضل طينتهم السماوات والأرضين بل الأنبياء والمرسلين ، بل وردت الأخبار المتواترة في كامل الزيارات(باب فضل كربلاء) بأنّ أرض كربلاء أفضل من أرض الكعبة التي هي أشرف من كل المساجد على الإطلاق عدا عمَّا أخرجه الدليل،فكيف تكون مشاهدهم المقدَّسة ملحقةً بالمساجد مع أنَّها أصلٌ، في حين أنَّ المساجد فرعُ وجودِهم الأقدس،والفرع ملحَقٌ بالأصل وليس العكس؟! فالصحيح الأقوى عندنا هو ما ذكرنا آنفاً.
  فأرض كربلاء مقدَّسة-كما جاء في الأخبار الشريفة- والتي منها موثقة عمرو بن ثابت عن أبيه عن مولانا الإمام أبي جعفر(عليه السلام) قال:"خلق الله تبارك وتعالى ارض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وقدَّسها وبارك عليها قبل خلق الله الخلق مقدَّسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنَّة وأفضل منزل ومسكن يُسكن اللهُ فيه أولياءه في الجنَّة" وفي موثقة نوح بن دراج عن مولانا الإمام السجّاد عليه السلام عن عمته سيدة النساء  الصديقة الصغرى زينب عليها السلام عن رسول الله عن جبرائيل قال:"وهي ـــ  أي أرض كربلاء ـــ أطيب بقاع الأرض وأعظمها حرمة وأنّها من بطحاء الجنّة".. وغيرها من الأخبار الطاهرة.
   والقدر المتيقن من أرض كربلاء هي الغاضرية التي إستشهد عليها سيّد الشهداء واهل بيته وأصحابه عليهم السلام جميعاً كما جاء عن مولانا الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال:"الغاضرية هي البقعة التي كلَّم الله فيها موسى بن عمران عليه السلام وناجى نوحاً فيها،وهي أكرم أرضِ الله عليه ،ولولا ذلك ما استودع الله فيها أولياءه وأبناء نبيه،فزوروا قبورنا بالغاضرية"...وروي إلى أربعة فراسخ،وكلما قرُب منه كان أفضل،وكيفما كان فكربلاء هي الأرض التي دُفن فيها مولاما الإمام الحسين عليه السلام طاهرة مقدّسة لا يجوز تحقيرها وتوهينها بأيّ شكلٍ من أشكال التوهين والتحقير.
  وبعبارةٍ أخرى:إذا لم يجزِ تنجيس أيّ مسجد من مساجد المؤمنين لكونه محترماً ومقدّساً عند الله تعالى لانّه بيت للعبادة،فيحرم بطريقٍ أولى البيت الذي إستشهد عليه الإمام المظلوم عليه السلام وهذا البيت هو أرض الغاضرية على صاحبها آلاف السلام والتحيّة،لأنَّ بالإمام الحسين (روحي لتراب نعليه الفداء) تحققت العبادة لله في جميع مساجد المؤمنين،ولولاه لما كان ثمة عبادةٌ وعبّادٌ وموحدون إلى يوم القيامة،فللإمام الحسين فضلٌ على عامة الخلق جميعاً وهكذا آباؤه وأولاده الطاهرون (عليهم السلام) فيجب إحترام المكان الذي إنتسب إليه وحلَّ جسده المطهَّر فيه وما جاوره....فتأمل جيداً.
(الأمر الرابع):قوله تعالى:﴿وإذ جعلنا البيت مثابةً للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلَّى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والرُّكع السجود﴾.
 فالكعبة التي هي بيت الله للعبادة وكذلك مصلّى خليل الرحمان إبراهيم عليه السلام وهو موضع قدميه يجب المحافظة على طهارتهما ويحرم تنجيسهما وتحقيرهما وتوهينهما،وهكذا كلّ بيت للعبادة كمساجد المؤمنين يجب المحافظة على طهارتها بكلّ توابعها من الحصر والأثاث والبناء، ظاهره وباطنه وإحترامها بحرمة تنجيسها وتحقيرها وعدم جواز الصخب والعراك فيها بل ورد الإستحباب بخفض الصوت والخشوع والتفكر في عظمة الله تعالى كلما دخلها...إلخ،فكذا يجب المحافظة على طهارة المشاهد المشرفة بكلّ توابعها بطريقٍ أولى لكونها ـــ كما أشرنا سابقاً ـــ  أشرف من كلّ الأماكن الطاهرة المخصوصة للعبادة والتوسل والدعاء.
   وبهذا يتضح لك أيها المؤمن بأنَّ أرض الغاضرية طاهرة لكونها مدفن سيّد الشهداء عليه السلام وهو أمر لا خلاف فيه بين الإماميّة على الإطلاق ،وإنَّما وقع خلافٌ بسيطٌ في توسعة الدائرة المتيقنة والخارجة عن المقدار الذي حددته الأخبار الشريفة بأربعة فراسخ ،وهذا ما سنوضحه في النقطة الثانية.
  (النقطة الثانية):لا خلاف بأنّ الطين الذي وردت الأخبار بشأنه وأنَّ فيه الشفاء إنَّما هو طين القبر الشريف أو ما يقرب منه على وجه يلحق به عرفاً وهو الحائر الحسيني (على صاحبه آلاف السلام والتحيَّة) الذي حددته بعض الأخبار الشريفة بأنَّه عشرون ذراعاً في عشرين ذراعاً وهو روضة من رياض الجنَّة،فهذا المقدار يحرم تنجيسه وتوهينه،وهو القدر المتيقن من الأدلة،ولا يعني هذا أنَّه يجوز توهين المقدار الزائد عمّا ذكرنا،بل يجب إحترامه وتوقيره لكونه من توابع اللازم للقبر الشريف،فروايات العشرين ذراعاً أو السبعين ذراعاً هي حدود القبر ،وروايات الأربعة فراسخ أو الخمسة هي حدود الحرم،وفرقٌ بين حدود القبر وحدود الحرم،وكلاهما يجب إحترامه وتوقيره ،ولكنَّ الأول يتداوى به وهو أفضل من غيره البعيد عنه والذي يبلغ أربعة فراسخ على أبعد حدٍّ وبه قال الشهيد الثاني العاملي، قال في المسالك:" وقد إستثنى الأصحاب من ذلك تربة الإمام الحسين عليه السلام وهي تراب ما جاور قبره الشريف عرفاً او ما حوله إلى سبعين ذراعاً،وروي إلى أربعة فراسخ ،وطريق الجمع ترتبها في الفضل،وأفضلها ما أخذ بالدعاء المرسوم وختمها تحت القُبَّة المقدّسة بقراءة سورة القدر".
  وفي كتابه رحمه الله المسمَّى بالروضة قال:" والمراد بطين القبر الشريف تربة ما جاوره من الأرض وروي إلى أربعة فراسخ وكلما قرب منه كان أفضل وليس كذلك التربة المحترمة منها فإنّها مشروطة بأخذها من الضريح المقدّس او خارجه مع وضعها عليه وأخذها بالدعاء ولو وجد تربة منسوبة إليه حُكمَ بإحترامها حملاً على المعهود" ووافقه عليه صاحب التنقيح وصاحب الرياض،وهو الظاهر عندنا أيضاً مع زيادة أنَّ ما يؤخذ من خارج الحد وهو ثمانية فراسخ ولم يوضع على الضريح فإنَّه لم يثبت له حرمة التنجيس إلاَّ أن يأخذه بالدعاء المرسوم ويختم عليه،فيثبت له الحرمة حينئذٍ.
 والمتحصل من الأدلة أنَّ المحترم من التربة الحسينية التي لا يجوز تقريبها من النجاسة هو ما أُخذ من الضريح الشريف أو من خارج ووضع على الضريح المقدَّس ولو كان من مسافة ثمانية فراسخ ،وبهذا نكون قد جمعنا بين أخبار السبعين ذراعاً وخمسة فراسخ أو ثمانية كما إدّعى الشهيد الثاني ،وما أُخذ من تلك المسافة ولم يختم بالدعاء أو لم يُنسب إلى تربة الحائر الحسيني المقدَّس فالأحوط وجوباً مؤكداً إحترامها وتنزيهها عن النجاسات والقاذورات لا لشيءٍ سوى إنتسابها إلى المولى المعظَّم الحبيب مولانا الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) وهكذا الأمر بالنسبة لتربة ضرائح أئمتنا الميامين (عليهم السلام) حذو القذة بالقذة.
  وبعبارةٍ أخرى:يحرم توهين وتنجيس وتحقير ما أُخذ من خارج الضريح ـــ وجُعِلَ على شكل أقراص خاصة للصلاة ـــ مهما بلغ من المسافة سوآءٌ خُتِمَ بالدعاء او لا –كما يحصل في التُرَب الحسينية التي تتداولها أيدي المؤمنين في أنحاء العالم الشيعي- فإنّ بعضاً منها تُختم بالدعاء من قبل صانعيها بهذه الكيفيّة المخصوصة بل ويُكتب عليها إسم الإمام الحسين المظلوم عليه السلام،وبعضاً منها لا يُختَم بالدعاء وقرآءة سورة القدر،وذلك لإنتسابها إلى الإمام سيِّد الشهداء عليه السلام.
  والخلاصة:

لقد دلت كلمات اللغويين أنَّ معنى الحرم أو الحريم هو المكان المرافق لغيره،وما لا يجوز إنتهاكه ـــ على حدّ تعبير صاحب المنجد ـــ  فحريم البئر وغيره هو ما حولها من مرافقها وحقوقها،فالبئر التي يحفرها الرجل في موات ليس لأحدٍ أن ينزل فيه ولا ينازعه عليه،وحريم البئر خمسون ذراعاً وحريم الدار:حقوقها،وعليه فحريم الإمام الحسين عليه السلام هو خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر الشريف،فهذه الحقوق لا يجوز إنتهاكها بالمعاصي وكل ما يوجب التدنيس والتوهين،من هنا سُميّت كربلاء بالحرم كما سميت الكعبة والمسجد النبوي بالحرمين تسميّةً للشيء باشرف أجزائه ،فمكة والمدينة لا يجوز إنتهاكهما بما حرّمه الله تعالى ،وكما أنّ مكة كلّها حرمٌ كما ورد في بعض الأخبار ولا يصحّ دخولها إلاَّ بإحرامٍ وليس يعني هذا أنَّه يحرم على داخلها إنتعال الحذاء،كما لا يحرم السكن فيها وقضاء الحاجة،وقس عليه كربلاء المقدّسة فإنّها على مقدار خمسة فراسخ هي حرم الإمام الحسين (عليه السلام وروحي فداه) فلا يجوز للمؤمنين إرتكاب ما يخالف الشرع في هذه المساحة بل ينبغي ان يكونوا على هيئة المرأة الثكلى بولدها والمفجوعة بفقدان حبيبها،وكونها حرماً آمناً كالحرم المكي ــ بل هي أفضل ـــ لا يعني بالضرورة أن يخلع المؤمن نعليه عند دخوله في هذا الحدّ المقرّر ولا يعني أيضاً حرمة قضاء الحاجة ضمن الخمسة فراسخ وبعد السبعين ذراعاً،وإن كان الأفضل عدم فعل شيءٍ من هذا القبيل ضمن الأربعة فراسخ مهما أمكن كما أشرنا إلى بعض العارفين، ولا يستلزم ذلك جواز إنتهاكه بعدم الإحترام لا سيّما ما نُسب إليه من التربة المصنوعة من غير الضريح كما فصّلنا سابقاً،فإنّ حرمة تدنيسها من المسلمات عند فقهاء الإمامية والمؤمنين منذ عصور الأئمة الطاهرين عليهم السلام إلى يومنا هذا إلاَّ من خرج من ديننا ودخل في دين غيرنا،ولو ارتكب المرء ما يوجب الهتك متعمداً كما لو قضى حاجته إنتقاصاًبالحرم الحسيني المقدَّس، يكون قد ارتكب إثماً عظيماً ..!فما إدّعاه المشكّك الأكبر  الضال المضل من جواز تكسير التربة الحسينيّة المشرفة لكونها من غير الضريح الشريف يعتبر هتكاً لتربةٍ تشرّفت بالإنتساب إلى الإمام (عليه السلام) وقد خُتمت بالدعاء تحت قبته وكُتب إسمه الشريف عليها،فتكسيرها ورميها يُعدُّ إحتقاراً وهتكاً لها وللعنوان لا للمعنون بمعنى انّ الهتك إنصبَّ على العنوان الذي تعنونت به التربة الأجنبية عن تراب الضريح الشريف ،وهذا نظير تراب أيّ مسجد للعبادة فإنّه قبل بناء المسجد لا قداسة له ولا يجب إحترامه ولكنّه بعد بناء المسجد صار له قيمة معتبرة وذا قداسة فلا يجوز إنتهاكه بالتدنيس والتحقير مع أنَّه قبل المسجدية لم يكن له هذا الإحترام والتقديس،وهكذا التراب الذي صُنعت منه التربة الحسينيّة فيحرم هتكها لتعنونها بعنوان الإمام الحسين عليه السلام حتى ولو صُنعت من غير تراب كربلاء فلأجل الإنتساب إلى الإمام (فديته بنفسي)يجب إحترامها حملاً على المعهود...فما نفثه المشكِّك الأكبر لا قيمة له في سوق الفقه والعلم فدونه خرط القتادة،ولا يجوز الأخذ منه ولا الإستماع إليه لكونه ضالاً بفقهه وعقيدته ومضلاً لمن إتبعه،والعصمة من الضلال هي فقط للعارفين بهم والمتمسكين بعروتهم لا بعروة المخالفين لهم ولو كانوا من ذريتهم كما كان إبن النبيّ نوح عليه السلام وجعفر الكذّاب إبن الإمام الهادي عليه السلام، وسيعلم الذين ظلموا آلَ محمدٍ أيَّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين،والسلام عليكم ورحمته وبركاته.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/03/08   ||   القرّاء : 16428




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 يحرم حبس الطيور والحيوانات بغير حقٍّ..

 المرض هو من مسوغات الإفطار في شهر رمضان..

 ما حكم المادة الدهنية التي تفرزها الأُذن في صحة الغسل..؟

 تجب على المسافر زكاة الفطرة

 على من تجب زكاة الفطرة...؟

 كيف نقتدي بالإمام الأعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلَّى الله عليه وآله في يوم شهادته المقدَّسة..؟..

 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

ملفات عشوائية :



 يكفي الإطمئنان الشخصي في تقليد الأعلم بشروط

 نظرية الوحدة الإسلامية مخالفة للقرآن الكريم وأحاديث النبيّ وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام / القائلون بالوحدة هم من الفرقة البترية / التفسير الواقعي للبترية

 خطأ الفقيه وبعض تبعاته

 ــ(32)ــ الرد على من أنكر وجود مولانا الإمام الحجة المنتظر عليه السَّلام بحجة أنّ ميراث والده الإمام الحسن العسكري عليه السَّلام وُزِّعَ على زوجته وأخيه جعفر الكذاب

 سند حديث الكساء في غاية الصحّة والوثاقة

 ربيع اول هو مبدأ رأس السنة الهجريّة

 سؤال حول وحدوية مراجع التقليد ؟

جديد الصوتيات :



 كيف نقتدي بالإمام الأعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلَّى الله عليه وآله في يوم شهادته المقدَّسة..؟..

 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2201

  • التصفحات : 19365617

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 16/04/2024 - 19:30

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net