كل رجال أسانيد كتاب كامل الزيارات معتبرة
الإسم: *****
النص: باسمه تعالى، السلام عليكم سماحة الشيخ ورحمة الله وبركاته
كتاب كامل الزيارات لابن قولويه القمي رفع الله مقامه وأنار في الدارين أعلامه، كتاب معتبر عند الشيعة الإمامية، سؤالنا لكم فيما يرتبط بديباجة الكتاب فهل توثيق الشيخ الصدوق ابن قولويه في الديباجة يشمل جميع الرواة الى المعصوم او يقصر عن ذلك ويشمل فقط مشائخه كما قال به بعض الرجاليين ؟
أسألكم الدعاء
الموضوع الرجالي: كل رجال أسانيد كتاب كامل الزيارات معتبرة .
بسمه تبارك وتعالى
السلام عليكم
توثيق المحدّث الجليل أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي أعلى الله مقامه للرواة في كتابه الجليل(كامل الزيارات) لا يقتصر على مشايخه وأساتذته فحسب بل يشمل جميع من سمع منهم وروى عنهم بدلالة قوله رحمه الله تعالى:( ولا أخرجت فيه حديثاً روي عن الشذاذ من الرجال) ودعوى أن إبن قولويه يريد من عبارته المتقدمة توثيق مشايخه فقط فهو خلاف الإطلاق في عبارته الظاهرة في روايته عن الثقات الأجلاء من دون تحديد بمشايخه، وعلى مدّعي التحديد أن يأتينا بقرينة واضحة تدل على دعواه وهي مفقودة في البين، ولو فرضنا أنه أراد توثيق مشايخه فقط، فتوثيقهم دلالة واضحة على توثيق من رووا عنهم، فتوثيق مشايخه يستلزم توثيق من رووا عنهم بالدلالة التضمنية والإلتزامية، لا سيّما وأن أدلة حجية الخبر الواحد الثقة تشمل وثاقة كل من وثقه الثقة، ومن البعيد أن ينقل الثقة عن غير الثقة، وإحتمال إشتباه الثقة بحيث يحتمل في حقه النقل عن غير الثقة فهو وإن كان ممكناً وليس مستحيلاً إلا أنه مردود في أمثال المقام بمقتضى اصالة الصحة فيما يفعله ويقوله المؤمن الثقة، وحيث إن مشايخ إبن قولويه أجلاء الطائفة فما يروونه عن مشايخهم بالواسطة يعتبر توثيقاً عملياً لهم ولا يجوز ردهم ونعتهم بالفسق أو السذاجة في حال تمت الدعوى القائمة على أن الثقات معرضون للنقل عن غير الثقات من دون تدبر وتعقل، بل ولا يصح نعتهم بجهالة الحال لدى من ينقل عنهم مباشرة، لأن نقل الثقة يكون دائماً مضبوطاً ولا يكون إلا عن ثقة حتى يحصل العكس.
إن قيل لنا: إن ذهابكم إلى توثيق جميع الرواة الواقعين في الكتاب المذكور لا يستقيم مع وجود المراسيل فيه من غير مشايخ إبن قولويه القمي رحمه الله تعالى.
قلنا: إن إطلاقَ توثيق إبن قولويه لجميع من روى عنهم في كتابه محكمٌ ولا يخرج منه إلا ما عُلِم بطلانه، ومراسيله كمراسيل إبن أبي عمير، مع أن مراسيل كامل الزيارات قليلة بالقياس إلى مراسيل إبن أبي عمير الذي لا يروي ولا يرسل إلا عن ثقة، وهكذا بالنسبة إلى مراسيل إبن قولويه حيث لا يروي ولا يرسل إلا عن ثقة.
والمحصلة: أن توثيق الراوي بلا واسطة يستلزم عادة توثيق الراوي بالواسطة، لأن توثيق الثقة يعني توثيق كل من اعتمد عليه الموثوق به، فأنا حينما أثق بكم يستلزم وثوقي بكلّ من تثقون به، ومن البعيد جداً أنكم تثقون بالفاسق أو مجهول الحال وإلا لنعتكم الناس بالتقصير في الدين(حاشكم من ذلك الأمثلة تضرب ولا تقاس).
هذا كله بناءً على المسلك الأصولي القائل بأن العمدة على الخبر الثقة، وأما بناءً على المسلك الآخر القائل بأن العمدة في قبول الأخبار إنما هو على الخبر الموثوق الصدور وهو مسلك المتقدمين فلا داعي للبحث والنقاش في راوي الخبر ما دامت القرائن والشواهد تؤيده، وهو المعول عندنا، بالإضافة إلى أن كتاب كامل الزيارات وتفسير القمي ونظائرهما من أهم المصادر الحديثية والتفسيرية عندنا نحن الإمامية، وهي كتب معتمدة وتعد من الأصول الأربعمائة، فالتشكيك في بعض أسانيدها والجدل حوله ليس بريئاً لدى البعض ممن يناقش ويجادل في تلكم الأصول لا لشيء سوى تضعيف الكتب المذكورة التي هي المنطلق في تنشيط الحركة الولائية لأهل البيت والبراءة من أعدائهم، ونحن لاحظنا أن التشكيك منصب على ثلاثة كتب على وجه الخصوص هي التالي: كتاب كامل الزيارات وتفسير القمي والكافي.
وما ذلك إلا لأن هذه الكتب الشريفة تتولى البراءة من أعداء آل محمد عليهم السلام،ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم... والحمد لله والسلام عليكم.
حررها الأحقر محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 10 ربيع الثاني 1434هـ.