• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (457)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1172)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .

        • القسم الفرعي : فقهي تاريخي .

              • الموضوع : شبهة تزويج النبي آدم عليه السلام بنيه من بناته والرد عليها .

شبهة تزويج النبي آدم عليه السلام بنيه من بناته والرد عليها

 

الموضوع : شبهة تزويج النبي آدم عليه السلام بنيه من بناته والرد عليها
الإسم:  
النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 
عظم الله اجورنا واجوركم بمصابنا بأستشهاد السيدة رقية بنت الجسين(الحسين) عليه السلام 
سماحة المرجع الديني الكبير المجاهد العلامة المحقق شيخنا ومولانا محمد جميل حمود العاملي دام ظلة(ظله)
اطلب من سماحتم(سماحتكم) بحثاً مفصلاً ومطولاً حول تناسل الطبقة الاولى لابناء آدم عليهم السلام 
وما هو ردكم على صاحب الميزان حيث يقول في الجزء الرابع الصفحة 149 في تفسيره تفسيره اول سورة النساء ان الاخوة والاخوات تزوج بعضهم البعض ولم يكن هناك حرمة للزواج بين الاخ والاخت ويقول هذا الكلام صحيح ومقبول في بداية المجتمع ويقول كان التشريع الديني لا يحرم زواج الاخ واخته ويقول انا لا ارى ثمة مشكلة في ذالك(ذلك) فالحرمة الشريعيه(التشريعية) جاءت متأخرة وكذالك(وكذلك) ما هو ردكم على صاحب تفسير الامثل الذي يقول في الجزء الثالث صفحه 11 - 12 نفس كلام الطبطبائي .
ولدكم الشيخ 

 

 
الموضوع : شبهة تزويج النبي آدم عليه السلام بنيه من بناته والرد عليها.
 بسمه تعالى
 
السلام عليكم    
     ما أفاده السيِّد الطبطبائي صاحب الميزان وغيره بشأن زواج أولاد نبيّ الله آدم عليه السلام لا يتوافق مع أصول تشريعاتنا الثابتة التي لا يطرأ عليها التبديل والتعديل، لأن المشرّع هو الله العليّ القدير تبارك شأنه، فلا تنقصه القدرة لإتمام الحجة على الخلق في مسألة التناسل من غير الأرحام، فكما أنه تعالى خلق آدم عليه السلام من العدم وخلق حواء عليها السلام من فاضل طينته فهو قادرٌ بطريق أَوْلى أن يخلق أولادهما بمزاوجة من غير طريق الإخوة والأخوات بل بسببٍ آخر أقل كلفة ومؤنة وهو وعاء جنية وحورية بصورة إنسية، فها هو تعالى قد خلق نبيَّه عيسى عليه السلام من دون أب ولكن من طريق وعاء واحد هو أُمُّه السيدة مريم عليها السلام، فقد خلقه من سبب واحد لا من سببين بقدرته، فما الضير أن يخلق أولاداً أحفاداً لأبينا آدم عليه السلام من وعاء آخر كما أشرنا آنفاً.
  والشبهة التي وقع فيها السيّد الطبطبائي وأمثاله تنم عن قصورٍ في فهم التشريع الكامل لاحكام الإسلام وتنسب العجز في القدرة الإلهية التي لا يحيطها خيال ولا تستوعبها عقول المستغرقين بجلباب المادة والنقص.
  وعُمدة ما استدل به هذا الفريق من العلماء هو دليلان، عقليٌّ وآخر نقليٌّ:
 (الأول): ادَّعوا فيه بأن تزويج النبيّ آدم عليه السلام بناته من بنيه إنَّما كان لأجل حفظ النظام العائلي من الإندثار، فاقتضت المصلحة تزويج الإخوة بالأخوات.
(الثاني): اعتمدوا على ظواهر بعض الأخبار.
إيرادنا على الدليل الأول بوجوه:
(الوجه الأول): إن المصلحة المدَّعاة تخالف السنن التكوينية والتشريعية في التوحيد الفطري، فالسنن الإلهية على قسمين: سنن تكوينية وأخرى سنن تشريعية، فالسنن التكوينية هي ما نراها من العلل والمعاليل، فمنها ظاهر ومنها مخفيّ، منها مألوف ومنها غير مألوف، فالجاعل للأسباب قادر بنفسه على تبديل الأسباب الظاهرية إلى أسباب غير ظاهرية أو غير مألوفة، فيخلق أسباباً جديدة إبداعاً منه تعالى شأنه، فالبشر يتوالدون من خلال الأب والأم ولكن ثمة طريق آخر للتوالد كالجنيّة والحورية وغيرهما من الأوعية، والأسباب متنوعة عنده تعالى لمصالح متنوعة نظير ما فعله تعالى بنار نمرود التي أججها لنبيّ الله إبراهيم عليه السلام فحوَّل عليه النار برداً وسلاماً، مع أن العلَّة وهي النار هنا تحرق الأجسام ولكنه تعالى بدّل العلَّة المحرقة إلى علَّة أخرى لا تحرق، وهكذا بالنسبة إلى مريم عليها السلام التي نفخ جبرائيل في جيبها بعد أن تسائلت منه بقولها﴿ قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون﴾ فالتدقيق بقوله تعالى﴿ يخلق ما يشاء﴾ إشارة واضحة لما قلنا من أن الله تعالى يختار الأسباب كيفما يشاء ولا يعجزه عنها شيء.... وكذلك لو نظرنا إلى ما فعله النبيّ عيسى عليه السلام الذي خلق من الطين طيراً، فقد خلق الطيرَ من الطين، فلا توجد سنخية بين الطين والطير ولكنه تعالى جعل بينهما سنخية خفية لا نعرف كنهها، فلماذا لا تكون هذه الجعلية التكوينية موجودة في العلاقة الزوجية بين أولاد آدم عليه السلام ؟ .
  وبعبارة أخرى: إن الله تعالى يتصرف في العلل والمعاليل بإبداع منه تعالى لأجل المصالح الواقعية، وهذا التصرف يعتبر لازماً وذلك بإيجاد السنخية بين الحورية والإنسي وبين الجنية والإنسي، والعجب من هذا الفيلسوف كيف يسأل الله تعالى أن يزوجه بالحور العين يوم القيامة وينكر ذلك لإبن آدم عليه السلام مع أن السنخية لازمة في جميع العوالم بعد الفراغ من أن الإنسان إنسانٌ بما له من الطبائع والغرائز في أيِّ نشأة من النشئات، فالقادر على السنخية في الجنَّة هو قادر عليها في الدنيا بطريقٍ أولى، فيرجى التأمل جيداً فإنه دقيق.
(الوجه الثاني): فكما أن الله تبارك شأنه يحفظ النظام التكويني بالوسائل الإعجازية فخلق ملائكةً لا يراها البشر إلا نادراً، فكذا يمكنه أن يحفظ النظام الإجتماعي ــ مع كون النظام الإجتماعي أدون من النظام التكويني ـــ بطريقٍ أولى فيخلق حوريتين يتم خلالهما إكمال عملية التناسل من دون أن يكون ثمة محذورٍ في مسألة التناسل.
(الوجه الثالث): بالإضافة إلى ذلك فإن حفظ النظام لمصلحة عبر تناسل الإخوة من الأخوات في عهد سيدنا آدم عليه السلام ليس منحصراً حينئذٍ بأولاد آدم عليه السلام بل لماذا لا ينحصر بمناكحة آدم عليه السلام لإحدى بناته كي تنجب له أولاداً لحفظ النظام والعياذ بالله تعالى ؟! فإذا كانت المصلحة أن ينكحَ الإخوةُ الأخواتِ لأجل مصلحة حفظ النظام بالتناسل فلماذا لا يكون حفظ النظام بمناكحة آدم عليه السلام لبناته لأجل المصلحة التي ادَّعاها هذا الفريق من أهل العلم ؟!. فما دام المناط واحداً وهو حفظ النظام كان هو المبرر لنكاح الإخوة من الأخوات فلا مبرر حينئذٍ لحصره بالإخوة دون الأب الآدمي عليه السلام، فلا بدَّ إذاً من القول بأن حفظ النظام يتم عبر الأسباب الظاهرية والأخرى الباطنية، فإذا انتفى الأول أو امتنع وجوده، تعيَّن العمل بالثاني، ومن هذا القبيل عملية تناسل أولاد آدم عليه السلام، فحيث امتنع السبب الظاهري ــ وهو نكاح الإخوة بالأخوات لحفظ النظام بسبب حرمة ذلك الفعل باعتباره خلاف الفطرة التي فطر الناس عليها ــ تعيَّن العمل بالسبب الخفي وهو إنزال حوريتين أو جنيتين صالحتين يتم خلالهما حفظ النظام التناسلي وبقائه، يرجى التدبر.
    بالإضافة إلى ذلك فإن ضرورة العقل قاضية بأن مفاسد النفس الأمرية لا تتغيَّر أصلاً، ومنها مفسدة نكاح الأخوات لما فيها من مفاسد واقعية لا يمكن أن تحللها الظروف والمناسبات، ومن المفاسد المترتبة على نكاح السفاح وقوع أنبياء الله تعالى وصفوة خلقه في معرض غمز الناس بنسبهم وأنه من نكاح المحارم.
 والأغرب من ذلك دعوى السيِّد صاحب الميزان بأن الفطرة لا تنفي النكاح بين الإخوة والأخوات بدليل صدوره من مثل المجوس وشيوعه قانونياً في روسيا وأوروبا... فيدفعه بأن قياس الفطرة المشوبة بالفطرة السليمة وبالعكس فاسدٌ والفطرة الملوثة لا تأبى حتى الزنا بالأُم، فهل يا تُرى يكون مشرَّعاً وصحيحاً بنظر السيد الطبطبائي لا لشيءٍ سوى أن الفطرة الروسية والأوروبية لا تأبى نكاح السفاح بين المحارم ؟ إنه لإفتراء عظيم على شريعة سيّد المرسلين وآله الطاهرين عليهم السلام.
(الوجه الرابع): دعوى أن الحرمة التشريعية جاءت بعد ذلك وأنها ليست تكوينية حتى لا تقبل التغيير..ركيكة أيضاً، وذلك لأن حرمة نكاح الأخوات هو حكم تشريعيّ وتكويني معاً فلا يمكن تغييره البتة، وعلى فرض كونها تشريعية  فقط كما أفاد صاحب الشبهة فلا يستلزم كونها تشريعية أن تكون قابلة للتغيير والتبديل ، إذ ليس كلُّ تشريع قابلاً للتغيير في كلّ عصر أو زمان، فهناك ثوابت تشريعية لا يمكن طروّ التبديل والتغيير عليها كحرمة شرب الخمر والزنا واللواط والسحاق وقتل النفس البريئة والظلم والكذب وما شاكلها من ثوابت تشريعية غير قابلة للتبديل والتغيير طبقاً للظروف والمناسبات، فما ادَّعاه السيد الطباطبائي بأن الحرمة تشريعية تتبع المصالح والمفاسد تنحصر في الأحكام التشريعية المتحركة وليس في الثوابت في كلّ الشرائع، ونكاح سفاح المحارم من الثوابت الأكيدة في عامة الشرائع كما تشير إلى ذلك بعض الأخبار الشريفة، كما أن نبيّ الله آدم عليه السلام هو على دين رسول الله محمد صلى الله عليه وآله كما هو فحوى بعض الأخبار، ومن ضروريات دين النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله تحريم النكاح الأخوي .
  وبعبارةٍ أُخرى: ثمة أخبار دالة على أن نكاح المحارم من كليات الشرائع لا تتغيَّر، وبذلك يظهر فساد مزعمة أن الشرائع تتغيَّر، وهي دعوى دونها خرط القتاد لم يأتنا السيّد الطبطبائي عليها بدليلٍ معتدٍ به .
إيرادنا على الدليل الثاني:
لقد اعتمد الطبطبائي على صحة تناسل الطبقة الثانية من الإنسان بإطلاق قوله تعالى﴿ وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً﴾ بتقريب أن النسل الموجود من الإنسان إنما ينتهي إلى آدم وزوجته من غير أن يشاركهما في ذلك غيرهما من ذكر وأنثى...كما أنه اعتمد على بعض الأخبار كخبر الإحتجاج عن الإمام السجاد عليه السلام في حديث منسوب إليه يدل على زواج هابيل بلوزا أخت قابيل وتزويج قابيل بإقليما أخت هابيل..إلخ.
  وما اعتمده هزيل بل ساقط عن درجة الإستدلال وذلك لأن مطلقات الآيات القرآنية في غالب الموارد لم تبقَ على إطلاقها، لأن تلكم المطلقات لها مقيدات لا يمكن تجاهلها، ونحن مع المحقق الشيخ الأنصاري رحمه الله تعالى الذي ذهب إلى أن ما ورد في المعاملات ليس بمطلق بل له مقيدات، والتقييد ليس حكراً على العبادات بل يشمل المعاملات نظير قوله تعالى﴿ أحل الله البيع﴾ و﴿تجارة عن تراضٍ﴾ وما شاكل ذلك فلا يمكن الإستناد إليها من دون ورود تقييد لها، وهذه المطلقات مسوقة لبيان أصل التشريع لا لبيان الوظيفة الفعلية من دون تقييد.
(وبالجملة): إنَّ كلَّ مطلق في كلّ كلام، قابل للتقييد وبالأخص مطلقات القرآن التي هي من جملة الكلام القابل للتقييد، فلنا أن نقيِّد الآية ــ التي تمسك بها صاحب الميزان رحمه الله ــ بما ورد في الأخبار الأخرى لا سيَّما رواية علل الشرائع التي لم تعجب السيد الطبطبائي مع كونها موافقة للتقوى والورع عن محارم الله تعالى لا سيما أعراض الأنبياء ونواميسهم الشريفة.
  بالإضافة إلى ذلك فإنَّ ما اعتمده صاحب الميزان وأمثاله مردود بوجوه:
(الوجه الأول): إن ما اعتمده رحمه الله تعالى مخالف للفطرة الإلهية في السنن الكونية والتشريعية الدالة على قباحة تزويج الإخوة من الأخوات، ولعلَّ خبر سليمان بن خالد المروي في تفسير العياشي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إن الناس يزعمون أن آدم عليه السلام زوَّج بنته من إبنه ؟ فقال عليه السلام: قد قال الناس كذلك لكن يا سليمان أما علمت أن رسول الله قال: لو علمتُ أن آدم عليه السلام زوج بنته من إبنه لزوجتُ زينب من القاسم وما كنت لأرغب عن دين آدم..". فهذا يدل بصراحة على أن تحريم المحرمات كان مشروعاً في جميع الأديان منذ آدم إلى خاتم الأنبياء محمد صلّى الله عليه وآله ما يضفي على المسألة عنصر الفطرة الإلهية التي لا تتبدل بتبدل الظروف والمصالح .
(الوجه الثاني): إن الخبر الذي اعتمده صاحب الميزان  يتوافق مع أخبار التوراة التي تجيز زواج الإخوة بالأخوات كما أنه يتوافق مع أخبار المخالفين الذين رووا ثلة من الأخبار الدالة على تزويج آدم عليه السلام بناته من بنيه، ولا ينقضي عجبي من صاحب الميزان وأمثاله كيف لم يعالج الخبر بموازين الترجيح الدالة على طرح الخبر الموافق للعامة، لأن مقتضى الصناعة الفقهية معالجة الأخبار المجوزة لزواج السفاح بحملها على التقية على فرض صحتها على أقل تقدير وإلا فتُطرح من أساسها لمناهضتها لحكم الفطرة والعقول السليمة والأخبار النافية وموافقتها لأخبار العامة التي يجب مخالفتها لأن الرشد في خلافها.
   وبالجملة: إن مقتضى الصناعة في علاج المتعارضين هو حمل الأخبار المجوزة على التقية أو طرحها من أساسها ثم تقديم المعارض لها الدال على عدم تحقق الزواج المنسوب لأولاد آدم عليه السلام مع بعضهم البعض.
(الوجه الثالث): الروايات التي اعتمدها القائلون بصدور نكاح بنين آدم عليه السلام لأخواتهم هما روايتا قُرب الإسناد ومرسلة الإحتجاج، والمرسل لا يصلح للإحتجاج، ورواية قرب الإسناد ــ على فرض صحة سندها ــ مع ضميمة مرسلة الإحتجاج أعرض الأصحاب عنهما ـــ لمعارضتهما للأخبار الصحيحة ولأن رواية قرب الإسناد فيها ما يبعد صدوره عن المعصوم عليه السلام ـــ وإعراضهم يوجب وهن الخبر، مع التأكيد على أن هاتين الروايتين بالرغم من ضعفهما السندي والمضموني لا يمكن لهما مناهضة الأخبار الكثيرة الذامة لنكاح المحارم، فمقتضى الصناعة الفقهية تقديم أخبار الطائفة الذامة لقرائن توجب الأخذ بها مع وفورها من حيث الكثرة العددية، وهذا كافٍ شرعاً وعقلاً بوجوب تقديمها على الطائفة المبيحة.

 

  وخلاصة الأمر: أن روايتي علل الشرائع وغيرهما من الأخبار النافية لنكاح المحارم في عهد نبيّ الله آدم عليه السلام متقدمتان على روايتي قرب الإسناد والإحتجاج للنكات الفقهية التي ذكرنا، والرواية الأولى في العلل عن إبن نوبة عن زرارة صحيحة سنداً لأن إبن نويه هو عمر بن توبة، فنوبة تصحيف توبة، وعمر المذكور هو أبو يحيى الصنعاني المعاصر للإمام الصادق عليه السلام ومن أصحابه الكرام... كما أن الرواية تتضمن ذكر إبن فضال التي اتفقت الطائفة على الأخذ بما رواه إبن فضال، بل كل رواية يقع فيع فيها أحد أصحاب الإجماع ــ وإبن فضال واحد منهم ــ تعتبر صحيحة ومعتبرة... وبالغض عن سندها والرواية التي تليها في العلل فإن الأصحاب قد اخذوا بهما وأعرضوا عن غيرهما من الأخبار المبيحة لنكاح المحارم، وعمل الأصحاب بها يصحح ويجبر ضعفها السندي، فيجب ــ كما أشرنا فيما مضى ـــ الأخذ بما وافق الأصحاب ويجب هجر ما أعرضوا عنه لا سيّما إذا كان الإعراض بسبب قرائن توجب الإعراض لا لأن الإعراض مطلوب بذاته من دون ترجيح للإعراض، فتأمل.
 وها نحن نعرض الخبرين الواردين في علل الشرائع، باب 17علة كيفية بدء النسل:
1 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار جميعا قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن أحمد بن إبراهيم بن عمار قال: حدثنا ابن نويه رواه عن زرارة قال: سئل أبو عبد الله عليه السَّلام كيف بدء النسل من ذرية آدم عليه السَّلام فإن عندنا أناس يقولون إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم عليه السَّلام ان يزوج بناته من بنيه وان هذا الخلق كله أصله من الاخوة والأخوات؟ قال أبو عبد الله: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا إن الله عز وجل جعل أصل صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله وحججه والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام، ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال وقد أخذ ميثاقهم على الحلال والطهر الطاهر الطيب والله لقد نبأت ان بعض البهائم تنكرت له أخته فلما نزا عليها ونزل كشف له عنها وعلم أنها أخته أخرج عزموله ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا. قال زرارة: ثم سئل (عليه السَّلام) عن خلق حواء وقيل له ان أناسا عندنا يقولون إن الله عز وجل خلق حواء من ضلع آدم الأيسر الأقصى؟ قال سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، أيقول من يقول هذا إن الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه، وجعل لمتكلم من أهل التشنيع سبيلا إلى الكلام، يقول إن آدم كان ينكح بعضه بعضا إذا كانت من ضلعه ما لهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم، ثم قال إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم من الطين وأمر الملائكة فسجدوا له ألقى عليه السبات ثم أبتدع له خلقا، ثم جعلها في موضع النقرة التي بين وركيه، وذلك لكي تكون المرأة تبعا للرجل، فأقبلت تتحرك فانتبه لتحركها فلما انتبه نوديت ان تنحَّيْ (تَنَحِِّ) عنه فلما نظر إلى إليها نظر إلى خلق حسن تشبه صورته غير أنها أنثى فكلمها فكلمته بلغته، فقال لها من أنت؟ فقالت خلق خلقني الله كما ترى، فقال آدم عند ذلك يا رب من هذا الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه والنظر إليه؟ فقال الله هذه أمتي حواء أفتحب أن تكون معك فتؤنسك وتحدثك وتأتمر لأمرك؟ قال: نعم يا رب ولك بذلك الحمد والشكر ما بقيت، فقال الله تبارك وتعالى فاخطبها إليّ فإنها أمتي وقد تصلح أيضا للشهوة، وألقى الله عليه الشهوة وقد علمه قبل ذلك المعرفة، فقال يا رب فإني أخطبها إليك فما رضاك لذلك؟ فقال رضائي ان تعلمها معالم ديني، فقال ذلك لك يا رب أن شئت ذلك، قال: قد شئت ذلك وقد زوجتكها فضمها إليك، فقال: أقبلي، فقالت بل أنت فاقبل إليّ، فأمر الله عز وجل آدم ان يقوم إليها فقام، ولولا ذلك لكان النساء هن يذهبن إلى الرجال حتى خطبن على أنفسهن، فهذه قصة حواء صلوات الله عليها.
2 - أبي رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن ابن أبان، عن محمد بن أورمة، عن النوفلي، عن علي بن داود اليعقوبي عن الحسن بن مقاتل، عمن سمع زرارة يقول سئل أبو عبد الله عليه السَّلام عن بدء النسل من آدم كيف كان وعن بدء النسل عن ذرية آدم فان أناسا عندنا يقولون إن الله عز وجل أوحى إلى آدم يزوج بناته ببنيه وان هذا الخلق كله أصله من الاخوة والأخوات؟ فقال أبو عبد الله عليه السَّلام: تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا يقول من قال هذا بان الله عز وجل خلق صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال وقد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب، فوالله لقد تبينت ان بعض البهائم تنكرت له أخته فلما نزا عليها ونزل كشف له عنها فلما علم أنها أخته أخرج عزموله ثم قبض عليه بأسنانه حتى قطعه فخر ميتا، وآخر تنكرت له أمه ففعل هذا بعينه فكيف الانسان في انسيته وفضله وعلمه، غير انّ جيلا من هذا الخلق الذي ترون رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم وأخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه فصاروا إلى ما قد ترون من الضلال والجهل بالعلم، كيف كانت الأشياء الماضية من بدء ان خلق الله ما خلق وما هو كاين أبدا، ثم قال ويح هؤلاء أين هم عما لم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولا فقهاء أهل العراق ان الله عز وجل أمر القلم فجرى على اللوح المحفوظ بما هو كاين إلى يوم القيامة قبل خلق آدم بألفي عام وان كتب الله كلها فيما جرى فيه القلم في كلها تحريم الأخوات على الاخوة مع ما حرم وهذا نحن قد نرى منها هذه الكتب الأربعة المشهورة في هذا العالم: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، أنزلها الله عن اللوح المحفوظ عن رسله صلوات الله عليهم أجمعين، منها التوراة على موسى (عليه السَّلام) والزبور على داود (عليه السَّلام) والإنجيل على عيسى (عليه السَّلام) والقرآن على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى النبيين عليهم السَّلام، وليس فيها تحليل شئ من ذلك، حقا أقول ما أراد من يقول هذا وشبهه إلا تقوية حجج المجوس فما لهم قاتلهم الله، ثم أنشأ يحدثنا كيف كان بدء النسل من آدم وكيف كان بد النسل من ذرية، فقال: ان آدم عليه السَّلام ولد له سبعون بطنا في كل بطن غلام وجارية إلى أن قتل هابيل، فلما قتل قابيل هابيل جزع آدم على هابيل جزعا قطعه عن اتيان النساء فبقي لا يستطيع ان يغشى حواء خمسمائة عام ثم تخلى ما به من الجزع عليه فغشي حواء فوهب الله له شيئا وحده ليس معه ثان، واسم شيث هبة الله وهو أول من أوصى إليه من الآدميين في الأرض، ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثان فلما أدركا وأراد الله عز وجل ان يبلغ بالنسل ما ترون وأن يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرم الله عز وجل من الأخوات على الاخوة انزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنة اسمها ( نزلة ) فأمر الله عز وجل آدم ان يزوجها من شيث فزوجها منه، ثم أنزل بعد العصر حوراء من الجنة اسمها ( منزلة ) فأمر الله تعالى آدم ان يزوجها من يافث فزوجها منه فولد لشيث غلام وولدت ليافث جارية فأمر الله عز وجل آدم حين أدركا ان يزوج بنت يافث من ابن شيث ففعل فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما ومعاذ الله أن يكون ذلك على ما قالوا من الاخوة والأخوات.
وبما تقدَّم يتضح بأن خبري العلل نستفيد منهما الأمور الآتية:
(الأمر الأول):     إن حرمة التزويج بين الإخوة والأخوات هو حكم إلهي ثابت في جميع الشرائع من دون تخصيص بشريعة رسول الله وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام.
(الأمر الثاني):    إن القول بصحة نكاح المحارم ينافي طيب الولادة عند الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وغيرهم من الصالحين.
(الأمر الثالث):    إن المخالفين يذهبون إلى حلية زواج نكاح المحارم في عهد آدم عليه السلام، وقد جعل الله تعالى الرشد في خلافهم.
(الأمر الرابع):    إن المخالفين قائلون باتفاق الأديان في كليات الأحكام وهو يناقض قولهم بحلية تزويج الأخ لإخته في عهد آدم عليه السلام.
(الأمر الخامس):  إن جبلّة بعض الحيوانات تأبى عن زواج المحارم فيما بينها فكيف لا تأبى النفوس البشرية السليمة ذلك؟ .
(الأمر السادس):  منافاة زواج نكاح المحارم مع قدرة الله تعالى، وهذا يمنع من الإعتقاد بجواز صدور من مثل هذا الزواج .
(الأمر السابع):    إن حواء خلقت من فاضل طينة آدم لا من ضلعه.
(الأمر الثامن):    إن الزواج بين بني الأعمام إنما نشأ بعد بلوغ إبن شيث وبنت يافث. 
  وفي نهاية المطاف : إن الحقَّ هو ما ذهب إليه مشهور الأصحاب رضوان الله تعالى عليهم من حرمة نكاح المحارم وأن ما جاء في بعض الأخبار الدالة على صدور نكاح المحارم بين أولاد آدم عليه السلام هي أخبار تتوافق مع أخبار المجوس والعامة واليهود والنصارى في العهد القديم، ولا يجوز نسبة ذلك إلى نبيّ الله آدم عليه السلام لان فيه نسبة نقص عليه، ونحن لا ينقضي عجبنا من علماء نزهوا عائشة عن خيانتها بعد شهادة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في حين لا يتورعون عن نسبة الخيانة إلى أول نبي على وجه البسيطة فينسبون إليه تزويجه بنيه من بناته ويعتبرونه حكماً شرعياً.. اللهم احكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله وهو حسبنا ونعم الوكيل..والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 
حررها العبد الفقير إلى الله تعالى والحجة القائم أرواحنا فداه عبدهما محمد جميل حمود العاملي، بيروت، بتاريخ يوم السبت 4 ربيع الأول 1433هــ

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/21   ||   القرّاء : 3056




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 ما مدى صحة الفقرة الواردة في زيارة مولاتنا الصدّيقة المطهرة زينب الكبرى صلوات الله وتسليماته عليها: (السَّلام عليك أيتها المتحيّرة في وقوفك في القتلى..) ؟.

ملفات عشوائية :



 متى يبدأ وقت النهار ؟ هل يبتدئ ببزوغ الفجر الصادق أو بظهور الحمرة المشرقية..؟

 المنافق تصدر منه أفعال تدل على الطاعة والإيمان ولا يستلزم هذا إيمانه وحسن طاعته

 تضعيف الشيخ المفيد رحمه الله لكتاب سليم بن قيس الهلالي والإيراد عليه

 ـ(2)ــ من هي أم مولانا الإمام الحجة عليه السَّلام؟

 أذكار وأدعية لدفع وجع الأضراس / نباتات تنفع في علاج وجع الأضراس / عوذة لوجع الأضراس

 الخلاف الفقهي في وجوب الصلاة على النبيّ وآله في غير الصلاة

 التقية، أقسامها وموارد استعمالها، وما الفارق بينها وبين المداراة؟

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2193

  • التصفحات : 19167031

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 19/03/2024 - 08:52

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net