تحقيقنا الفريد في إثبات وجود بنت للإمام الحسين عليهما السلام بإسم رقية مدفونة في خربة الشام
الإسم: *****
النص: باسمه تعالى ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الجليل المجاهد على الثغر الراكز رمحه في حدقة المشعوذين والمولغ نصله في رقاب المشككين لا فل حده ولا غمزت قناته
وبعد، فقد علت الأصوات القبيحة النشاز بين المؤمنين الموالين آيتام آل العصمة والطهارة لا تبغي سوى الدكدكة بالعقائد والزلزلة بالولائيات فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وأخيراً تسعى هذه الأفواه النتنة والألسنة النجسة بترها الله للتشكيك بوجود السيد الجليلة العلية المسماة بالرقية بنت الحسين عليهما الصلاة والسلام ..
فما نريده منكم سماحة الشيخ مجرد قائمة أسماء المصادر التاريخية والحديثية التي تذكر اسم هذه السيدة الجليلة باب الحوائج ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع الفقهي: تحقيقنا الفريد في إثبات وجود بنت للإمام الحسين عليهما السلام بإسم رقية مدفونة في خربة الشام.
بسم الله الرحمان الرحيم
تحية طيبة وسلام من الله تعالى عليكم
ليس في مصادرنا التاريخية ما يشير إلى وجود بنت لمولانا الإمام المعظم الحسين عليه السلام بإسم رقية سوى ما ذكره السيّد إبن طاووس قدس سره في كتابه القيِّم الملهوف على قتلى الطفوف( طبعة مؤسسة الميلاد/إيران صفحة 141) بأن الإمام المعظَّم مولانا الحسين بن أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليهما لمَّا جمع نساءه في ليلة العاشر قال لهنَّ مخصصاً الخطاب لثلة من أهل بيته الطيبين:" يا أُختاه يا أُمَّ كلثوم وأنتِ يا زينب وأنتِ يا رقيَّة وأنت يا فاطمة وأنت يا رباب، أُنظرن إذا أنا قُتلت فلا تشققن عليَّ جيباً ولا تخمشن عليَّ وجهاً ولا تقلن هجراً.."، فقوله مخاطباً رقية يعني ابنته المعروفة بهذا الإسم وهي المدفونة في خربة الشام، لأن المقطوع بصحته أن للإمام الحسين عليه السلام أُختين هما: الصدّيقتان الصغريان الحوراء زينب وأم كلثوم عليهما السلام ولا ثالث لهما حتى يمكن دعوى أن رقية هي إحدى أخواته، وليس في المصادر بحدود إطلاعنا أن له زوجةً إسمها رقية، فلا يسعنا إلا القطع بأن المسماة برقية عليها السلام هي إبنته المدفونة بخربة الشام، يضاف إلى هذا القطع ويؤكده دليل الشهرة الدال على وجود بنت للإمام الحسين عليه السلام مسماة برقية مدفونة في خربة الشام وتزار لأجل أنها إبنته وليس لأيّ شيءٍ آخر ولا أن الشيعة يزورونها برجاء المطلوبية بل لا تزار إلا لأنها إبنته، وما يدرينا في هذا القطع أن يكون منشؤه التصرف التكويني لمولانا الإمام المعظم القائم من آل محمد صلى الله عليه وأهل بيته الطاهرين فإن له كمال التصرف في عوالم التكوين، ولهذا الأمر شواهد من أصول الفقه في أقسام الإجماع على ما حكاه لنا المحقق الكاظمي رحمه الله تعالى من أن للإمام المغيّب الحجة بن الحسن عليهما السلام رأياً ثالثاً في مقابل إجماع الإمة على رأيين مختلفين وكلاهما مخالف للواقع، فإن الإمام عليه السلام ينشئ قولاً ثالثاً عبر أحد الأبدال العالم بقوله عليه السلام إما بنقل منه مباشرة أو بإلهام أو بمكاتبة منه صلوات الله عليه، وهو ما أكذه العلامة الطبرسي النوري في جنة الماوى...وغير بعيدٍ في أن يكون للإمام عليه السلام دور في إلهام المؤمنين لزيارتها في الشام بعنوان أنها إبنة الإمام الحسين عليه السلام، ونحن لا نعتمد بشكل مطلق على ما أفدنا ولكننا اعتمدنا على القرينتين اللتين أشرنا إليهما في مطلع تحقيقنا لإثبات وجود بنت لمولانا المعظم الإمام الحسين صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين، وما ذكرناه من الإجماع الثالث من باب التأكيد لا التأسيس حتى لا ينعتنا الناعتون بأننا نعتمد على العوالم الخفية في تأسيس الأحكام الشرعية فإن لنا أعداءً لا يحملون كلامنا على محملٍ واحد فضلاً عن سبعين محملاً ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30.
والمحصلة: إن القرينتين المتقدمتين تعطينا صورةً كاملةً عن وجود بنت للإمام الحسين عليهما السلام بإسم رقية في خربة الشام، وهو ما أكده العلامة السيّد محسن الأمين العاملي في كتابه أعيان الشيعة وما رواه وأكده العلامة الحائري في كتابه الجليل معالي السبطين، وقد نقل الثاني عن بعض الأكابر ممن يقول بوجود بنت للإمام الحسين عليه السلام إسمها رقية وهي من شهربانو زوجة مولانا الإمام الحسين وأم الإمام السجاد عليهم السلام، وليس العبرة في كثرة المصادر ما دامت القرينة اللفظية المتقدمة واضحة الدلالة على المطلوب وإني لأظنها كافية من الناحية الشرعية في إثبات وجود بنت للإمام الحسين عليه السلام بلفظ رقية، وهذه القرينة اللفظية مدعومة بالشهرة القائمة على كونها بنتاً للإمام الحسين عليه السلام وتصدر الكرامات من عند ضريحها المقدّس وللإمام المعظم القائم من آل محمد أرواحنا لتراب مقدمه الفداء حضورات متعددة مباركة على بعض الممحصين في الإيمان... وعدم وفرة المصادر ليس دليلاً على النفي، فتكفي الشهرة في إثبات المطلوب تماماً كما تكفي الشهرة في إثبات النسب الفاطمي أو العلوي من دون حاجة إلى شجرة الأنساب...وقد اعتمد أعلام الإمامية في كثيرٍ من إستنباطاتهم على دليل الشهرة وليكن منه تحديد قبر مولاتنا السيدة رقية عليها السلام كعمتها مولاتنا الصدِّيقة الصغرى زينب صلوات الله عليها فإن تحديدَ قبرِها الشريف قائمٌ على الشهرة بالدرجة الأولى عندنا وعند أعلام الإمامية قديماً وحديثاً، وثمة أولاد متعددين للإمام الحسين عليه السلام لم يُعْرَف لهم أثر في الكتب بسبب عامل التقية والخوف من الدولة الأموية على مؤسسها اللعنة الإلهية السرمدية، ــ ولكنهم معروفون بقبورهم الشريفة ويزاروا تحت عنوان أنهم أولاده كمحسن السقط في مسجد حلب ــــ ويكفينا شرعاً في إثبات ما نحن بصده القرينة التي اعتمدناها ودليل الشهرة بين المتأخرين حسبما أشرنا لكم أعلاه، وما توصلنا إليه لم يسبقنا إليه أحد فلله تبارك شأنه الحمد والشكر ولآل محمد الفضل والمنّة روحي لاقدامهم الفداء، والحمد لله والسلام على سفن النجاة محمد وآله الطاهرين..ودمتم طيبين والسلام.
حررها الأحقر العبد محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 10 ربيع الثاني 1434هـ.